بعد إطلاق حملة ترشيح خالد العناني.. كيف يُنتخب مدير عام اليونسكو؟
في خطوة على مسار دعم حملة ترشيح الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، نظمت وزارة الخارجية، أمس احتفالية بحضور عدد من كبار المسئولين وشخصيات عامة ونحو 100 سفير معتمد في القاهرة، كما شهدت الاحتفالية إطلاق الموقع الرسمى لحملة المرشح المصري (www.khaledelenany.com)، وفي هذا السياق يستعرض التقرير التالي عملية انتخاب مدير عام اليونسكو وجهود وتحركات الدبلوماسية المصرية لحشد الدعم للعناني.
• آلية انتخاب مدير عام اليونسكو
يتم تقديم الترشيحات من قبل الدول الأعضاء عبر وزارات الخارجية إلى المجلس التنفيذي لليونسكو.
ويتم ترشيح المدير العام لليونسكو من قبل المجلس التنفيذي، الذي يتكون من 58 دولة عضوًا، يجتمع لاختيار المرشح ويتولّى المؤتمر العام بعد ذلك مهمّة تعيينه لفترة أربع سنوات، ويتم اختيار الشخص الذي سيرشّحه المجلس التنفيذي عن طريق الاقتراع السري خلال تصويت يجري تنظيمه أثناء الجلسة، وفقاً للموقع الرسمي لليونسكو.
وبعد ذلك، يتولّى رئيس المجلس التنفيذي مهمّة إعلام المؤتمر العام باسم المرشّح الذي اختاره المجلس، ويجب على المؤتمر العام النظر بهذا الترشيح ومن ثمّ انتخاب الشخص الذي يقترحه المجلس التنفيذي، عن طريق الاقتراع السري أيضاً.
• مصر والترشح لمنصب مدير اليونسكو
ففي أبريل من العام الماضي، أعلن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، اعتماد المجلس ترشيح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الأسبق، لمنصب مدير عام لليونسكو للفترة من 2025 إلى 2029، كمرشح لمصر.
وجاء القرار استنادا إلى للمؤهلات التي يحوزها الدكتور خالد العناني وإنجازاته الأكاديمية والتنفيذية الملموسة في مجالات عديدة، فضلا عن إسهاماته الكبيرة والقيمة على الصعيدين الوطني والدولي في مجالات العلوم والتربية والثقافة والتي تعد نتاج لخبراته التي تمد لأكثر من 30 سنة في مجالات التدريس الجامعي والبحث العلمي وعلوم المصريات والآثار والتراث والمتاحف والسياحة، بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات.
وتستند رؤية العناني كمرشح للمنصب على عدة محاور رئيسية، منها: تعزيز التعليم كحق أساسي للجميع، مع التركيز على الدول النامية، وحماية التراث الثقافي المهدد، خاصة في مناطق النزاع، وتعزيز التكنولوجيا والابتكار كأدوات للتنمية المستدامة، وتوسيع برامج التعاون الثقافي بين الدول الأعضاء.
ويعد العناني ثالث مرشح رسمي لمصر لمنصب مدير عام اليونسكو إذ سبق أن رشحت وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني عام 2009، حيث وصل إلى الجولات النهائية.
وفي عام 2017، تم ترشيح وزير الدولة للأسرة والسكان سابقا السفيرة مشيرة خطاب، التي خاضت جولات حاسمة وحظيت بدعم واسع، لكن لم يُكتب لها الفوز.
وكانت بوركينا فاسو قد رشحت عام 1999 الدكتور إسماعيل سراج الدين، نائب رئيس البنك الدولى آنذاك، للترشح على منصب مدير عام منظمة اليونسكو.
• دعم واسع للعناني
أكدت العديد من الدول الإفريقية دعمها للعناني، كما حصل أيضاً علي دعم كل من الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية وعدد من الدول الأوروبية والآسيوية.
وأثنى وزير الخارجية السريلانكي علي صبري، على قدرات المرشح المصري وإمكانيته ومؤهلاته العلمية، مشيراً في هذا الصدد إلى أن تاريخ وحضارة مصر العريقة يؤهلها بجدارة للحصول على هذا المنصب الأممي الهام.
وفي فبراير الماضي، اعتمد المجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي في دورته الرابعة والأربعين التي عقدت بأديس أبابا، ترشيح الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام "اليونسكو".
وشارك العناني في العديد من الجولات الخارجية التي قامت بإعدادها وزارة الخارجية حيث تتولى الوزارة رئاسة مجموعة العمل الوطنية المُشكّلة لمتابعة الترشيح.
وفي مايو الماضي، زار العناني باريس في إطار حملة ترشحه، وقام مع وزير الخارجية السابق سامح شكري بزيارة إلى بيت مصر بالمدينة الجامعية في باريس.
كما أجرى العناني زيارة إلى العاصمة الأنجولية لواندا، قادماً من الكونجو برازافيل، ورافقه خلال الجولة الوزير المفوض، وائل عبد الوهاب منسق حملة الترشيح، وحصل على دعم الدولتين، كما انضمت أنجولا للتوافق الإفريقي باعتماد الترشيح المصري.
وفي ديسمبر الماضي، أعلن الرئيس الجابوني عن قراره بسحب المرشح الجابوني فى سباق اليونسكو تقديراً للرئيس عبدالفتاح السيسي، معلنا دعم الجابون للدكتور العنانى فى سباق الترشح باعتباره المرشح الإفريقى، كما دعمت كل من إريتريا والصومال أيضا العناني.
وأجرى الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة جولات عديدة إلى دول إفريقية، حيث عقد لقاءات مع قادة ومسئولين لتعزيز دعمهم لمرشح مصر، كما حرص على شرح رؤية المرشح لتطوير اليونسكو ودورها في تعزيز التعليم والثقافة على مستوى العالم.
وعلى الصعيد الأوروبي، أكدت إسبانيا، الشهر الماضي، دعمها الكامل لترشيح العناني، خلال اتصال بين الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية، ونظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية.
كما تعد فرنسا من أبرز الدول الداعمة أيضا للعناني، إذ أكد سفير فرنسا لدى مصر إيريك شوفالييه، دعم بلاده الكامل لمرشح مصر، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وذكرت سفارة فرنسا بالقاهرة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن السفير شوفالييه أكد دعم باريس الكامل للدكتور العناني خلال الفعالية التى نظمت في المتحف القومي للحضارة المصرية، والمخصصة لدعم الترشيح المصري لمنصب المدير العام لليونسكو.