رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

السباحة .. أكثر التمارين المعززة لصحة الدماغ

السبت 04/سبتمبر/2021 - 11:53 ص
السباحة
السباحة
محمد أحمد
طباعة
تفيد الأوساط العلمية أن تمارين الايروبيك، كالمشى السريع والركض وركوب الدراجة والسباحة، يمكنها أن تساعد فى درء أضرار الشيخوخة، لكن مجموعة متزايدة من الأبحاث كانت تشير أخيراً، إلى أن السباحة تحديداً، قد توفر دفعة فريدة من نوعها لصحة الدماغ. 

وفقاً لموقع "كونفرزيشن" الإعلامى، كان الناس يبحثون على مدى قرون عن ينبوع الشباب وقد تكون السباحة وسيلتنا الأقرب إلى ذلك. 

فقد أظهرت الدراسات أن السباحة المنتظمة تعمل على تحسين الذاكرة والوظيفة الادراكية والاستجابة المناعية والمزاج، وقد تساعد أيضا فى إصلاح الضرر الناجم عن الاجهاد وتكوين روابط عصبية جديدة فى الدماغ. 

لكن العلماء ما زالوا يحاولون كشف لماذا على وجه الخصوص لدى السباحة تلك التأثيرات المعززة للدماغ، وهم على وشك أن يكشفوا سر ذلك. 

فقد أصبح هناك دليل واضح الآن على أن تمارين الايروبيك يمكن أن تسهم فى تكوين الخلايا العصبية، كما تلعب دوراً رئيسياً فى المساعدة على عكس أو اصلاح الأضرار التى تلحق بالخلايا العصبية ووصلاتها فى كل من الثدييات والاسماك. 

وتظهر الأبحاث أن الطرق الرئيسية التى تحدث فيها هذه التغييرات استجابة للتمرين، هى من خلال زيادة مستويات بروتين يسمى "عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ"، وقد وجدت الدراسات التى أجربت على البشر علاقة قوية بين تركيزات هذا البروتين فى الدماغ وزيادة حجم الحصين، وهى منطقة الدماغ المسؤولة عن التعلم والذاكرة. كما تبين أن زيادة مستوياته هذا العامل يزيد من حدة الأداء المعرفى ويساعد فى خفض القلق والاكتئاب، ذلك أن تمارين الأيروبيك تعزز أيضا إطلاق نواقل كيميائية معينة تسمى الناقلات العصبية، ومن بينها السيرتونين. كما أن "عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ" يزيد من كثافة العمود الفقرى العصبى، وقد ثبت أن تلك تساهم فى تحسين الذاكرة والمزاج وتحسين الادراك لدى الثدييات، كما تساعد كثافة العمود الفقرى الأكبر الخلايا العصبية على بناء اتصالات جديدة وإرسال المزيد من الإشارات الى الخلايا العصبية الأخرى، ومع تكرار الإشارات يمكن أن تصبح الاتصالات أكثر قوة. 

وبدورها، لطالما اشتهرت السباحة بفوائدها للقلب، لأنها تشمل جميع مجموعات العضلات الرئيسية، وتزيد من تدفق الدم فى جميع انحاء الجسم. ويؤدى هذا الى تكوين أوعية دموية جديدة، كما يؤدى تدفق الدم الأكبر أيضا الى إطلاق كميات كبيرة من الاندروفين، وهى هرمونات تعمل كمخفف طبيعى للألم فى جميع أنحاء الجسم. 

وفى احدى الدراسات التى أجريت على الفئران تبين أن السباحة تحفز مسارات الدماغ التى تثبط الالتهاب فى الحصين، وتمنع موت الخلايا المبرمج. وقد أظهرت الدراسة أيضا أن السباحة يمكن أن تساعد فى دعم بقاء الخلايا العصبية وتقلل التأثيرات المعرفية للشيخوخة. 

ولتحديد المدة التى قد تستمر فيها تلك الأثار المفيدة، قام الباحثون بتدريب الفئران على السباحة لمدى 60 دقيقة يومياً لمدة خمسة أيام فى الأسبوع، وتبين بعد سبعة أيام فقط من التدريب تحسينات فى كل من الذكريات قصيرة وطويلة المدى، بناء على انخفاض فى الأخطاء التى ترتكبها الفئران كل يوم. واقترح الباحثون أن هذا التعزيز فى الوظيفة الادراكية يمكن أن يوفر أساساً لاستخدام السباحة كطريقة لإصلاح التعلم وتلف الذاكرة الناجم عن الأمراض العصبية والنفسية لدى البشر. 

وبينت الأبحاث التى أجريت على البشر نتائج مماثلة تشير الى فائدة معرفية واضحة من السباحة عبر جميع الاعمار، حيث نظرت مجموعة بحثية أخرى أخيراً، فى الارتباط بين النشاط البدنى وتعلم الأطفال كلمات جديدة، وبعد القيام بثلاثة أنشطة متنوعة، بين التلوين (نشاط الراحة) والسباحة (نشاط ايروبيك)، والتمارين الشبيهة بتمارين كروس-فيت (نشاط من غير الايروبيك) لمدة ثلاثة دقائق، فوجدت أن دقة الأطفال كانت أعلى بكثير فى عدد الكلمات التى تم تعلموها بعد السباحة مقارنة بتمارين أخرى، مما يوضح وجود فائدة إدراكية واضحة من السباحة، وأن السباحة لفترة قصيرة من الوقت مفيدة للغاية للأدمغة الشابة النامية. 

ولا يزال يجرى العمل على تفاصيل الوقت او أسلوب السباحة لمعرفة ما هى التعديلات المعرفية والمسارات التى يتم تنشيطها عن طريق السباحه، وعلماء الاعصاب يقتربون كثيراً من جمع كل القرائن معاً.
                                           
ads
ads
ads