رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

هالة الكردي تكتب|أنا إمرأة وعلي حق

الأربعاء 27/أكتوبر/2021 - 10:47 م
الحياة اليوم
هالة الكردي
طباعة

إن أخطأت وإن يكن؟ 
فلا أحد معصوم من الخطا..
إن أسأت تقدير أي موقف وإن يكن؟ فمن منا لم يخنه ذكائه ولو لمرة واحدة أو بين حين وآخر.
إن بكيت أو صرخت. 
إن راهنت أو سقطت أو حتي فشلت؟ إن تصابيت أو شاكست فأين الخطأ ! 
إن تمردت أو رفضت واقعا لا يلائمني أو لا يليق بي فما الخطأ؟ 
إن أسأت الاختيار وتراجعت ؟ 
إن صبرت أو تعجلت؟ 

والغريب أنه حتي وإن أخطأ الرجل فيصبح أساس خطأه هو المرأة! 
فإذا تطاول الرجل بالضرب أو اللفظ فمن المؤكد أن من قادته لذلك إمرأة، إذا تغيرت حالته المزاجية فمن المؤكد أنه بسبب أمرأه، إذا فشل أو خسر فمن البديهي أيضا أنه خسر أمواله في سبيل تلبية رغبات إمرأة، إذا ارتكب فعل التحرش فمن المؤكد أن ثيابها قد أثارته، إذا قتل كما حدث في أكثر من قضية معروفة إعلاميا فالسبب وراء جريمتهم إمرأة!
و لا ننسي كذلك تلك الحوادث الشهيرة عبر التاريخ ومنذ بداية الخليقة بأن حواء هي سبب خروج آدم من الجنة، وكانت هيلين سبب نشوب الحرب بين أمير طروادة وملك أسبرطة، وكانت المرأة أيضا سبب حرب الأمير ريتشارد علي نظيره القبرصي.

والوقائع الشهيرة التي تم تأريخها أصلا لأن محتواها كان ( إمرأة )  أما بحرب أو بعشق كالقصص المعروفة مثل عنتر وعبلة، قيص وليلي وحتي فالعصور الحديثة فكانت ميجان ( إمرأة ) وراء تمرد الأمير هاري علي المنظومة الملكية والتي تزعمها إمرأة كما فعلت والدته الأميرة ديانا من قبل.
وقصص شتي من تلك التي أُلقيت علي مسامعنا منذ الصغر والتي أسفرت في النهاية علي أن المرأة هي أساس الحروب وأساس الخراب والدمار ونتيجة لذلك فهي دائما علي خطأ.

ولكن الحقيقة (من وجهة نظري الشخصية ) 
هي أن المرأة يا سادة هي أساس كل شيء، نعم؛
فإذا قامت الحروب من أجلها فلأنها أساس العِرض والشرف، هي الأم والأخت والزوجة والابنة ولأن الرجال مكلفون بحمايتهن، وإذا استقامت البيوت وسكنت فلأنها هي أساس السكينة والرحمة والرعاية والتربية، وإذا وجدنا أن الغالبية من العلماء رجال فأن من راعتهم وشجعتهم وحرصت علي تفوقهم من البداية هي إمرأة، وأمثلة كثيرة وبرغم كثرتها أجد دائما أصابع الاتهام تتوجه لها عند حدوث أي كارثة فما السبب؟
حتي وإن لم تحدث تلك الكوارث، فهي دائما محور الحدث، إذا كنت من متابعي الأخبار ستجد أن أغلبها عن النساء نعم فالأحصاءات تقول أن نسب مشاهدات الصحف والجرائد والفيديوهات ترتفع خاصة تلك التي كانت عناوينها ملفتة أو شائكة مثل شاهد فضيحة فلانة أو فستان الفنانة وما إلي ذلك.
إذا اهتمت المرأة بمظهرها أصبحت في نظر المجتمع تريد لفت انتباه الرجال، وإذا أصرت علي النجاح والتفوق فهي حتما تريد أن تثبت أنها تستطيع أن تحقق ما حققه الرجال وبأنها أقوي وأقدر، ووجهت الأنظار والأذهان بطريق غير مباشر أن المرأة تسعي دائما وأبدا بأن تكون مساوية للرجل أو كما عهدنا قول ( الند بالند ) ألا يفكر المجتمع للحظة أنها فقط تريد أن تكون ذو قيمة أو فائدة لها ولمن حولها عدا كونها ربة منزل وتحاول جاهدة إرضاء نفسها لتكون فخرا لأبناءها؟ 
وإذا تألقت وتأنقت ألا يمكن أن تكون بذلك تسعي لتزيد من إحساسها الداخلي بالسعادة والثقة بالنفس! 
أم هي في نظر المجتمع سبب الخراب فقط لا النجاح؟
عفوا أيها السادة فالمرأة أيضا علي حق حتي وإن أخطأت، فما الخطأ ألا سمة من سمات البشر أجمع لا المرأة وحدها.
                                           
ads
ads
ads