هالة الكردي تكتب | آفة الشر والكراهية!

خلقنا الله عز و جل علي الفطرة السليمة الطيبة التي تحوي كل المشاعر السامية النبيلة بنفوسنا كالصدق والرحمة والعدل والوفاء والانتماء والعطف والمساعدة والحب بكل اشكاله كحب الخير وحب الناس وحب العمل وحب العبادة وحب الأهل وحب الطبيعة وحب كل ماهو جميل، فكل ماهو من صنع الله حقا جميل.. ولكن الحقيقة أننا نجد انفسنا دائما وبمرور الوقت نحيا صراع أبدي بين ما خُلقنا عليه وبين ما نواجهه بشكل يومي في حياة كل منا والذي من شأنه أن يشوه تلك الفطرة الطيبة ويحولنا لا إراديا للتصرف عكس ذلك.

فمن أين أتت تلك الضغينة التي تحمل المرء علي أن يستحل مال يتيم، أو تدفع بذاك الذي يشهد شهادة زور ضد آخر قد تودي بحياته إلي الجحيم! 

من أين أتت كل تلك القضايا المرفوعة أمام المحاكم للنظر فيها سواء كانت جنائية أو أخلاقية، أُسرية كانت أو مالية ! 

ومن أين أتي الظلم والقهر وسوء الخُلق وسوء الظن! 

كيف ابتعدنا كل هذا البُعد عن فطرتنا؟

كيف تُسول للإنسان نفسه قتل أخاه بدم بارد؟

وكيف يشعر المرء بالسعادة علي حساب آخر! 

متي أصبح التنمر والسخرية والتعدي علي الغير إما باللفظ أو بالفعل دُعابة! 

لماذا يتلذذ القوي بالاستعلاء والاستقواء علي من هو أضعف منه! 

نعم أعلم بأن الشر موجود منذ بداية الخليقة وقد أوجده الله حتي يُحدث هذا التوازن وبذلك تصبح للحياة قيمة وهدف فمما لاشك فيه أن لو أراد الله أن يخسف الأرض بمن عليها جميعا فما أوجد عليها بشر وإن أراد أن يعُم الحق لأزال كل منافذ الباطل ومن حكمته أيضا أن نشعر بلذة الخير حين ينتصر علي الشر سواء عاجلا أم آجلا، نعم أعلم كل ذلك ولكن لماذا؟ 

فجميعا نعلم بأننا نحيا بأمر الله وإنما نُحسن لوجه الله ونعمل بجدٍ إرضاءً لله ونتعبد طاعة وحبا في الله إذن؛ فما السبب؟ 

لماذا نُهدر إنسانيتنا بتلك السرعة والسهولة ونُقدم علي فعل أشياء حتما سنندم عليها لاحقا! 

لما لا نحب للغير ما نحبه لانفسنا؟ 

ونُعامِل بمثل ما نحب أن نُعامَل؟

لماذا لا نجاهد أنفسنا طوعا للرجوع لتلك الفطرة السليمة بعدما أيقنا الحقيقة! هل هي سنة الحياة حقا أم أنه اختبار لقُِننا اجابته ومع ذلك رسبنا أم أنه اختيار للطريق الأسهل حتي وأن كان خطأ؟ 

ليتنا نعود قبل فوات الأوان 

ولن أقول نعود لتعاليم ديننا فوالله أن جميع رسالات ربي لا تحث إلا علي كل طيبٍ جميل بل أقول نعود لانسانيتنا.