رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

مفتى الجمهورية يحذر من القنوط أو اليأس من رحمة الله بسبب التقصير فى حقه عز وجل

الجمعة 31/ديسمبر/2021 - 10:43 م
الحياة اليوم
شحاته سلامة
طباعة
حذر فضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، من القنوط أو اليأس من رحمة الله بسبب التقصير فى حقه عز وجل قائلًا: "ينبغى أن يكونَ الإنسان ذا همَّةِ عالية، فسيحَ الأمل، واسعَ الرجاء، مستشرفًا للمستقبل، عاملًا منتجًا للحياة، يعطيها كما يأخذ منها، وعليه التمسك بالأمل والثقة بالله فهما قوةٌ باعثةٌ على العمل، ومن العوامل المؤثرة فى استنهاض النشاط والهمة فى الروح والجسد، واستدعاء مظاهر الاستبسال، والكفاح نحو أداء الواجب، ودفع اليائس إلى الجِد، وتكرار المحاولة مرة بعد أخرى حتى يتحقق نجاحه".

وشدد مفتى الجمهورية -فى تصريحات الليلة- على ضرورة العمل الدءوب واستفراغ الوسع فى الأخذ بالأسباب المادية، وعلى المسلم أن يثق ثقة كاملة غير منقوصة بقدرة رب العزة سبحانه وتعالى وأنه لا يعجزه شيء فى الأرض ولا فى السماء، وبغير هذه الثقة لا يكون الأمل أملًا فى الله، وإنما هو أمل فى الأسباب المادية التى إن تلاشت يسيطر اليأس على قلب الإنسان.

وأوضح أن محاسبة الإنسان لنفسه على ما يصدر عنه من تصرفات أولًا بأول من الأمور المطلوبة شرعًا؛ فإن ذلك يوقظ وجدانه ويحيى شعوره من أجل استدراك الخطأ إن وُجد فيعمل على تصحيحه. أن الإنابة إلى الله وخشيته والخوف منه من أعمال أهل الجنة الذين لا تمسهم النار لقوله صلى الله عليه وسلم: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس فى سبيل الله".

وأكد أن التأمل فى انتهاء عام وبداية عام جديد يُعد بمثابة مراجعة للذات ومحاسبتها على عملها فى العام المنقضى، وهو أمر مطلوب فى أيام الله تعالى، وكان النبى صلى الله عليه وسلم كثير الاستغفار تطلعًا للدرجات العُلى وأن يكون عبدًا شكورًا، فقضية الاستغفار عندنا جميعًا دليل على محاسبة النفس لتلافى السلبيات والتقصير فيما سلف ، لافتا النظر إلى أن محاسبة النفس دأب أهل الهمة العالية والعقول الراقية التى تنشد الكمال، وفى ذلك يُروى عن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، قوله: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا"، وكما قال سيدنا عليٌّ رضى الله عنه وكرم الله وجهه: "التقوى هى الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل".

وتوجه مفتى الجمهورية إلى المسلم ناصحًا له بأن يُعد نفسه إعدادًا جيدًا فى كل وقت وحين وأن يتأمل فى انقضاء العام بعد العام فيُطهر نفسه بالتوبة إلى الله تعالى، لينال الجائزة الكبرى والمغفرة لذنوبه وألا ينفق وقته وعمله فى غير طاعة الله حتى لا يرغم أنفه ويخسر المغفرة، وعلى من أراد التقرب إلى الله عليه بالتوبة وعليه أن يسارع بالتخلص من التبعات برد حقوق العباد واستغفار الله عز وجل والندم على ما فات من تقصير فى حقه عز وجل، وأن يتخلص الناس من النزاع وأكل حقوق بعضهم البعض حتى تقل القضايا والمنازعات التى أرهقت المحاكم وعليهم كذلك الكف عن أساليب الخداع والتحايل.

وعن شروط التوبة أوضح مفتى الجمهورية، أنه إذا كان الحق متعلقًا بالله فعليه أن يقلع عن هذا الذنب ويندم ولا يعود إليه فى المستقبل، وعلى هذا النحو يقبل الله توبته، أما إذا تعلق هذا الحق بالعباد فعليه أن يرد الحقوق إلى أصحابها.

وأوضح أن الإنابة إلى الله وخشيته والخوف منه من أعمال أهل الجنة الذين لا تمسهم النار لقوله صلى الله عليه وسلم: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس فى سبيل الله".
                                           
ads
ads
ads