محمد ناجي: ضرورة التكامل بين شركات الطيران المصرية الوطنية والخاصة
الجمعة 27/سبتمبر/2024 - 01:05 م
محمود السعدي
طباعة
تشهد شبكة المطارات المصرية المختلفة خلال الفترة الأخيرة، زيادة ملحوظة في الرحلات الجوية السياحية والركابية القادمة من مختلف أنحاء العالم، في إطار حرص وزارة الطيران المدني بقيادة الطيار الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني، واللواء طيار منتصر مناع نائب الوزير، على زيادة معدلات التشغيل الجوية والركابية، تزامنًا مع خطة الدولة المصرية للوصول إلي 30 مليون راكب بحلول عام 2030، حيث يتطلب ذلك وجود خطط ترويجية وتسويقية لجذب تلك الوفود السياحية المشار إليها مسبقًا، بالتوازي مع الإستمرار في عمليات التطوير والتحديث لأسطول شركات الطيران المصرية الوطنية والخاصة، وتطوير المطارات المصرية المختلفة لاستقبال الأعداد الركابية القادمة من مختلف أنحاء العالم، للدخول بقوة وشرلسة في سوق النقل الجوى العالمي، في ظل المنافسة القوية في صناعة الطيران المدني حاليًا.
إلتقى" الحياة اليوم " المهندس محمد ناجي الخبير المتخصص في شئون الطيران المدني المصري، والرئيس التنفيذي الأسبق لشركة النيل للطيران، للتعرف على أهم الحلول لدخول شركات الطيران المصرية الوطنية والخاصة للمنافسة في سوق السفر الجوي الدولي، والأستحواذ على أكبر عدد من الأفواج الركابية والسياحية للسفر إلى المحافظات المصرية خلال الفترة القادمة... وإلى نص الحوار :
ماذا عن الحركة الركابية والجوية والسياحية الوافدة إلى المحافظات المصرية خلال الأونة الأخيرة؟
شهدت الحركة الركابية والجوية والسياحية في مصر زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة، حيث تعززت الرحلات الدولية والمحلية، مما ساهم في إنتعاش السياحة الداخلية والخارجية.
وكشفت التقارير خلال النصف الاول للعام ٢٠٢٤ عن زياده قياسية غير مسبوقه في اعداد السائحين، حيث تخطت 7 مليون سائح في الستة أشهر الأولي للعام الجاري، وهذا التطور يعكس جهود الحكومة المصرية في تحسين البنية التحتية وتقديم حوافز لجذب السياح.
أهم العوائق التى تواجهشركات الطيران الخاصة المصرية للعمل بسوق النقل الجوي الدولي؟
تواجه شركات الطيران الخاصة عدة عوائق، منها
*التكلفه العالية: أسعار الوقود وصيانة الطائرات, تم تقديم مساعدات من قبل الحكومة في فترات سابقة للشركات بالنسبة للوقود لتيسير عمليات الدفع والعملة، أما بالنسبه للصيانه للطائرات فمن خلال برامج صيانة قوية وخبرات مهندسي الطائرات، يتم التحكم في التكلفة.
- التشريعات: وجود قوانين تنظيمية صارمة تؤثر على التشغيل، الالتزام بالتشريعات الدولية والعمل الدائم علي تحسين التشريعات المصريهيحمي صناعة الطيران المصري
- المنافسه :المنافسة الشديدة مع الشركات الكبرى، تعزيز الشراكات الداخلية والخارجية لمواجهة هذه المنافسة أمر أصبح ضروري.
-العماله التشغيلية: وجود نقص في العمالة وجذب من الشركات للعمالة المحلية والخبرات بعد نمو حركه الطيران عالميًا وإقليميًا بعد جائحه كورونا ، فلابد من البدء فورًا في تدريب وإعداد كوادر طيارين ومهندسين وجميع فئات العمالة المرتبطة بالتشغيل.
ماذا عن تأثير الأوضاع السياسية والعسكرية بمنطقة الشرق الأوسط حاليًا على حركة النقل الجوي المصري والإقليمي؟
تؤثر الأوضاع السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط بشكل كبير على قطاع النقل الجوي، حيث يمكن أن تؤدي التوترات إلى تقليل حركة السفر والتأثير على نقاط الوصول، حيث يتطلب من شركات الطيران تطوير إستراتيجيات مرنة للتكيف مع الظروف المتغيرة.
ماذا عن تطوير العنصر البشري بشركات الطيران الخاصة المصرية؟
يعتبر تطوير العنصر البشري أمرًا حيويًا، يمكن الإستفادة من الكوادر الوطنية عبر:
- تدريب مستمر: توفير برامج تدريب متقدمة, واعداد كوادر كافية لحركه نمو الطيران المتوقعة والمستهدفة من قبل إلحكومه المصريه للوصول الي 30 مليون راكب سنويًا في غضون السنوات القليلة القادمة.
- تحفيز الإبداع: تشجيع الإبتكار داخل الشركات, حيث أن صناعة الطيران من أكثر الصناعات التي تتطلب الإبداع والتطوير لمواكبة التقدم في تلك الصناعة عالميًا.
*** هل يتحمل سوق النقل الجوي المصري حاليًا دخول شركات طيران خاصة جديدة؟
سوق النقل الجوي المصري يمكن أن يتحمل دخول شركات خاصة جديدة، ولكن يجب أن تكون هناك دراسات جدوى دقيقة لضمان إستدامتها في ظل المنافسة الشرسة بين مختلف شركات الطيران الخاصة المصرية.
يجب على شركات الطيران الخاصة المصرية التنوع في عمليات التشغيل ،من رحلات عارضة ورحلات منتظمة وداخلية وخارجية، والإهتمام بالسياحه العربيه والخليجية والاوربية خلال الفترة المقبلة، لضمان الإستمرارية في سوق النقل الجوي الدولي.
*** كيف يمكن لشركات الطيران الخاصة المصرية الإستمرار في سوق النقل الجوي الدولي في ظل الظروف والأوضاع الراهنة؟
يمكن لشركات الطيران الخاصة المصرية الإستمرار من خلال:
- تحسين الخدمة: التركيز على جودة الخدمة وتجربة العميل.
- التوسع في الشبكات: إستكشاف وجهات جديدة,
- الإحترافيه: الإعتماد علي الكفاءات البشرية يعظم الدخل ويقلل المصروفات وهو الامر الذي يجعل من صناعة الطيران صناعة مربحة
كيف يمكن لقطاع الطيران المدني المصري الإستفادة من مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطيران؟
هذا المؤتمر فرصة لتبادل الأفكار والإبتكارات، وتعزيز التعاون بين الشركات الوطنية والدولية، مما يسهم في تطوير القطاع.
إقامه المؤتمر في مطار العالمين أتاحت فرصة هذبية للتعرف علي أراضي مصرية واعدة بالساحل الشمالي، والذي متوقع أن تكون وجهة عالمية للطيران في المستقبل القريب.
ماذا عن تأثير العملة الأجنبية في التعاملات المالية لشركات الطيران الخاصة المصرية؟ وكيف يمكن للدولة ووزارة الطيران المدني المساهمة والمساعدة لإستمرار تلك الشركات؟
تؤثر تقلبات العملة الأجنبية على تكاليف التشغيل، ويمكن للحكومة تقديم دعم مالي أو من خلال إستراتيجيات تسعير مرنة لمساعدة الشركات على تجاوز هذه التحديات, إذا تطلب الأمر لتدخل الحكومة. لافتًا إلى أن دخل شركات الطيران نسبة منها كبيرة بالعملات الأجنبية، وذلك يساهم في توفير العملة وجذب السياحة أيضًا التي توفر عملات أجنبية.
برؤيتك.. ماذا عن التكامل والشركات بين مصر للطيران وشركات الطيران الخاصة المصرية خلال الفترة المقبلة؟ وهل سيعود بالنفع على قطاع الطيران المدني المصري؟
يمكن أن يعود التكامل بالنفع على القطاع من خلال:
- تبادل الموارد: مشاركة الطائرات والخدمات.
- تحسين الكفاءة: تقليل التكاليف التشغيلية.
-زيادة الحصة المصرية: التعاون بين الشركه الوطنية "مصر للطيران" والشركات الأخري المصرية، يعود بالنفع من حيث زيادة الحصة المصرية أمام الشركات العالمية علي الخطوط من والي جمهوريه مصر العربية، وزياده شبكه الطيران الي جهات عد’ حيث تسوق شركه لخط وتقوم الأخري بالتشغيل إليه وهو ما يعرف بالـ code share.
هل توجد شركات طيران خاصة جديدة تنتظر الموافقات من السلطات والجهات المختصة للإنطلاق بالسوق العالمي؟
نعم، هناك شركات جديدة تنتظر التقديم والموافقات، مما يعكس رغبة في التوسع في السوق.
ما هى شروط إنشاء أو تدشين شركات طيران خاصة مصرية ؟
تشمل الشروط:
- رأس المال: حد أدنى من الاستثمارات.
- التراخيص: الحصول على التراخيص اللازمة من السلطات.
ما هى الأرباح والعوائد لشركات الطيران الخاصة؟
تتفاوت الأرباح حسب حجم الشركة ونقاط التشغيل، ومن المهم وضع إستراتيجيات فعالة لزيادة العوائد.
وكما هو معلوم فأن التدفق النقدي في هذه الصناعة كبير جدًا مقارنة بأي تدفق مالي في صناعه اخري , والارباح تكون نسبه للعائد والتي تصل الي 6 % من العائد .
أهم الأسواق السياحية الدولية الوافدة إلى المدن والمنتجعات السياحية المصرية خلال الفترة الأخيرة؟
تشمل الأسواق السياحية الرئيسية الدول الأوروبية والعربية، حيث تتزايد أعداد الزوار إلى المنتجعات المصرية، وتوقع زيادة سوق السياحة العربية في السنوات المقبلة.
ماذا عن التفيشات الدورية الدولية على شركات الطيران الخاصة المصرية؟ وهل نتائجها تؤثر على سمعة قطاع النقل الجوي المصري؟
تؤثر التفتيشات الدورية على سمعة القطاع، حيث يمكن أن تسهم النتائج السلبية في تقليل الثقة لدى العملاء.
فكما وضحنا مسبقًا أن الإلتزام بالتشريعات والإستعانه بالخبرات المصرية تحمي الصناعة، مؤكدًا أن الدولة المصرية تملك كفاءات عالية في قطاع الطيران وسلطه الطيران المدني مما يؤهلها للريادة خلال الفترة المقبلة.
ماذا عن المطارات الجديدة ؟ وهل ستساهم في زيادة الحركة الجوية والسياحية الوافدة إلى البلاد؟
المطارات الجديدة من المؤكد تساهم في زيادة الحركة الجوية، مما يعزز السياحة ويزيد من فرص العمل، حيث يتطلب هذا إهتمام من الجميع للبدء في تشغيلها إلي الحد الأقصي، وبناء الدوله الحديثه يتطلب تلك المطارات الجديدة لزيادة دفع عجلة التنمية السياحية الوافدة إلى المدن والمنتجعات السياحية والحضارية خلال السنوات المقبلة.
ماذا عن حركة الطيران الدولية عقب التعافي من أزمة جائحة كورونا؟ وهل تعافى النقل الجوي العالمي من تلك الأزمة؟
شهدت حركة الطيران الدولية تعافيًا كبيرا ملحوظا ،لكن لا يزال هناك تحديات تحتاج إلى معالجة لضمان إستدامة هذا التعافي. كمثال التحديات العماله المطلوبة المدربة والخدمات اللوچستيه علي مستوي العالم وضغط العمل علي ورش اصلاح المحركات والطائرات بعد كورونا ،وأيضًا مشاكل تكنولوچيا الطائرات وخصوصًا المحركات الجديدة، والتي تؤثر علي صلاحية طائرات كثيرة جدًا في العالم.
كيف يمكن لشركة مصر للطيران الناقل الجوي الوطني لمصر التغلب على مشاكلها والدخول في المنافسة الدولية ؟
تحتاج مصر للطيران إلى تحسين خدماتها وتبني إستراتيجيات تنافسية لمواجهة التحديات الدولية.
مصر للطيران الشركه الوطنيه ذات التاريخ المشرف وورائها سلطة طيران قوية، وأنا علي يقين بقدرة وزارة الطيران المدني المصرية علي الحفاظ علي ريادتها والنمو بحركه الطيران بجمهورية مصر العربية.
ماذا يحتاج قطاع الطيران المدني المصري خلال الفترة الراهنة للمنافسة بقوة بكافة شركاته في سوق النقل الجوي العالمي في ظل الإمكانيات والتجهيزات الضخمة التي يتمتع بها؟
يحتاج القطاع إلى تحديث البنية التحتية والتوسع في الأسطول، فضلاً عن تبني تقنيات جديدة لتحسين الكفاءة.
ماذا عن أزمة شراء أو إيجار الطائرات التي تعرقل زيادة أسطول شركات الطيران الخاصة المصرية ؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟
تعتبر هذه الأزمة تحديًا رئيسيًا يواجه شركات الطيران المصرية سواءًا الوطنية أو الخاصة، ويمكن التغلب عليها من خلال:
- التفاوض مع الشركات المصنعة.
- إستكشاف خيارات التمويل.
-التعاون مع الشركات الخاصة ومساعدتها، حيث من الأسهل أن تحصل علي طائرات ذات عمر أكبر من السوق العالمية للطائرات المستعملة وتزيد بحجم التشغيل للوصول إلي هدف الدولة.
كم يبلغ رأس مال شركة طيران خاصة جديدة للموافقة على الدخول في سوق النقل الجوي المصري والعالمي؟
يختلف رأس المال المطلوب حسب الحجم والنطاق، لكن يتطلب عادة إستثمارات كبيرة لتغطية التكاليف الأولية والتشغيلية.
وتختلف وجهه نظر مستثمر لآخر لتحديد رأس المال المطلوب وطبيعة التشغيل فتأجير الطائرات للشركات الأ،خري وكذلك تشغيل الرحلات العارضه أقل تكلفه بكثير من التشغيل المنتظم ,
فتتفاوت قيمه رأس المال وتكاليف التشغيل المطلوبة، وخصوصًا في الفتره السابقه للبدأ في التشغيل حسب نوع التشغيل وسياسة الشركة،
فالبدء بطائرتين مؤجرتين ودراسه جيدة وسرعه تشغيل والنمو التدريجي لا يتطلب رأس مال كبير.
في حين تأسيس شركة وخطوط منتظمة ومكاتب في المحطات المختلفة وكوادر بشرية أكثر لتشغيل تلك الخطوط المنتظمة، يتطلب رأس مال أكبر وتكلفة تشغيليه أكبر أيضًا.
محمد ناجي: ضرورة التكامل بين شركات الطيران المصرية الوطنية والخاصة
الكلمات المفتاحية
