رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

رفض تهجير الفلسطينين.. تفاصيل مؤتمر الرئيس السيسي ونظيره الجزائري بالقاهرة

الأحد 27/أكتوبر/2024 - 08:15 م
الحياة اليوم
علي سامح
طباعة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى ،  أن الأشقاء في قطاع غزة يتعرضون لحصار صعب جداً يصل إلى حد المجاعة ولابد أن يتم إدخال المساعدات الإنسانية لهم في أسرع وقت ممكن ، وأشار الرئيس السيسى إلى أن مصر قامت بجهود مكثفة خلال اليومين الماضيين لإطلاق مبادرة لتحريك الموقف فيما يخص قطاع غزة ووقف إطلاق النار في القطاع لمدة يومين ليتم إطلاق سراح 4 رهائن مع بعض الأسري الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية .

جاء ذلك في مؤتمر صحفى للرئيس السيسى ونظيره الجزائرى عبد المجيد تبون في ختام جلسة المباحثات المشتركة بينهما بمقر قصر الاتحادية بحضور وفدي البلدين .

ورحب الرئيس السيسى بنظيره الجزائري والوفد المرافق له خلال زيارته للقاهرة ، مقدماً له التهنئة بمناسبة تولى قيادة الجزائر وثقة الشعب الجزائرى لتولي المسئولية وقيادة الجزائر لولاية ثانية ، وأضاف السيسى أنه بمناسبة الاحتفال بالذكرى السبعين للثورة الجزائرية أهنئك والشعب الجزائرى بهذه المناسبة العظيمة التي كانت بالنسبة لمصر والمصريين محل إعجاب وتقدير واحترام شديد للشعب الجزائرى وتضحياته ونضاله من أجل التحرر وتقديم أكثر من مليون شهيد .

 

وأشار الرئيس السيسى إلى أنه خلال مباحثاته مع الرئيس تبون تم تناول سبل تطوير العلاقات والتعاون في كافة المجالات على أفاق أرحب عن المستوي الموجود حالياً ، مشيراً إلى انعقاد اللجنة المشتركة التاسعة بين مصر والجزائر ستنعقد في القاهرة قريباً لبحث مزيد من التعاون بين البلدين ، لافتاً إلى أن حجم التوافق مع الجزائر منذ أول زيارة كان قوي ، وفرص التعاون بين البلدين كبيرة في الاستثمار والمشروعات المشتركة .

 

وقال الرئيس السيسى أن الشركات المصرية تتلقى معاملة كريمة في الجزائر ولدينا في مصر أكثر من 5 آلاف شركة تستطيع أن تعمل في مشروعات بنية أساسية وطاقة ومحطات مياه وطرق وكباري وأنفاق وإسكان ، مشيراً إلى أن مصر لديها حجم ضخم من الشركات تتبادل الخبرة مع الجزائر ومرحب بهم في أي وقت ولدينا فرص استثمار متبادل بين البلدين ونرحب بالمستثمرين الجزائريين بمصر وتقديم كافة التسهيلات التي تحقق ذلك .

 

وأوضح الرئيس السيسى أنه تحدث مع الرئيس عبدالمجيد تبون عن تطورات الأوضاع في المنطقة والمخاطر الشديدة التي تتعرض لها المنطقة بدءً من الحرب في غزة والحرب في لبنان والأوضاع في ليبيا والسودان وهناك توافق تام لأهمية استعادة الاستقرار بالمنطقة بعيداً عن التدحل في شئون الدول أو التأمر أو إذكاء الفتن بين الدول وبعضها البعض .

 

وقال الرئيس السيسى إنه فيما يخص الوضع في غزة ، هناك إجماع عربى علي أهمية إيقاف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن والأسرى الفلسطينين ، وهذا أمر حريصين عليه منذ بداية الاقتتال في 7 أكتوبر 2023 .

 

وأضاف الرئيس أن مصر تبذل جهدأ كبيراً في هذا الملف لإن حجم المعاناة التي يتعرض لها الأشقاء في غزة ضخم جداً ، والقطاع تحت الحصار منذ ما يقرب من 4 شهور ومصر تبذل جهد مع الأشقاء والشركاء في محاولة لإيقاف إطلاق النار وإدخال المساعدات .

 

وأشار الرئيس السيسى إلى أن مصر قامت خلال الأيام القليلة الماضية بجهد كبير لإطلاق مبادرة تهدف إلى تحريك الموقف وإيقاف إطلاق النار في غزة لمدة يومين لتبادل 4 رهائن إسرائيليين مع بعض الأسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية ، ثم خلال 10 أيام يتم التفاوض لاستكمال الإجراءات في القطاع وصولاً إلى إيقاف كامل لإطلاق النار وإدخال المساعدات في أسرع وقت ممكن.

 

وشدد الرئيس السيسى على أن مصر ضد أي محاولة لتهجير قسراً الفلسطينيين من داخل قطاع غزة إلى خارجه ، وهذا أمر ليس من مصلحة القضية الفلسطينية ومصر تقوم بدور لإيقاف إطلاق النار والحفاظ على القطاع رغم التدمير الكبير الذى شهده ، مشيراً إلى وجود توافق بين مصر والجزائر فيما يخص الأزمة اللبنانية وأهمية عدم إمتداد أو الصراع يمتد خارج المنطقة ومحاولة حصار الأزمة في لبنان وإيقاف إطلاق النار والوصول إلى حالة من الاستقرار للأوضاع المضطربة جداً في المنطقة وحتى لا تخرج الأمور وتعرض الإقليم لحرب أوسع وتنزلق الأمور لمخاطر أكبر مما نشاهدها .

وفيما يخص الأوضاع في السودان قال الرئيس السيسى أن هناك توافق بين البلدين على أهمية إيقاف اطلاق النار والوصول إلى حكومة سودانية تؤدي إلى انتخابات وتستقر الأوضاع وهناك توافق  بين مصر والجزائر على عدم التدخل في الشئون الداخلية للسودان  ومحاولة تهدئة الأمور ، مضيفاً أن هذا هو نفس الموقف للبلدين فيما يخص الأوضاع في ليبيا ووجود حكومة ليبيبة تكون مسئولة عن إجراء انتخابات لإختيار قيادة شريعة وسيكون ذلك محل دعم وحدة ليبيا وهذا أمر ثابت للبلدين وأن يكون الحل ليبيى ليبيى وعدم التدخل في الشئون الداخلية لليبيا .

وأوضح الرئيس السيسى أن مباحثاته مع نظيره الجزائرى وعلى مستوي الوفدين كانت إيجابية جداً وتفتح أفاق للتعاون بين البلدين ، مضيفاً أننا في مصر سعداء بالعلاقات مع الجزائر ومستعدين لمزيد من العمل المشترك والبناء من أجل مصالح الشعبين المصرى والجزائرى .

ومن جانبه تقدم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بالشكر والتقدير للرئيس السيسي على حفاوة الاستقبال الأخرى الذي شعر بها خلال الزيارة.

وأضاف الرئيس الجزائرى أنه لا يمكن أن يذكر الثورة الجزائرية دون أن يذكر المساندة التي وجدتها الجزائر من الشقيقة مصر وقت أن كانت حاملة للشعلة القومية العربية ودولة مساعدة لكافة الشعوب التي كانت تسعى للخروج من الاستعمار ، متوجها بالشكر للشعب المصري.

وأضاف الرئيس عبدالمجيد تبون أن زيارته لمصر أخوية وتنسيقية لتعميق التشاور مع الرئيس عبد الفتاح حول عدة نقاط التي تهم الأمة العربية بصفة عامة وتهم المنطقة ، فضلا عن العلاقات الثنائية بين الدولتين.

وأشار الرئيس الجزائرى إلى أن العلاقات بين الدولتين على أفضل ما يرام وتشهد تفاهم تام ورغبة متبادلة للعمل المشترك وضخ استثمارات جديدة مشتركة، مضيفا أن مصر تعد الدولة الأولى في المنطقة التي تستورد منها الجزائر، حيث وصلت قيمة الواردات المصرية للجزائر مليار دولار، معربا عن أمله في زيادة الواردات من مصر والاستثمارات المصرية في الجزائر خاصة في مجال الطاقة والتنقيب عن الغاز في المناطق الجنوبية والبحرية، مؤكدا أن الشركات المصرية معروفة بقدرتها على الإنجاز، مستشهدا بشركات مصرية شاركت في العديد من المشروعات بالجزائر مثل شركة المقاولون العرب، مرحبا بالشركات المصرية في الجزائر ، كما وجه وزير الإسكان الجزائري بدعم سبل التعاون مع الأشقاء في مصر في كل ما يتعلق بالمدن الجديدة والهندسة المعمارية ، مشيرا إلى أن مصر لديها تجربة تتحدث عن نفسها بنفسها وترغب الجزائر في الاستفادة من هذه التجربة.

وأضاف الرئيس عبدالمجيد تبون أن عمل الشركات المصرية في الجزائر مستقر وهم في بلدهم، مرحبا بهم ومؤكدا أن بداية العام المقبل ٢٠٢٥ ستشهد اجتماع اللجنة العليا المشتركة التي ستدرس إمكانيات تعزيز العلاقات والاستثمارات في مختلف المجالات.

وأكد الرئيس الجزائرى أن العلاقات مع مصر تعد علاقات قوية وطيدة بنيت على أسس قوية في إطار نضال البلدين المشترك منذ أكثر من ٧٠ عاما، حيث شاركت الدولتين في الدفاع عن مقومات الأمة العربية.

وأضاف الرئيس الجزائري: "انتهز هذه الفرصة لذكرى اندلاع الثورة السبعين الثورة الجزائرية المجيدة لأشكر الرئيس السيسي وكل الشعب المصري وكل من ساهم آنذاك على انطلاق الثورة".

وحول الوضع في غزة، قال الرئيس تبون  إن مصر الشقيقة تعد الأقرب جغرافيا لغزة وتعاني أكثر من باقي الأمم العربية مما يجري في غزة ، مؤكدا أن قلوب الجزائريين مع الغزاويين ويتألمون للإبادة اليومية المستمرة والمجاعة التي خلقها المستعمر الاسرائيلي سواء فيما يتعلق بندرة في المياه أو الطعام أو الأدوية وحتى المستشفيات المغلقة بما يمثل إبادة كاملة الأركان.

وتوجه الرئيس الجزائري بالتحية للشعب الفلسطيني على صموده وتحمله ما لا يتحمله القليل من البشر من خلال البقاء في أرضه وعدم قبوله التهجير من أرضه، مضيفاً : "إن شاء الله الفرج قريب..ونحاول مع الأشقاء في مصر إنقاذ الموقف من خلال مبادرة أخي الرئيس السيسي لإنفاذ هدنة في غزة تسمح بإدخال كل ما يحتاج الشعب الفلسطيني في انتظار حل نهائي والذي لن يكون موجودا إلا بتيسير الفلسطينيين لأراضيهم تحت إشراف دول صديقة مثل مصر".

وأشار الرئيس الجزائرى إلى أن هناك توافق في الرؤى مع الرئيس السيسي حول أهمية إشراف الفلسطينيين بنفسهم على القطاع بمساعدة الشقيقة الكبيرة مصر وبمساعدة الجزائر التي تفعل كل ما في وسعها في مجلس الأمن لمحاولة الوصول إلى حل أو على الأقل وقف الإبادة.

وشدد عبدالمجيد تبون على أن موقف الجزائر لم ولن يتغير تجاه إقامة دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف.

وفيما يخص الملف الليبي، أكد الرئيس الجزائري أن موقف دولته لم يتغير وهو أن الحل يجب أن يكون ليبي ليبي وأن الحل الجذري في عقد الانتخابات، مشيرا إلى أن تصويت الشعب الليبي هو القادر على توجيه ليبيا للاستقرار.

وحول ملف السودان ، أعرب الرئيس الجزائرى عن أسفه لما يجري بالداخل السوداني ، لافتاً إلى أن ما يحدث هناك أمورا صعبة، مؤكدا أن مصر والجزائر لن يتدخلا أبدا بين أشقاء إلا للصلح ، مضيفاً : "الفتنة صعبة.. والفتنة أشد من القتل والناس الذين يفتنون حسابهم عند الله".

وفيما يتعلق بالاستراتيجية العامة للمنطقة، أكد تبون أن الجزائر تدرك ما يجري في المنطقة وماهية ما يمكن أن تؤول إليه.

وفي ختام كلمته، توجه الرئيس الجزائرى بالشكر والتقدير للرئيس السيسي والشعب المصري الشقيق على حفاوة الاستقبال ، مؤكداً اتفاقه مع الرئيس على التنسيق والتشاور في كل ما يهم شئون الأمة العربية وخاصة شئون الدولتين.
                                           
ads
ads
ads