رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

روسيا تنشئ مسارات تجارية جديدة نحو آسيا للإفلات من عقوبات الغرب

الخميس 18/أبريل/2024 - 01:29 م
الحياة اليوم
مروه وجيه
طباعة

شرعت روسيا في بناء مسارين تجاريين جديدين للنقل يربطان آسيا وأوروبا، وذلك سعياً منها لإضعاف العقوبات المفروضة عليها جراء حربها مع أوكرانيا، في وقت تُعطل فيه اضطرابات الشرق الأوسط التجارة العالمية، حسب ما ذكرت وكالة «بلومبرج».

ويمكن أن تعزز شبكات الشحن البحري والسكك الحديدية عبر إيران، وممر بحري في القطب الشمالي، محور موسكو نحو القوتين الآسيويتين، الصين والهند، بعيداً عن أوروبا.

وبحسب «بلومبرج»، فإن «تلك الشبكات قادرة على جعل روسيا محوراً في قلب العديد من عمليات التجارة الدولية، حتى وسط محاولات الولايات المتحدة وحلفائها زيادة عزلة الرئيس فلاديمير بوتين بسبب الحرب».

وأشارت الوكالة إلى أن «هذه المسارات تقلل من زمن النقل بنسبة تتراوح بين 30 إلى 50%، مقارنة بقناة السويس، وتتجنب المشاكل الأمنية التي يعانيها البحر الأحمر، جراء هجمات جماعة الحوثي على سفن الشحن في الممر المائي».

وأشارت الوكالة إلى أن الهجوم الإيراني على إسرائيل السبت الماضي، زاد من الاضطرابات الإقليمية، وذكرت أنه في حين أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يتجنبون طرق النقل التي تدعمها روسيا، رغم الوفورات المحتملة في التكاليف، أبدت الاقتصادات الآسيوية والخليجية الكبرى اهتماماً.

 

ومع ذلك، لا تزال هناك عقبات كبيرة، إذ تعيق البنية التحتية الإيرانية القديمة تطوير الممر الدولي للنقل بين الشمال والجنوب الذي يربط الهند بالجزء الأوروبي من روسيا، وحتى مع تسارع التغيرات المناخية، التي تذيب جليد القطب الشمالي، لجعل طريق بحر الشمال خياراً أكثر قابلية للتطبيق، لا تزال هناك تحديات لوجستية هائلة على طول الساحل الروسي النائي.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «إزفستيا» الروسية عن مسئول في وزارة الدفاع الروسي، قوله إن روسيا تستعد لاستثمار أكثر من 25 مليار دولار، لتحديث الطرق عبر إيران وتحسين المرافق على طول الشاطئ الروسي في القطب الشمالي، بما في ذلك أسطول من كاسحات الجليد المصنعة محلياً، كما تخطط لفرض دوريات على طريق بحر الشمال بشبكة من قواعد الطائرات المسيرة.

ومنحت روسيا قرضاً بقيمة 1.3 مليار يورو (1.4 مليار دولار) لإيران مايو الماضي، لبناء وصلة سكك حديدية حيوية تمتد على 162 كيلومتراً، وذلك لربط مدينة رشت على ساحل بحر قزوين بمدينة أستارا على الحدود مع أذربيجان.

وبمجرد اكتماله، سيسمح بنقل البضائع من سانت بطرسبرج إلى بندر عباس، الميناء الرئيسي للتصدير الإيراني.

وفي الإطار، قال بوتين، خلال مؤتمر عبر الفيديو مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي: «سيسمح لنا بناء هذا المشروع بإنشاء وصلة نقل مباشر وغير منقطع بالسكك الحديد على طول الطريق بين الشمال والجنوب، ما سيساعد هذا بشكل كبير على تنويع تدفقات النقل العالمية».

ووفقاً لبنك التنمية الأوراسي، فإن قدرة النقل على طول الطريق بين الشمال والجنوب، والتي تشمل خط سكك حديدية أطول عبر آسيا الوسطى، وشبكة عبر بحر قزوين، يمكن أن تزيد بنسبة 85% إلى 35 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030.

وسيربط ذلك روسيا مع إيران والهند، وربما بقية جنوب آسيا والخليج وإفريقيا. وفي أغسطس الماضي، أرسلت روسيا أول قطار شحن مباشر إلى السعودية.

وسجلت التجارة مع الصين، رقماً قياسياً بلغ 240 مليار دولار في عام 2023، أي أكثر من ضعف 108 مليارات دولار، التي تم الوصول إليها في عام 2020، مدفوعة بمبيعات النفط الروسية ومشتريات الإلكترونيات والمعدات الصناعية والسيارات.

كما نمت التجارة مع الهند إلى ما يقرب من 64 مليار دولار العام الماضي، مقابل حوالي 10 مليارات دولار قبل 3 سنوات، حيث ارتفعت مشتريات نيودلهي من النفط الروسي منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

وتحفز تجارة روسيا المتنامية مع الصين الكرملين بالفعل على إنفاق المليارات، لتحديث خطوط السكك الحديد الشرقية الشاسعة لتوسيع القدرة على خط السكة الحديد الرئيسي العابر لسيبيريا وخط «بايكال أمور» بحلول عام 2030.

الكلمات المفتاحية

                                           
ads
ads
ads