الإسكان الاجتماعي الأخضر.. منازل صديقة للبيئة موفرة للطاقة والمياه
اوضحت مي عبد الحميد الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ، أن الصندوق يخطط لتنفيذ 55 ألف وحدة سكنية خضراء على مرحلتين .
وأوضحت عبد الحميد أنه جارٍ تنفيذ 25 ألفًا و400 وحدة بالمرحلة الأولى في 4 مدن جديدة، هي: حدائق العاصمة، والعاشر من رمضان، والعبور الجديدة، وأسوان الجديدة، بينما تضم المرحلة الثانية نحو 30 ألف وحدة، وهي حاليًا في مرحلة اعتماد التصميم النهائي.
وبدوره، قال الدكتور عباس الزعفراني، أستاذ التصميم البيئي بكلية التخطيط العمراني، إن البناء الأخضر يرشد استهلاك الكهرباء والمياه، ويعيد استعمال مياه الصرف الصحي، كما يستخدم موادا أقل في البناء، مثل الأسمنت والحديد.
وعن مواصفات الوحدات، أوضح الزعفراني، أنها ستستخدم نوافذ أصغر حجما؛ توفر إضاءة وتهوية جيدتين وتقلل من تسرب الحرارة إلى الداخل.
وأضاف أن تصميم الوحدات أيضًا يتضمن تنفيذ الحوائط الخارجية بسمك 25 سم (طوبة كاملة) بدلًا من 12 سم (نصف طوبة)؛ ما يحدث فارقا أفضل في درجات الحرارة بالداخل، أيضًا دهان المباني سيكون باللون الأبيض، مع تقليص مساحات الألوان التي تنقل الحرارة إلى الحوائط.
الزعفراني، وهو أيضًا عضو المجلس المصري للإسكان الأخضر، نوّه كذلك بأن العمارة الخضراء ستزود بطاقة شمسية في الأسطح لتغطية جزء من الاستهلاك.
ويوضح رئيس المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، الدكتور محمد مسعود، أن المباني الخضراء موفّرة في خامات البناء، واستهلاك الطاقة والمياه، ولا تتأثر كثيرا بالعوامل الخارجية، وتتناغم مع البيئة دون الإضرار بها.
وأشار مسعود، في تصريحات صحفية ، إلى أن المباني الخضراء فكرة قديمة، كان يطبقها المصريون القدامى قبل آلاف السنين، موضحا: "كانوا يحسبون بطريقة معينة مكان وموعد دخول الشمس وخروجها على سبيل المثال".
وتعرف مبادرة EcoMENA البناء الأخضر على أنه أسلوب يراعي الاعتبارات البيئية في مراحل البناء كافة، من التصميم إلى التنفيذ والتشغيل والصيانة، وتشمل: تصميم الفراغات، وكفاءة استخدام الطاقة والمياه، وجودة البيئة الداخلية، وأثر المبنى على البيئة.
وتوضّح المبادرة، المعنية بالتوعية البيئية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن المباني الخضراء توفر جودة هواء أفضل، وإضاءة طبيعية، وتقلل من الضوضاء، ما يجعلها أماكن أفضل للعيش والعمل.
ويقدر تقرير للبنك الدولي عام 2022 أن الأبنية الخضراء يمكنها خفض استهلاك الطاقة بنسبة تتراوح بين 24% و50%، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 30% إلى 33%.
وأشار إلى تزويد كل مبنى بألواح طاقة شمسية لتشغيل مرافقه، ما يسهم في توفير الطاقة اللازمة لإضاءة المصاعد وطلمبات المياه والمناطق المحيطة بالمبنى، ويتيح استرداد الاستثمار الأولي في ألواح الطاقة الشمسية في أقل من خمس سنوات.
ويمثل قطاع المباني، الذي يشمل الطاقة المستخدمة في البناء والتدفئة والتبريد والإضاءة وكذلك الأجهزة والمعدات المثبتة فيه، حوالي 37% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتعلقة بالطاقة والعمليات، وأكثر من 34% من الطلب على الطاقة عالميًا، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وبيّن تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أن سياسات الكفاءة في المباني والتشييد يمكن أن تقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 90% في الدول المتقدمة، وما يصل إلى 80% في الدول النامية، مما يساعد في رفع مليارات الأشخاص من فقر الطاقة.