يديعوت أحرونوت: إيران تسارع الخطى لمساعدة حزب الله لمواصلة هجماته على إسرائيل
مازالت الانتخابات التي تشهدها عدد من الدول هذا العام محور اهتمام الصحف ووسائل الإعلام العالمية، لا سيما المناظرة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ومنافسه دونالد ترامب التي استحوذت على اهتمام الصحافة بشكل كبير، فيما لم تغفل الصحف العربية والعالمية أيضا تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط وسط تكهنات بتصعيد الوضع فيه.
ونبدأ جولة الصحف لهذا اليوم من صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ومقال نشره الكاتب يوسي يهوشوع بعنوان "إيران تسارع الخطى لمساعدة حزب الله على مواصلة الهجمات على شمال إسرائيل".
يقول الكاتب إن "إيران كثفت وبشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، تهريب الأسلحة إلى حزب الله، ومن بينها أنظمة دفاع جوي بالغة الأهمية، يحتاجها حزب الله لمواجهة ضربات القوات الجوية الإسرائيلية في جنوب لبنان، كما تحاول طهران أيضا تزويد حزب الله بصواريخ الماس - وهي صواريخ مضادة للدبابات طورتها إيران ومجهزة بكاميرا في رأسها الحربي، ولا تتطلب هذه الصواريخ بعيدة المدى والدقيقة نسبيا والموجهة تلفزيونيا أن يكون المشغل في خط رؤية مباشر مع الهدف.
ويقول الكاتب أن هذه الأسلحة تم تطويرها على أساس أنها صواريخ رافائيل سبايك، التي حصل عليها حزب الله خلال حرب لبنان الثانية، وقد نقلت هذه الأسلحة في شاحنات كبيرة وشاحنات صغيرة لإخفاء غرضها الحقيقي، معتبراً أنها السبب الحقيقي وراء تمكن حزب الله من اعتراض خمس طائرات دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي، وإطلاقه النار بانتظام على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، بالإضافة إلى أنه نجح مؤخرا في إسقاط طائرة دون طيار في لبنان باستخدام صاروخ أرض جو.
ويخلص الكاتب للقول أنه دون هذه المساعدات فإن "لبنان وحزب الله، يفتقران إلى القدرات الهجومية الثقيلة والدقيقة التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي، وبالتأكيد لا يمتلك أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة كالقبة الحديدية، ومقلاع داود، والسهم".
"أفضل حُجة"
وإلى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ومقال رأي كتبه عزرا كلاين بعنوان "هذا كله ليس خطأ جو بايدن".
يقول الكاتب إنه في ليلة الخميس، وبعد المناظرة الرئاسية الأولى، اتجه الديمقراطيون إلى التمسك بفكرة "يجب أن ندعم هذا الرئيس" من مبدأ أنه لا يمكن لأي حزب أن يتخلى عن مرشحه وهو ما جاء على لسان حاكم ولاية كاليفورنيا في تلك الليلة.
يرد الكاتب بأن من قد يتخلى عن مرشحه "ربما حزب يريد الفوز؟ أو حزب يريد تسمية مرشح يعتقد الشعب الأمريكي أنه مؤهل لهذا المنصب؟ وربما يكون السؤال الأفضل هو: أي نوع من الأحزاب هو الذي لن يفعل شيئا الآن؟".
يقول الكاتب أنه حين دعا لأن يتنحى الرئيس بايدن منذ فبراير، واجه ردود فعل عنيفة وشرسة من كبار الديمقراطيين، أما في السر، فكانت ردود الفعل أكثر تفكيرا وخوفا.
يضيف الكاتب: "لم يحاول أحد إقناعي بأن بايدن مرشح قوي، بل جادلوا بدلا من ذلك بأنه لا يمكن إقناعه بالتنحي، وأنهم حتى لو استطاعوا ذلك، فإن نائبة الرئيس كامالا هاريس ستخسر الانتخابات، ولم يجادلوا بأن بايدن كان قويا، بل بأن الحزب الديمقراطي كان ضعيفا".
ويوضح الكاتب أن أفضل حجة استخدمها الحزب ضد استبدال بايدن هي "أن القيام بذلك في هذا الوقت المتأخر سيكون أكثر خطورة من الإبقاء عليه كمرشح"، على الرغم من أن استطلاعات الرأي أظهرت أن الأغلبية العظمى من الشعب الأمريكي تعتقد أنه أكبر من أن يخدم فترة ولاية ثانية.
ويختم الكاتب مقاله بالقول "لن أتظاهر بأن هناك طريقا سهلا للديمقراطيين للمضي قدما، لكن بايدن كان متجها نحو الخسارة قبل المناظرة، ومن المرجح أن يخسر بعدها"، مؤكدا أنه لا توجد طريقة معقولة للديمقراطيين لإقناع الناخبين بأن الرجل الذي رأوه على منصة يوم الخميس يجب أن يكون رئيسا بعد ثلاث أو أربع سنوات من الآن.
"الحقيقة المدمرة"
ونختتم جولتنا لهذا اليوم من صحيفة صاندي تايمز البريطانية ومقال كتبه ماثيو سيد بعنوان "الغرب لم يفهم بعد ما الذي يحدث، الناخبون هم المشكلة".
يقول الكاتب إن أجراس الإنذار تدق في كل مكان في الغرب، يمكنك سماعها في مهزلة الانتخابات التي تجري في المملكة المتحدة، والتحول نحو اليمين الذي يوشك أن يضرب الجمهورية الفرنسية الخامسة، والمحاكاة الساخرة لمناظرة قُدم فيها شخص مريض بالكذب وآخر يعاني على ما يبدو من تدهور إدراكي ومعرفي كمرشحين رئيسيين يتنافسان على منصب زعيم "أقوى دولة على وجه الأرض".
ويضيف أنه حتى الآن يُخشى من أن الغرب لم يتمكن من اكتشاف الأخطاء التي تحدث ولماذا، موضحا أن الأمر لا علاقة له بالقادة اليائسين، أو التدخل الروسي، أو الضرائب، أو العضوية في كتلة تجارية معينة، بل "المشكلة هي في الناخب الغربي".
ويدعو ماثيو إلى النظر بإيجاز إلى ما يتفق عليه معظم الناس على أنه أعراض الانحلال السياسي: أولا المديونية العامة المرتفعة - 100 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة، و115 في المائة في فرنسا، و120 في المائة في الولايات المتحدة – تذكر بما كان الوضع عليه إبان نهاية الحرب العالمية الثانية.
ثانيا: عدم قدرة الدول على البناء، سواء كان بناء منازل أو طرق أو سكك حديدية أو شبكات كهرباء، ثم الإدمان على توظيف المهاجرين بأجور منخفضة، وكذلك الفشل الذريع ــ وخاصة في أوروبا ــ في الإنفاق بحكمة على الدفاع.
ويقول الكاتب، لو كنت رئيسا للوزراء، لكنت أوقفت المنتفعين الذين يخدعون نظام الضمان الاجتماعي، والجيش المستأجر في الدولة الإدارية، وكبار السن من استخدام التصويت لتزوير النظام، والأثرياء من العبث الضريبي.
ويضيف: "لكن الحقيقة المدمرة، هي أن كتلة كبيرة من الناخبين لن يعجبها بل ليست مستعدة لسماع ذلك، إنهم مرتاحون للغاية لفكرة الوهم بشأن استحقاقاتهم، ويتظاهرون بأن المشكلة تكمن في الجميع، فالسياسيون ومن يسعون للحكم في الغرب لا يجرؤون إلا على اجترار نسخ مختلفة من الخيال الذي يرغب الناخبون في سماعه، ولا يجرؤون أبدا على قول الحقيقة كاملة".