إثر التصعيد في لبنان.. سكان غزة يخشون تلاشي الاهتمام الدولي
مع احتدام حدة القتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، يتساءل الفلسطينيون في غزة: ما الذي قد يحدث لمحنتهم بعد مرور ما يقرب من عام على اندلاع الحرب المدمرة.
ووفقا لوكالة «أسوشيتد برس»، فإن سكان القطاع يشعرون بالرعب من تحول الاهتمام الدولي، ومن احتمال قاتم يلوح في الأفق هو: «التخلي عنهم».
وقال نزار زقوت، وهو واحد من بين نحو 1.9 مليون فلسطيني أجبروا على الفرار من منازلهم منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية، إنه يخشى أن يطغى القتال عبر الحدود الإسرائيلية - اللبنانية على الاهتمام بالأوضاع المعيشية المزرية في غزة والجهود المبذولة للتفاوض على وقف إطلاق النار.
وأضاف زقوت، الذي يقيم في خان يونس بعد فراره من مدينة غزة قبل أشهر: «لقد أصبحنا منسيين تماما.. لا توجد أخبار عنا في وسائل الإعلام».
ويخشى الفلسطينيون، أن تصبح الظروف البائسة في غزة دائمة، فهناك 90 بالمائة من السكان بلا مأوى، ومئات الآلاف في مخيمات غير صحية يكافحون من أجل العثور على الطعام والمياه النظيفة.
«مر عام، ولا أحد يهتم بنا.. كل يوم هناك قصف.. كل يوم هناك شهداء، وكل يوم هناك إصابات»، هكذا قال سعدي أبو مصطفى، الذي فر من خان يونس إلى المواصي، وهو مخيم مترامي الأطراف على طول الساحل الجنوبي لقطاع غزة.
وأدت أشهر من الهجمات الجوية والبرية المكثفة إلى تدمير كتل سكنية بأكملها. ووفق تقديرات الباحثين الذين يدرسون صور الأقمار الاصطناعية، فإن ما يقرب من 60 بالمئة من المباني في قطاع غزة تضررت منذ نشوب الحرب.
ومع تصاعد خطر اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، خفضت إسرائيل من وجودها العسكري في غزة لنقل وحدات رئيسية إلى حدودها الشمالية مع لبنان. ومع ذلك، ما يزال آلاف الجنود في غزة، وينفذون غارات متفرقة ويمنعون الفلسطينيين النازحين من العودة إلى ديارهم.
كما تستمر الضربات اليومية في غزة، إذ أسفرت غارة إسرائيلية على مدرسة تحولت إلى مأوى في شمال غزة السبت عن استشهاد ما لا يقل عن 22 شخصا وإصابة 30 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
كما جعلت الأمطار الأخيرة الظروف المعيشية الصعبة بالفعل في «المنطقة الآمنة» التي حددتها إسرائيل في المواصي لا تطاق. والأحد، سار الأطفال الذين يعيشون هناك حفاة الأقدام في الوحل الذي وصل إلى فوق كواحلهم، بينما حفر الرجال في الوحل لإنقاذ المواد المعلبة الثمينة والأثاث.
وفي هذا الصدد، قالت رنا جوزات، وهي أم نازحة من مدينة غزة: «امتلأ المطبخ الذي نعد فيه الطعام بالمياه بالكامل.. لم نعرف ماذا نفعل. هذه بداية الشتاء.. ماذا سيحدث في الأيام المقبلة؟».
وتحدث آخرون بأسى وحزن عن الفرش والأغطية المبللة بالمياه، وناشدوا المنظمات الدولية المساعدة في إبقاء الاهتمام بالأزمة الإنسانية في غزة. إلى ذلك، قالت إيناس كلاب، التي انتقلت إلى المواصي من شمال غزة: «نأمل أن يهتم بنا جميع الناس وأن يروا إلى أين وصلنا».