في خطوة تهدف إلى تعزيز قطاع السياحة في مصر، وافق مجلس إدارة صندوق دعم السياحة والآثار، برئاسة وزير السياحة والآثار شريف فتحي، على تمديد برنامج تحفيز الطيران حتى أكتوبر 2025، مع إدخال بعض التعديلات التي تهدف إلى رفع كفاءته وزيادة الحركة السياحية الوافدة، حيث يأتي هذا القرار في إطار استراتيجية الحكومة لدعم قطاع الطيران والسياحة، ومواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تؤثر على حركة السفر عالميًا.

أهمية برنامج تحفيز الطيران

يعد برنامج تحفيز الطيران أحد الأدوات الرئيسية التي تعتمدها الدولة لدعم الحركة الجوية الوافدة إلى مصر. ويعمل البرنامج على تقديم حوافز لشركات الطيران التي تُسيّر رحلات إلى الوجهات السياحية المصرية، مما يجعل السفر إلى مصر أكثر جذبًا من الناحية الاقتصادية ويشجع شركات الطيران على زيادة رحلاتها إلى المطارات المصرية.

من خلال هذا البرنامج، يتم تقديم حوافز مالية وتخفيضات على رسوم الهبوط والإقلاع والخدمات الأرضية، مما يقلل من التكلفة التشغيلية لشركات الطيران، وبالتالي ينعكس إيجابيًا على أسعار التذاكر للمسافرين. 

كما يهدف البرنامج إلى فتح خطوط جوية جديدة، ودعم الرحلات من الأسواق السياحية الرئيسية، وزيادة أعداد السائحين الوافدين إلى البلاد.

نتائج إيجابية رغم التحديات

خلال اجتماع مجلس إدارة الصندوق، تم استعراض نتائج برنامج تحفيز الطيران خلال عام 2024، حيث أظهرت البيانات تحقيق نمو بنسبة 7% في أعداد السائحين الوافدين مقارنة بعام 2023.

 كما شهدت أعداد الرحلات الجوية والمقاعد المتاحة زيادة ملحوظة، على الرغم من التحديات التي واجهها القطاع، لا سيما الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة والتغيرات الاقتصادية العالمية.

وفي تقييم الأداء، لوحظ أن الربع الرابع من عام 2024 شهد تحسنًا كبيرًا في معدلات إشغال الرحلات الجوية، مما يؤكد فعالية البرنامج في تحفيز الطلب على السفر إلى مصر، خصوصًا من الأسواق الأوروبية والآسيوية.

تمديد البرنامج حتى أكتوبر 2025

بناءً على هذه النتائج، قرر مجلس إدارة صندوق دعم السياحة والآثار تمديد البرنامج لفترة إضافية تمتد من مايو حتى أكتوبر 2025، وذلك لضمان استمرار تدفق السائحين خلال موسم الصيف المقبل، وهو من أكثر المواسم أهمية بالنسبة للقطاع السياحي.

وستشمل التعديلات الجديدة على البرنامج:

• تحسين آليات الدعم المالي لشركات الطيران لتكون أكثر جذبًا وتحفيزًا.
• توسيع قائمة المطارات المشمولة بالبرنامج، بهدف تغطية وجهات سياحية جديدة.
• تعزيز الحملات الترويجية المرتبطة بالبرنامج، بالتعاون مع الجهات المختصة، لضمان زيادة الطلب على الرحلات إلى مصر.
• التعاون مع شركات الطيران منخفض التكلفة لتوفير خيارات اقتصادية أكثر للسائحين، مما يعزز القدرة التنافسية لمصر كوجهة سياحية عالمية.

دور صندوق دعم السياحة والآثار في دعم القطاع

يأتي هذا القرار ضمن جهود صندوق دعم السياحة والآثار لتعزيز النمو في قطاع السياحة، باعتباره أحد أهم مصادر الدخل القومي في مصر. ويسعى الصندوق من خلال موارده المالية إلى دعم المشروعات التي تساهم في تنمية البنية التحتية السياحية، وتحسين الخدمات، وتعزيز الترويج لمصر كوجهة متميزة على خريطة السياحة العالمية.

وفي هذا السياق، أكد وزير السياحة والآثار شريف فتحي أن تمديد برنامج تحفيز الطيران يمثل خطوة استراتيجية لدعم النمو السياحي في مصر، مشيرًا إلى أن البرنامج أثبت فاعليته في تحفيز الطلب على السفر لمصر وزيادة الحركة الجوية، مما يعزز من تنافسية المقصد السياحي المصري على المستوى الدولي.

التوقعات المستقبلية وأثر القرار على السياحة

من المتوقع أن يسهم تمديد برنامج تحفيز الطيران في زيادة أعداد السائحين القادمين إلى مصر خلال موسم الصيف المقبل، مما سينعكس إيجابيًا على نسب الإشغال في الفنادق والمنتجعات السياحية، ويدعم الاقتصاد المحلي، ويوفر فرص عمل جديدة.

كما سيعزز البرنامج من قدرة مصر على جذب شرائح جديدة من السياح، خاصة من الأسواق الناشئة، وسيساعد في تعويض أي تراجع محتمل في بعض الأسواق التقليدية نتيجة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.

هذا ويعد تمديد برنامج تحفيز الطيران حتى أكتوبر 2025 خطوة مهمة نحو تعزيز السياحة المصرية، وضمان استمرار تدفق السائحين، ودعم قطاع الطيران، ومن خلال الإجراءات الجديدة والتعديلات المضافة، من المتوقع أن يحقق البرنامج نتائج إيجابية أكبر، مما يعزز مكانة مصر كواحدة من الوجهات السياحية الأكثر جذبًا في العالم.