رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

تعرف على مقدار زكاة الفطر.. وموعد إخراجها

الأحد 23/مارس/2025 - 02:10 ص
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة


تعد زكاة الفطر من الفرائض التي فرضها الإسلام على المسلمين في ختام شهر رمضان المبارك، وهي زكاة واجبة تُخرج قبل صلاة عيد الفطر لتطهير الصائم من أي تقصير في صيامه، ولإدخال الفرحة على الفقراء والمحتاجين. وقد شرعها النبي محمد ﷺ لتكون طهرة للصائم، ومساهمة في تحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين.

زكاة الفطر هي صدقة واجبة على كل مسلم قادر، تؤدى عند نهاية شهر رمضان، وتُعطى للفقراء والمحتاجين. وقد شرعها النبي ﷺ في السنة الثانية من الهجرة، وهي نفس السنة التي فرض فيها صيام رمضان.

جاء في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
"فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طُهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعمةً للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات." (رواه أبو داود وابن ماجه).

فرضت زكاة الفطر لتحقيق عدة أهداف، منها:

  1. تطهير الصائم: فهي تكفّر عن التقصير أو الأخطاء التي قد يقع فيها المسلم أثناء صيامه.
  2. مساعدة الفقراء والمحتاجين: فهي تضمن أن يشارك الجميع في فرحة عيد الفطر، ولا يبقى أحد محتاجًا للطعام في يوم العيد.
  3. تعزيز التكافل الاجتماعي: حيث تسهم في تقوية أواصر المحبة والتعاون بين أفراد المجتمع الإسلامي.

مقدار زكاة الفطر

حدد النبي ﷺ مقدار زكاة الفطر بصاع من الطعام، والصاع مكيال نبوي يعادل تقريبًا 2.5 إلى 3 كيلوغرامات من القمح أو الأرز أو التمر أو غيرها من الأقوات التي يعتمد عليها الناس في معيشتهم.

وقد ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
"كنا نخرج زكاة الفطر في عهد رسول الله ﷺ صاعًا من طعام، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من زبيب، أو صاعًا من أقط." (رواه البخاري ومسلم).

ويتم تحديد قيمة زكاة الفطر نقدًا من قبل دور الإفتاء في كل دولة بناءً على أسعار الطعام الأساسية في السوق المحلي.

هل يجوز دفع زكاة الفطر نقدًا؟

اختلف الفقهاء في جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا بدلاً من الطعام:

  1. الرأي الأول: وجوب إخراجها طعامًا

    • وهو مذهب الجمهور (المالكية والشافعية والحنابلة) الذين يرون أن زكاة الفطر يجب أن تُخرج على الصورة التي فرضها النبي ﷺ، أي صاعًا من الطعام، لأن هذا هو ما ورد في الأحاديث الصحيحة.
  2. الرأي الثاني: جواز إخراجها نقدًا

    • يرى الإمام أبو حنيفة وبعض الفقهاء المعاصرين أن دفع زكاة الفطر نقدًا جائز، وذلك لأن المقصود منها هو إغناء الفقراء يوم العيد، والنقود قد تكون أنفع لهم في قضاء حاجاتهم المختلفة، وليس فقط في الحصول على الطعام.
    • وقد أخذت بهذا الرأي دور الإفتاء في كثير من الدول الإسلامية، حيث تحدد قيمة زكاة الفطر نقدًا بناءً على متوسط أسعار الطعام الأساسية.

وقت إخراج زكاة الفطر

يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر من غروب شمس آخر يوم من رمضان، ويستمر حتى صلاة العيد. والأفضل أن تُخرج قبل صلاة العيد حتى يتمكن الفقراء من الاستفادة منها في يوم العيد.

وقد اتفق الفقهاء على كراهة تأخيرها بعد صلاة العيد، لأنها تصبح مجرد صدقة عادية، وليست زكاة فطر.

لمن تُعطى زكاة الفطر؟

تصرف زكاة الفطر للفقراء والمساكين، وهم الذين لا يجدون ما يكفيهم، ولا يشترط أن يكونوا من نفس البلد، بل يمكن إرسالها إلى فقراء المسلمين في أي مكان يحتاجون إليها. 

زكاة الفطر عبادة مالية واجبة على كل مسلم قادر، وهي فرصة عظيمة للمساهمة في إدخال السرور على الفقراء والمحتاجين في يوم العيد.

 ويستحب للمسلمين المسارعة في إخراجها في وقتها المحدد، سواء بالطعام أو المال وفق ما تيسر لهم، امتثالًا لأمر النبي ﷺ وتحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية في التكافل الاجتماعي.

الكلمات المفتاحية

                                           
ads
ads
ads