رسالة الدكتور المنشاوي رئيس جامعة أسيوط بمناسبة اليوم العالمي لكتاب الطفل
الخميس 03/أبريل/2025 - 09:22 م

محمود جمال
طباعة
في الثاني من أبريل من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لكتاب الطفل، وهو يوم يحمل في طياته رسالة عظيمة حول أهمية الكتاب والقراءة في تنشئة الأجيال. يأتي هذا الاحتفاء تحت رعاية المجلس الدولي لكتب الشباب "IBBY"، تزامنًا مع ذكرى ميلاد الكاتب الدنماركي الشهير هانس كريستيان أندرسن، الذي قدم للبشرية أعظم القصص الخرافية التي ألهمت الأجيال وأثرت في الثقافة الأدبية العالمية.
إن القراءة هي حجر الأساس في بناء المجتمعات المتقدمة، وهي بوابة الطفل إلى عالم الخيال والمعرفة، ومن هنا تأتي أهمية غرس حب الكتاب في نفوس أطفالنا منذ الصغر. فالطفل الذي ينشأ في بيئة تقدّر القراءة، سيحمل هذا الشغف معه مدى الحياة، مما يعزز من قدراته الفكرية والإبداعية، ويمكّنه من مواجهة تحديات المستقبل بعقل متفتح ونظرة واعية.
وفي ظل التطور التكنولوجي المتسارع، نجد أن التحديات التي تواجه تنمية عادة القراءة عند الأطفال أصبحت أكثر تعقيدًا. فقد كان الكتاب في الماضي المصدر الرئيسي للمعرفة والتعلم، أما اليوم، فيواجه منافسة شديدة مع الوسائل التكنولوجية الحديثة التي قد تؤثر سلبًا على معدل القراءة لدى الأطفال. ومن هنا، يقع على عاتق المؤسسات التعليمية والأسر دور كبير في إعادة الاعتبار للقراءة، من خلال اتباع أساليب جديدة ومبتكرة لجذب الأطفال نحو الكتب، وجعل القراءة عادة يومية ممتعة لهم.
إن جامعة أسيوط، إيمانًا منها بدورها في تنمية الفكر والثقافة بين الأجيال، تعمل على دعم المبادرات التي تشجع الأطفال على القراءة، وتحرص على توفير بيئة تعليمية غنية تسهم في بناء عقول مستنيرة. فالمجتمع الذي يحرص على تثقيف أطفاله هو مجتمع يسير نحو التقدم والازدهار، حيث إن المعرفة هي الأساس في بناء مستقبل مزدهر.
وفي هذه المناسبة، أدعو الجميع، مؤسسات تعليمية وأسرًا ومجتمعًا مدنيًا، إلى تبني نهج يُعزز من مكانة الكتاب في حياة الطفل، ويجعل القراءة عادة محببة لديه.
فلنغرس في أطفالنا حب القراءة، ولنقدم لهم الكتب التي تلهم عقولهم، وتنمي إبداعهم، وتصقل مهاراتهم، لأنهم عماد المستقبل وأمل الأمة في تحقيق نهضة فكرية وحضارية.