مستشفى مصر للطيران تطلق رسميًا وحدة زراعة النخاع العظمي بتجهيزات عالمية

في إنجاز طبي جديد يعزز من ريادة قطاع الطيران المدني في تقديم خدمات صحية متميزة، أعلنت مستشفى مصر للطيران عن التشغيل الرسمي لوحدة زراعة النخاع العظمي، والتي تُعد من الوحدات المتخصصة عالية الدقة، المصممة والمجهزة وفقًا لأحدث المعايير الطبية العالمية لضمان سلامة المرضى وتوفير أعلى مستويات الرعاية الصحية.

جاء هذا الإعلان في إطار توجيهات الطيار الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، وبدعم مباشر من الطيار أحمد عادل، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران، اللذين وجّها بتوسيع نطاق الخدمات الصحية التي تقدمها مستشفى مصر للطيران، مع التركيز على التخصصات الدقيقة التي تمثل أملًا جديدًا للمرضى وذويهم.

تجهيزات طبية بمعايير عالمية

تضم وحدة زراعة النخاع العظمي 6 غرف عزل مجهزة بضغط هواء موجب، مدعومة بفلاتر هواء عالية الكفاءة (HEPA Filters)، لتوفير بيئة علاجية آمنة وخالية من العدوى، وهي من الشروط الأساسية لنجاح عمليات زراعة النخاع وحماية المرضى ذوي المناعة المنخفضة.

كما تم تزويد الوحدة بمعمل متخصص يحتوي على أحدث الأجهزة المعملية المستخدمة في فصل النخاع وتحديد عدد الخلايا باستخدام تقنية التبويب المناعي (Flow Cytometry)، وهي التقنية الأحدث والأكثر دقة في هذا المجال، بما يُسهم في تحسين نسب النجاح وخفض معدلات المضاعفات.

خطوة نحو مستقبل طبي واعد

وقال الدكتور محمد شوقي، مدير مستشفى مصر للطيران، إن افتتاح هذه الوحدة يُمثل نقلة نوعية في منظومة الرعاية الصحية داخل المستشفى، ويعكس مدى التزامها بتوفير خدمات طبية متكاملة ترتكز على أحدث ما توصل إليه الطب الحديث، مع مراعاة معايير الجودة والسلامة الدولية.

وأضاف أن المستشفى راعت أثناء التخطيط والتجهيز للوحدة توفير أطقم طبية وتمريضية مدربة على أعلى مستوى، وخضعت لتدريبات مكثفة داخل مصر وخارجها في مجال زراعة النخاع ورعاية المرضى بعد الزراعة، لضمان تقديم خدمة طبية تضاهي كبرى المراكز المتخصصة في الداخل والخارج.

خدمات تلبي احتياجات المرضى

تُعد وحدة زراعة النخاع العظمي واحدة من الوحدات الحيوية التي يحتاجها العديد من المرضى، خاصة المصابين بأمراض الدم مثل اللوكيميا، والأنيميا اللاتكسية، وبعض أمراض المناعة الوراثية، وتوفر الوحدة فرصة للعلاج داخل مصر بدلًا من السفر للخارج، مع ما يرافق ذلك من تكلفة مرتفعة ومخاطر صحية.

وأكدت إدارة المستشفى بقيادة الدكتور أيمن صلاح رئيس مجلس الإدارة، أن جميع الإجراءات داخل الوحدة تخضع لرقابة صارمة، ويتم متابعة كل حالة على مدار الساعة من خلال فرق طبية متخصصة، مع توفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم للمريض وأسرته خلال رحلة العلاج.

دعم متواصل من قطاع الطيران

من جهته، أوضح مسئولي الشركة الوطنية للطيران،  أن شركة مصر للطيران لا تقتصر على خدمات النقل الجوي، بل تمتد رسالتها لتشمل المساهمة في خدمة المجتمع من خلال مشروعات صحية وتعليمية وتنموية، لافتًا إلى أن مستشفى مصر للطيران كانت وما زالت نموذجًا يُحتذى به في التكامل بين القطاعين الطبي والطيراني.

وأشاد بالتعاون المثمر بين كافة الإدارات في الشركة القابضة، والذي ساهم في دعم مشروع الوحدة منذ لحظة الفكرة وحتى لحظة التشغيل الرسمي، مشيرًا إلى أن هناك خططًا مستقبلية للتوسع في مجالات طبية أخرى على نفس المستوى من التخصص والدقة.

سهولة في الحجز والتواصل

وحرصًا من إدارة المستشفى على تسهيل الإجراءات، تم تخصيص الخط الساخن 17203 لتلقي استفسارات المرضى وأسرهم، وتحديد مواعيد الفحص والتقييم، حيث يتم استقبال الحالات وفقًا لمعايير طبية دقيقة تُحدد مدى احتياج المريض لزراعة النخاع، وخضوعه للفحوصات اللازمة.

إن افتتاح وحدة زراعة النخاع العظمي بمستشفى مصر للطيران يؤكد أن الاستثمار في الصحة ليس خيارًا بل ضرورة، وأن المؤسسات الوطنية قادرة على تحقيق إنجازات تُنافس بها كبرى المستشفيات في الداخل والخارج، متى توفرت الرؤية والدعم والإدارة الواعية.

وبينما تواصل المستشفى تقديم خدماتها المتقدمة، فإن هذه الخطوة تُعد بارقة أمل جديدة للمرضى، ورسالة بأن مصر قادرة دائمًا على التطوير وتقديم الأفضل لمواطنيها.