وزيرة البيئة: ما شهدته الإسكندرية من أمطار وعواصف أحد أشكال التغيرات المناخية

وأضافت خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "كلمة أخيرة" المذاع على قناة ON:"موجات الطقس الجامحة تتسم بعدد من الظواهر والسمات، مثلاً توقعات بأن تكون درجات الحرارة مرتفعة أعلى من معدلاتها وتمكث وقتًا أطول، أو في المقابل توقعات بحدوث منخفض جوي مصحوب بتساقط كميات غزيرة، لكن الواقع قد يُفاجئ بكميات مياه كبيرة وسرعات ضخمة".
ولفتت إلى أن العلم يؤكد أن مصر وإفريقيا من أكثر البلدان تأثرًا بتغير المناخ، بظاهرة تُسمى: "ارتفاع منسوب سطح البحر"، قائلة:"هذا يعني أن ارتفاع درجات الحرارة في مناطق أخرى في العالم سيؤدي إلى ذوبان الجليد ثم تبخره، فيبدأ منسوب سطح المياه في الارتفاع، والتوقعات تشير إلى أنه بين عامي 2050 و2100، قد يصل متوسط الارتفاع إلى 50 سم، وهو رقم ليس بقليل".
تأثيرات ارتفاع منسوب سطح البحر
وتابعت: "تأثيرات ارتفاع منسوب سطح البحر لا تُلاحظ على المدى القصير، فلو قلنا إن هناك موجة حارة وارتفاعًا في درجات الحرارة ودرسنا تأثيرها على المحاصيل، يمكننا التنبؤ بها واتخاذ الاحتياطات، لكن ارتفاع منسوب سطح البحر قد يكون من التغيرات غير المحسوسة على الأجلين القصير والمتوسط، وقد يستغرق الأمر عشر سنوات حتى يمكن قياسه ورصده".
وشددت الوزيرة على أن مصر تستعد لتلك التغيرات المناخية وتأثيراتها منذ عشر سنوات، وليس فقط في قمم المناخ الأخيرة، قائلة:"اتخذنا إجراءات ليس فقط في الإسكندرية، ولكن في المناطق الساحلية المطلة على البحر المتوسط، مثل دمياط، ورشيد، وكفر الشيخ، والبحيرة، لأنها عرضة للتأثر. ولذلك، قبل سبع سنوات، نفذت وزارة الموارد المائية والري إجراءات حمائية لتجنب تداعيات ارتفاع منسوب سطح البحر بطول 70 كيلومترًا في الأماكن الأكثر عرضة، وطورنا طريقة الحماية، فلم تعد طرقًا تشييدية فقط، بل حلولًا من الطبيعة وباستخدام مواد طبيعية".
وأشارت إلى أن أبرز الأمثلة قلعة قايتباي، التي كانت معرضة للتهديد، وهي معلم مهم للغاية، وتم تأمينها بطرق هندسية متميزة لحمايتها من تلك التغيرات.
وأضافت:"هناك موجات طقس جامحة، وتغيرات مناخية، لكن الأهم هو التكيف مع آثار تغير المناخ، هذا هو التحدي الحقيقي، ففي أي دولة في العالم، مهما بلغ حجم تمويلها، لا يمكن منع ما سيحدث من تغيرات مناخية، لكن يمكن ترسيخ مفهوم 'التكيف مع التغيرات الهيكلية'، من خلال الخطة الوطنية للتكيف".
وأوضحت أن ما شهدته الإسكندرية قد يبدو مأساويًا في إطار موجة طقس جامحة، لكن لولا الإجراءات المتبعة عبر السنوات، لكانت التأثيرات أكبر بكثير، حيث تم العمل على محورين: البنية التحتية وتدريب الموارد البشرية للتعامل مع الأزمة وقت حدوثها.
وأكدت: "لولا تلك الإجراءات، كان الوضع سيكون أسوأ، وكانت الخسائر البشرية والمالية ستتضاعف، وقد تستمر الآثار السلبية أربعة أو خمسة أيام".
وشددت فؤاد في ختام حديثها على أن ما يحدث يؤكد أن مصر وإفريقيا لم تشاركا في تلويث المناخ أو زيادة الانبعاثات كما فعلت الدول الصناعية، ومع ذلك، تدفعان ثمن ما قامت به تلك الدول.