محمد ناجي: مصر على أعتاب مرحلة ذهبية للطيران والسياحة بدعم القيادة السياسية

شهدت منظومة المطارات المصرية خلال الفترة الأخيرة انتعاشة ملحوظة في معدلات الحركة الجوية والسياحة الوافدة، في انعكاس مباشر لحالة الاستقرار السياسي والأمني التي تعيشها مصر حاليًا، والتي مهدت الطريق أمام عودة السياحة العالمية إلى مسارها الطبيعي، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لحركة الطيران في المنطقة.
وفي هذا السياق، أكد المهندس محمد ناجي، الخبير في قطاعي الطيران المدني والسياحة والرئيس التنفيذي الأسبق لشركة النيل للطيران، أن معدلات النمو الحالية في أعداد الرحلات الدولية والسياح الوافدين تعكس نجاح الدولة المصرية في تطوير البنية التحتية لقطاعي الطيران والسياحة، مشيرًا إلى أن المطارات المصرية أصبحت قادرة على استيعاب هذا النمو بفضل التوسعات والتحديثات الشاملة التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف ناجي أن مؤشرات الأشهر الماضية تؤكد تعافي قطاع الطيران بشكل كبير، حيث ارتفعت أعداد الرحلات المنتظمة والشارتر القادمة من الأسواق الأوروبية والعربية، خاصة مع تزايد الإقبال على الوجهات السياحية المصرية مثل الغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان والعلمين الجديدة، وذلك بالتوازي مع حملات الترويج الخارجي وتحسين بيئة الاستثمار السياحي.
وشدد ناجي على أن السوق المصري بات مهيأ حاليًا لدخول شركات طيران خاصة جديدة، تساهم في خلق حالة من التنوع والمنافسة الإيجابية في سوق النقل الجوي، وتدعم توجهات الدولة في رفع الطاقة التشغيلية للرحلات الداخلية والدولية. وقال إن تنوع المشغلين الجويين بات ضرورة استراتيجية، خاصة مع وجود فرص نمو حقيقية مدفوعة بارتفاع الطلب على السفر والسياحة، ورغبة المستثمرين في التوسع داخل السوق المصري.
وأوضح أن تعزيز الوجود الخاص في صناعة الطيران يساهم في تقليل الفجوة بين العرض والطلب، وتوفير خيارات سفر أكثر تنوعًا وقدرة على المنافسة، سواء من حيث الأسعار أو مستوى الخدمة، مشيرًا إلى أن شركات الطيران الخاصة تملك مرونة عالية في التشغيل والتوسع السريع إلى وجهات جديدة، وهو ما يخدم أهداف الدولة في جذب السياح وتنشيط حركة الطيران الداخلي بين المحافظات السياحية.
وأضاف أن التجارب الدولية أثبتت أن وجود أكثر من مشغل وطني، إلى جانب الناقل الوطني الرسمي، يمثل عامل دعم رئيسي لمرونة السوق، ويعزز من قدرته على التفاعل مع المتغيرات الإقليمية والدولية، خصوصًا في ظل المنافسة الإقليمية الشرسة بين مراكز الطيران في الشرق الأوسط.
ونوّه ناجي إلى أن الرؤية الطموحة التي تتبناها الدولة المصرية حاليًا في تطوير قطاعي الطيران والسياحة ترتكز على محاور استراتيجية واضحة، تشمل تحديث البنية التحتية، وتوسيع نطاق الربط الجوي، وتشجيع الاستثمار في القطاعين. وأشاد بالمشروعات العملاقة التي تم تنفيذها مؤخرًا، مثل تطوير مطارات العاصمة الإدارية وسفنكس والغردقة وشرم الشيخ، إلى جانب التوسع في المدن السياحية الجديدة مثل العلمين والجلالة والعاصمة الجديدة، والتي تفتح آفاقًا واسعة أمام السياحة المتنوعة، سواء الشاطئية أو الثقافية أو العلاجية .
كما أثنى على ما وصفه بـ"الدور القيادي والاحترافي" الذي يقوم به فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم وتنمية قطاعي الطيران والسياحة، مؤكدًا أن الاهتمام الرئاسي المباشر بهذه الملفات ساهم في استعادة ثقة الأسواق الخارجية بمصر كمقصد سياحي مستقر وآمن، وأعاد تسليط الضوء على الكنوز السياحية المصرية التي لا تزال تجذب أنظار العالم .
وفي سياق متصل، أشاد المهندس محمد ناجي بالأداء المتوازن والفاعل لكل من وزير الطيران المدني ووزير السياحة والآثار، مؤكدًا أن التنسيق القوي بين الوزارتين ساهم في تسريع وتيرة النمو وتحقيق أهداف استراتيجية الدولة في الترويج لمصر كمقصد متكامل، يجمع بين السياحة والترانزيت وخدمات الطيران الحديثة.
وقال إن السياسات التي تنتهجها وزارة الطيران المدني حاليًا تُظهر فهمًا عميقًا لمتطلبات المرحلة، وتعمل على إعادة هيكلة الشبكات الجوية بما يخدم السياحة الوافدة، ويزيد من القدرة التشغيلية لشركات الطيران المصرية، كما تسعى الوزارة إلى تذليل العقبات أمام المستثمرين الجدد في قطاع الطيران، وفتح المجال أمام إطلاق شركات خاصة وفقًا لمعايير الجودة والسلامة الدولية.
وفي ختام تصريحه، دعا المهندس محمد ناجي إلى استمرار دعم الدولة للاستثمار في صناعة النقل الجوي، وتسهيل الإجراءات أمام دخول مشغلين جدد، بالتوازي مع تطوير البنية التحتية والتشريعية، معتبرًا أن المرحلة الحالية تمثل "نافذة ذهبية" للانطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقًا للطيران والسياحة في مصر، بدعم من القيادة السياسية والكوادر الوطنية التي أثبتت كفاءتها في إدارة الملفات الحيوية.