طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عامًا من التوقف

استأنفت شركة طيران الإمارات، إحدى أكبر شركات الطيران في العالم، رحلاتها الجوية إلى العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد انقطاع دام اثني عشر عاماً، منذ عام 2012. وهبطت الرحلة الافتتاحية رقم EK913، القادمة من دبي، في مطار دمشق الدولي عند الساعة الخامسة والنصف مساءً بالتوقيت المحلي، وسط استقبال رسمي وشعبي عكس أهمية هذه الخطوة على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي.
وقد تم تشغيل الرحلة على متن طائرة من طراز بوينغ 777-21H(LR)، تحمل رقم التسجيل A6-EWH، وهي من الطائرات ذات المدى الطويل في أسطول طيران الإمارات، مما يعكس الأهمية التي توليها الشركة لإعادة فتح هذا الخط الجوي. ورافقت الطائرة عند دخولها الأجواء السورية مقاتلات من سلاح الجو السوري ترحيباً بها، قبل أن يتم استقبالها بتحية أقواس المياه في مدرج مطار دمشق، وفقاً للتقاليد المتبعة في استقبال الرحلات الافتتاحية.
وبحسب بيان رسمي صادر عن طيران الإمارات، ستتم جدولة الرحلات بين دبي ودمشق بمعدل ثلاث رحلات أسبوعياً، وذلك أيام الأحد والإثنين والأربعاء، مع إمكانية رفع هذا العدد تدريجياً حسب الطلب وسعة التشغيل.
وأشارت الشركة إلى أن الرحلات ستوفر خدمات الدرجة السياحية ودرجة رجال الأعمال، إلى جانب خدمات الشحن الجوي، التي من المتوقع أن تلعب دوراً محورياً في دعم التجارة المتبادلة بين سوريا والإمارات.
وقال عادل الرضا، الرئيس التنفيذي للعمليات في طيران الإمارات، في تصريح بالمناسبة: "نحن فخورون بعودتنا إلى دمشق بعد غياب دام أكثر من عقد. هذه العودة تمثل خطوة استراتيجية ضمن رؤيتنا لتوسيع شبكة وجهاتنا وتلبية الطلب المتزايد من المسافرين والشركات في كلا البلدين." و
وضاف: "نحن ملتزمون بتقديم أعلى مستويات الخدمة والسلامة لعملائنا في سوريا، ونتطلع إلى أن تكون هذه الرحلات جسراً إضافياً لتعزيز العلاقات الثنائية والتجارية."
وتُعد عودة طيران الإمارات إلى السوق السوري مؤشراً مهماً على التحسن التدريجي في البيئة السياسية والأمنية في سوريا، كما تعكس رغبة دول المنطقة في إعادة الانخراط مع دمشق على مستويات متعددة، لا سيما بعد إعادة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية في العام 2023، وتزايد الاتصالات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول الخليجية.
ويرى مراقبون أن استئناف الرحلات من قبل شركة بحجم طيران الإمارات من شأنه أن يفتح المجال أمام شركات طيران دولية أخرى لإعادة النظر في تشغيل رحلاتها إلى سوريا، وهو ما قد يسهم في تنشيط الحركة السياحية والاستثمارية، إضافة إلى تسهيل حركة السوريين في الخارج، ولا سيما أولئك المقيمين في دول الخليج.
ويُنتظر أن تنطلق الرحلة الأولى من دمشق إلى دبي ، اليوم الخميس 17 يوليو، ضمن الجدول المنتظم، على أن تُتاح الحجوزات عبر الموقع الرسمي لطيران الإمارات ووكلائها المعتمدين داخل سوريا وخارجها.
عودة طيران الإمارات إلى دمشق ليست مجرد استئناف لرحلات جوية، بل هي رسالة سياسية واقتصادية قوية تعكس مرحلة جديدة من الانفتاح والتقارب الإقليمي، قد تشكل نقطة تحول في مستقبل الملاحة الجوية في منطقة الشرق الأوسط.