عندما يتحول اللاعب إلى قائد.. كيف صنع محمود مدبولي تجربته التدريبية الناجحة؟

في عالم كرة القدم المصري، يبرز اسم محمود مدبولي المعروف بين زملائه ومحبيه بـ"مدبولي" – كأحد الأسماء التي جمعت بين الموهبة والاحتراف والانضباط، فمن نجم فوق المستطيل الأخضر، إلى مدرب طموح يسير بخطى ثابتة في عالم التدريب، صنع مدبولي لنفسه مسيرة رياضية متكاملة، تؤكد أنه أحد الأسماء الواعدة في المشهد الكروي المصري والعربي.

البداية من الملاعب: نجم برز مبكرًا

ولد محمود مدبولي في مصر، وبدأ رحلته الكروية مبكرًا في صفوف ناشئي نادي المصرية للاتصالات، حيث لفت الأنظار بموهبته اللافتة ومهاراته المميزة، ليصعد سريعًا إلى الفريق الأول ويلعب في الدوري الممتاز، حيث لم يتوقف طموحه عند هذا الحد، بل استكمل مشواره مع أندية كبيرة منها اتحاد الشرطة الرياضي في الدوري الممتاز، وفرق قوية في الممتاز (ب) مثل الرجاء المطروحي، الحمام المطروحي، كوكاكولا، والزرقا.

وكان لـغزل دمياط والاتحاد السوداني نصيب من مسيرته، حيث أثبت خلالها كفاءته وقدرته على التأقلم في مختلف المدارس التدريبية والبيئات الكروية. 

كما شرف  محمود مدبولي بلده بارتداء قميص منتخب مصر للناشئين تحت قيادة الكابتن ربيع ياسين، ومثل منتخب الشباب عام 2009 تحت قيادة المدير الفني الشهير ماستر ميوزلاف اسكوب، في تجربة دولية زادت من خبرته ووعيه التكتيكي.

من اللاعب إلى المدرب: انتقال سلس وثقة متزايدة

بعد سنوات من التألق كلاعب، قرر مدبولي أن ينقل خبراته إلى الجيل الجديد، فبدأ مسيرته التدريبية من بوابة الأندية التي عرفته لاعبًا، ليتحول تدريجيًا إلى مدرب صاحب رؤية واضحة وفكر حديث.

في نادي الإنتاج الحربي، ترك بصمة قوية، حيث تولى قيادة فرق الناشئين بعدة فئات عمرية، أبرزها:

• المدير الفني لفريق 2015 للموسمين المتتاليين (2023/2024 و2024/2025).

• المدير الفني لفريق 2009 (جمهورية ب) في موسم 2023/2024.

• كما عمل كـمدرب عام لفريق الأمل مواليد 2001 وفريق 2011 في موسم 2022/2023.

امتد تأثيره إلى خارج أسوار الإنتاج الحربي، فقد قاد منتخب "فيا بلاير" مواليد 2015 كمدير فني، وشارك في تطوير العديد من المواهب في أكاديميات النادي الأهلي بفرعيها في مدينة نصر والقطامية، إلى جانب تجربة قوية كمدرب عام لفريق النادي الأهلي مواليد 2013 (قطاع ب).

شهادات تدريبية تدعم المسيرة

لم يكتف مدبولي بالخبرة الميدانية، بل حرص على صقل نفسه بالعلم والتطوير المستمر، فحصل على عدد من الدورات التدريبية المعتمدة، منها:

• الدورة الأساسية لنقابة المهن الرياضية

• رخصة التدريب (C) الأفريقية

• دورات متخصصة لتطوير البراعم من منطقة القاهرة

• دورة إعداد الهدف للبراعم

• دورة النخبة

هذه الدورات مكنته من المزج بين الخبرة العملية والمعرفة العلمية، ليصبح مدربًا متكاملًا يجيد التعامل مع مختلف الفئات العمرية ويملك أدوات التدريب الحديثة.

بصمة دولية وخبرة إدارية

خارج مصر، أثبت مدبولي نفسه كمدرب محترف من خلال عمله كـمدرب عام للفريق الأول بنادي الاتحاد السوداني، وهي تجربة منحته بُعدًا دوليًا وأضافت إلى رصيده خبرات في إدارة الفرق الكبرى، والتعامل مع اللاعبين المحترفين من خلفيات مختلفة.

كما كانت له تجربة مهمة مع فريق جاسكو 2010، وأكاديمية النادي، حيث شارك في إعداد المواهب من الصفر، في منظومة تهتم بالنشء وتؤمن بأهمية البناء من الأساس.

نظرة للمستقبل

يُعرف محمود مدبولي بكونه مدربًا يملك فكرًا احترافيًا ومشروعًا طويل الأمد، يقوم على تطوير اللاعبين تكتيكيًا وسلوكيًا، وهو لا يؤمن فقط بنتائج المباريات، بل يسعى لصناعة لاعبين يملكون "هوية كروية" متميزة.

وبين سجله الحافل كلاعب، ونجاحاته المتعددة كمدرب، يتوقع العديد من المتابعين أن يكون لمدبولي شأن كبير في عالم التدريب خلال السنوات القادمة، سواء في مصر أو على الساحة الإقليمية.