مأدبة عشاء رسمية في صربيكسا تكشف عن شراكة سياحية مرتقبة بين مصر والبوسنة

 في خطوة تعكس متانة العلاقات الثنائية بين مصر والبوسنة والهرسك، أقام دينيس سوليك، وزير التجارة والسياحة بجمهورية صربيكسا، مأدبة عشاء رسمية على شرف وزير السياحة والآثار المصري السيد شريف فتحي، الذي يقوم حالياً بزيارة رسمية إلى العاصمة البوسنية سراييفو.

أقيمت المأدبة في منطقة يـاهورينا (Jahorina) الجبلية الخلابة، الواقعة على مقربة من سراييفو، والتي تُعد من أبرز الوجهات السياحية الشتوية في البوسنة والهرسك، وتأتي هذه الدعوة في إطار تعزيز أواصر التعاون الثنائي، وبحث فرص التبادل السياحي والاستثماري بين البلدين.

حضور رسمي يؤكد أهمية الحدث

شهدت المأدبة حضوراً رفيع المستوى، شمل السفير وليد حجاج، سفير جمهورية مصر العربية في سراييفو، إلى جانب المهندس أحمد يوسف، مساعد وزير السياحة والآثار المصري لشؤون الإدارات الاستراتيجية، والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، ما يعكس اهتمام الجانبين بتعزيز أطر التعاون في قطاع السياحة.

وزير السياحة المصري: علاقات راسخة وآفاق سياحية واعدة

في كلمته خلال مأدبة العشاء، أعرب الوزير شريف فتحي عن بالغ تقديره لحفاوة الاستقبال التي لقيها منذ وصوله إلى سراييفو، مؤكداً على قوة العلاقات بين مصر والبوسنة والهرسك، وما يشهده التعاون الثنائي من تطور ملحوظ في مختلف المجالات، خاصة قطاع السياحة.

وأشار الوزير إلى الأداء المتميز الذي حققه قطاع السياحة في مصر خلال عام 2024، حيث شهدت الحركة السياحية نمواً ملحوظاً بالمقارنة مع عام 2023. وأكد أن الحكومة المصرية مستمرة في تنفيذ استراتيجيات طموحة تستهدف جذب المزيد من الاستثمارات السياحية، وخاصة في مجال الفنادق، وذلك بهدف زيادة القدرة الاستيعابية للقطاع بما يتماشى مع هذا النمو.

مشروعات استراتيجية لتعزيز السياحة والاستثمار

استعرض الوزير المصري خلال اللقاء المخطط العام الذي تنفذه الدولة لتطوير منطقة غرب القاهرة، الممتدة من مطار سفنكس الدولي وحتى منطقة سقارة، مروراً بمنطقة الأهرامات والمتحف المصري الكبير، حيث يهدف هذا المشروع الاستراتيجي إلى تحويل المنطقة إلى مركز جذب سياحي واستثماري عالمي، مع الحفاظ على طابعها التاريخي وقيمتها الأثرية الفريدة.

وفي هذا السياق، أعلن الوزير أن الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير سيُقام في 1 نوفمبر 2025، وهو الحدث الذي يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في السياحة الثقافية في مصر، ويجذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم.

الجانب البوسني: تطلع لتوسيع التعاون السياحي

من جانبه، رحب الوزير دينيس سوليك بنظيره المصري، معرباً عن سعادته بهذه الزيارة الرسمية التي تعكس عمق العلاقات الثنائية. 

كما وأكد وزير التجارة والسياحة بجمهورية صربيكسا على اهتمام بلاده بتوسيع التعاون السياحي مع مصر، مشيراً إلى زيارته السابقة إلى مدينة الغردقة، والتي وصفها بتجربة سياحية مميزة، معبّراً عن رغبته في زيارة وجهات سياحية مصرية أخرى في المستقبل القريب.

السياحة الشتوية والعلاجية: فرص واعدة للتكامل السياحي

شهد اللقاء تبادل وجهات النظر بين الوزيرين حول تعزيز السياحة البينية، حيث تم التركيز على أهمية التعاون في مجالات السياحة الشتوية والسياحة العلاجية، باعتبارهما من المجالات التي تحمل فرصاً واعدة للنمو والتكامل بين المقومات السياحية التي تتمتع بها كل من مصر والبوسنة والهرسك.

كما ناقش الطرفان إمكانية تنفيذ حملات ترويجية مشتركة لتعريف السياح في كلا البلدين بالمميزات السياحية والثقافية الفريدة التي تقدمها الوجهات المختلفة، بما يسهم في زيادة أعداد السائحين وتوسيع قاعدة السياحة المستدامة.

تعزيز الترويج السياحي المشترك

في ضوء النجاح الذي تحققه مصر في مجالات السياحة الشاطئية والثقافية، إلى جانب ما تتمتع به البوسنة والهرسك من طبيعة خلابة ومواقع سياحية جبلية، أكد الجانبان على أهمية تكثيف الترويج السياحي المشترك في الأسواق الإقليمية والدولية، بهدف تقديم برامج سياحية متكاملة تلبي تطلعات مختلف الشرائح من السياح.

واتفق الجانبان على استمرار التنسيق المشترك بين الوزارتين، وتعزيز دور السفارات والهيئات السياحية في دعم جهود الترويج وتبادل الخبرات، وتنظيم فعاليات مشتركة، إلى جانب دراسة إطلاق خطط تسويق رقمية تستهدف منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، بما يعزز الحضور الرقمي للسياحة في البلدين.

ختام الزيارة: خطوة نحو شراكة سياحية أقوى

تُعد هذه الزيارة الرسمية ومأدبة العشاء التي أقيمت في إطارها، محطة مهمة في مسار تعزيز الشراكة بين مصر والبوسنة والهرسك، وتفتح آفاقاً جديدة لتعاون أوسع في مجال السياحة والاستثمار السياحي، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويدعم الاقتصاد الوطني في كلا البلدين.