رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

محمود عبدالحليم يكتب: وماذا بعد؟؟ صراع حرية الصحافة و«دولة المستشارين»

الجمعة 22/أغسطس/2025 - 05:39 م
الحياة اليوم
طباعة
وماذا بعد؟؟ صراع حرية الصحافة و«دولة المستشارين»
تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت واضحة وصريحة: «نريد إعلامًا حرًا، نؤمن بحرية تداول المعلومة والرأي والرأي الآخر»، كلمات قوبلت بترحيب كبير من الوسط الصحفي، الذي رأى فيها ضوءًا جديدًا على مستقبل الإعلام في مصر، ولكن هذا الأمل لم يدم طويلًا.
"فيتو" تكشف... ووزير النقل يتجاهل
لم تكد الأجواء الإعلامية تهدأ حتى فاجأتنا صحيفة "فيتو" بتقرير جريء تحت عنوان "دولة المستشارين في وزارة النقل"، تقرير كشف عن هدر كبير في المال العام يتمثل في تعيين أعداد هائلة من المستشارين في مختلف الوزارات، وعلى رأسها وزارة النقل التي يترأسها الوزير كامل الوزير، هذا التقرير لم يكن مجرد خبر عابر، بل كان بمثابة جرس إنذار ينبه إلى إهدار الأموال العامة في وقت حرج تمر به البلاد اقتصاديًا، كان من الواجب على الوزير أن يأخذ هذا التقرير على محمل الجد، وأن يراجع ميزانيات وزارته وأعداد المستشارين ومهامهم، بهدف ترشيد النفقات وتحقيق المصلحة العامة.
موقف معادٍ للصحافة.. وتصريحات غير مسؤولة
لكن رد فعل الوزير كان مفاجئًا ومخيبًا للآمال، فبدلًا من مراجعة تقرير "فيتو" والاستفادة من المعلومات التي قدمها، اتخذ الوزير موقفًا عدائيًا ضد الصحيفة وصحفييها، وقام بتقديم بلاغ ضدهم، هذا السلوك لا يتناسب مع طبيعة المسؤولية، ولا يخدم حرية الصحافة التي نادى بها الرئيس، الأدهى من ذلك، أن الوزير كامل الوزير زاد الطين بلة عندما أدلى بتصريحات غير مسؤولة عن تكلفة الطرق في المملكة العربية السعودية، مما أثار بلبلة غير ضرورية وتراشقًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وأحدث توترًا دبلوماسيًا بين البلدين الشقيقين.
الصحافة ليست عدوًا... بل شريكًا في بناء الوطن
الصحافة ليست عدوًا للمسؤول، بل هي شريك في بناء الوطن، دور الصحفي هو كشف الحقائق، طرح القضايا المهمة، والدفاع عن حق المواطن، عندما يكشف صحفي عن هدر للمال العام، فإن هدفه ليس التشهير، بل المساعدة في تصحيح المسار وحماية ثروات الوطن، على المسؤول أن يفتح أبوابه وعقله للصحافة الحرة، وأن يعتبر النقد البناء فرصة لتحسين الأداء وتصحيح الأخطاء.
إلى السيد كامل الوزير، نقول: توقف عن محاربة الصحافة، ووجه اهتمامك إلى مراجعة حسابات وزارتك، والاستماع إلى كل رأي حر يصب في مصلحة هذا الوطن.
وإلى كل مسؤول في الدولة المصرية، نقولها بوضوح: الصحفيون ليسوا أعداءكم، إنهم عين المواطن التي تسلط الضوء على المشاكل حتى يتم حلها سريعًا، وما حدث مع صحيفة "فيتو" يطرح السؤال الكبير: وماذا بعد؟
                                           
ads
ads
ads