مطار برج العرب يتحول إلى "الإسكندرية الدولي".. نقلة نوعية للطيران المصري

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة مدينة الإسكندرية على خريطة النقل الجوي العالمي، تستعد الدولة لتغيير اسم مطار برج العرب الدولي رسميًا إلى "مطار الإسكندرية الدولي" ابتداءً من سبتمبر 2025 حيث يأتي هذا التغيير في سياق خطة شاملة لتحديث البنية التحتية لقطاع الطيران المصري، وتعزيز الهوية الإقليمية للمطار ليعكس فعليًا المدينة التي يخدمها.
هوية جديدة.. وتكامل مع المشهد الدولي للطيران
إعادة التسمية إلى "مطار الإسكندرية الدولي" لا تمثل تغييرًا شكليًا فحسب، بل هي خطوة تسويقية ذكية تُسهل على المسافرين التعرف على المطار وربطه بالمدينة الساحلية الشهيرة، كما سيتم تحديث رموز المطار الدولية، ليصبح الرمز الجديد HEAX بدلًا من HEBA، إلى جانب اعتماد الرمز ALY ضمن نظام الاتحاد الدولي للنقل الجوي، بما يتماشى مع المعايير العالمية المعتمدة.
المطار المستدام الأول في إفريقيا.. علامة بيئية فارقة
المطار الجديد لا يغير اسمه فقط، بل يتبنى فلسفة جديدة بالكامل، تجعله أول مطار صديق للبيئة في القارة الإفريقية. فقد بدأ تشغيل مبنى الركاب الجديد (Terminal 2) تجريبيًا في يناير 2025، بمساحة إجمالية تبلغ 40,000 متر مربع، وبتصميم حديث قادر على استيعاب 6 ملايين مسافر سنويًا.
يعتمد المبنى الجديد على الطاقة الشمسية كمصدر أساسي لتوليد الكهرباء، ويضم أنظمة تكييف موفرة للطاقة، وإضاءة LED عالية الكفاءة، بالإضافة إلى بنية تحتية تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية. وهو ما يجعل من المطار نموذجًا حقيقيًا للاستدامة البيئية في النقل الجوي.
مشروعات تطوير شاملة لتحسين البنية التحتية والخدمة
تتضمن خطة التطوير الكاملة للمطار توسعة ساحات وقوف الطائرات إلى ما يقرب من 40 موقفًا، إلى جانب تحديث المدارج وأنظمة الملاحة الجوية، وإنشاء مرافق خدمية حديثة مثل محطات الطاقة، شبكات الصرف والمعالجة البيئية، وأحدث أنظمة مكافحة الحرائق والسلامة.
وتمت مراعاة معايير الكفاءة التشغيلية والسلامة الدولية في التصميم، ليصبح المطار مؤهلًا لاستقبال أنواع مختلفة من الطائرات الحديثة، وزيادة حركة الملاحة الجوية بين مصر والدول المجاورة والقارات الأخرى.
انعكاسات اقتصادية وسياحية ملموسة
تحمل عملية تحديث مطار الإسكندرية الدولي بعدًا اقتصاديًا وسياحيًا كبيرًا، إذ يُتوقع أن يسهم في جذب مزيد من شركات الطيران الدولية ورفع عدد الرحلات القادمة إلى المدينة، مما سيزيد من حركة السياحة إلى الساحل الشمالي والوجهات المجاورة.
كما أن تسهيل حركة النقل الجوي من وإلى الإسكندرية يدعم تنشيط التجارة البينية، ويُعزز من القدرات اللوجستية للمدينة كواجهة بحرية وجوية محورية، خاصة مع موقعها الاستراتيجي القريب من موانئ كبرى وطرق دولية تربط شمال إفريقيا بأوروبا وآسيا.
دعم الرؤية الوطنية للتنمية المستدامة 2030
هذا التحول في شكل ومضمون مطار الإسكندرية يتماشى مع أهداف رؤية مصر 2030 التي تسعى إلى تحقيق تنمية مستدامة شاملة، وتحويل البلاد إلى مركز إقليمي للنقل والخدمات اللوجستية. ويُعد المطار نموذجًا على كيفية الدمج بين التكنولوجيا المتقدمة، وحماية البيئة، وتعزيز الاقتصاد في آنٍ واحد.
ومن بين الأهداف الأخرى التي تدعمها هذه الخطوة، تعزيز قدرة المطارات المصرية على استيعاب النمو المستمر في عدد المسافرين، والذي يُتوقع أن يتجاوز 30 مليون زائر سنويًا في الأعوام المقبلة.
مطار الإسكندرية الدولي.. بين الحداثة والهوية
يمثل المطار الجديد لوحة معمارية تجمع بين الانسيابية في التصميم والوظائف الذكية، في وقت أصبح فيه المسافر يبحث عن تجربة سفر متكاملة، تبدأ من سهولة الوصول إلى المطار، مرورًا بالراحة في التنقل داخله، ووصولًا إلى تقديم خدمات صديقة للبيئة.
ومع احتفاظ الإسكندرية بمكانتها التاريخية كمدينة متوسطية عالمية، يعزز المطار دورها كمركز حضاري وسياحي متكامل، يخدم ملايين المسافرين والسياح من مختلف دول العالم.
مستقبل واعد لصناعة الطيران في مصر
مطار الإسكندرية الدولي في صورته الجديدة هو أكثر من مجرد نقطة عبور، بل هو بوابة اقتصادية وسياحية واستراتيجية، تجسد التقدم الفعلي لمصر في مجال الطيران المدني، وتؤكد التزامها بتقديم تجربة سفر بمعايير عالمية.
ومع التشغيل الكامل للمبنى الجديد، واستمرار أعمال التطوير المستقبلية، فإن المطار مرشح ليكون من بين أفضل المطارات الإقليمية، بفضل ما يقدمه من خدمات عالية الجودة، وتقنيات صديقة للبيئة، وتجربة سفر تلبي تطلعات المسافر العصري.