في سباق العمالقة.. بوينغ تقترب من إيرباص بعد أداء استثنائي في أغسطس 2025

في خطوة تعكس عودة تدريجية إلى المسار الصحيح، أعلنت شركة بوينغ الأمريكية عن تحقيق أفضل أداء شهري لها منذ عام 2018، حيث قامت بتسليم 57 طائرة تجارية في أغسطس 2025. حيث أن هذا الإنجاز يعتبر مؤشرًا إيجابيًا على تعافي الشركة من التحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية.

ورغم هذا التقدم، لا تزال بوينغ متأخرة عن منافستها الأوروبية إيرباص، التي سجلت تسليم 61 طائرة في نفس الشهر، مما يؤكد استمرار المنافسة الشرسة بين أكبر شركتين في صناعة الطائرات التجارية على مستوى العالم.

عودة قوية لبوينغ بعد سنوات من التراجع

منذ أزمة طائرات 737 ماكس التي بدأت أواخر عام 2018، عانت بوينغ من انخفاض حاد في عدد الطائرات المُسلّمة، بالإضافة إلى مشاكل إنتاجية، وتأخيرات في برامج طائرات جديدة. لكن خلال أغسطس 2025، استطاعت الشركة أن تسجل أفضل نتائج تسليماتها الشهرية خلال أكثر من 6 سنوات.

تسليم 57 طائرة في أغسطس 2025

شملت تسليمات بوينغ هذا الشهر مجموعة متنوعة من الطائرات، وكان من أبرزها:

• طائرات 737 ماكس: والتي شهدت عودة قوية إلى الأسواق بعد سنوات من التوقف والتحقيقات.

• طائرات 787 دريملاينر: والتي تعاني من تأخيرات في الإنتاج بسبب مشاكل متعلقة بجودة التصنيع.

• بعض طرازات 777 و767، التي لا تزال بوينغ تعتمد عليها في تلبية طلبات شركات الطيران العالمية.

وبهذه الأرقام، تكون الشركة قد بدأت بإظهار تحسن ملحوظ في سلسلة الإمداد والإنتاج، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على ثقة العملاء والمستثمرين.

رغم التعافي.. إيرباص ما تزال في الصدارة

رغم إنجاز بوينغ، إلا أن منافستها الأوروبية إيرباص لا تزال تُمسك بزمام الصدارة من حيث عدد الطائرات المُسلّمة شهريًا. فقد أعلنت الشركة عن تسليم 61 طائرة في أغسطس فقط، متفوقة بذلك على بوينغ بفارق أربع طائرات.

لماذا تتفوق إيرباص حتى الآن؟

1. استقرار سلسلة التوريد: استطاعت إيرباص تقليل تأثير نقص المكونات مقارنة ببوينغ.

2. طلب مرتفع على طائرات A320neo: التي تُعتبر المنافس الرئيسي لطراز 737 ماكس.

3. ثقة العملاء في المنتج: خاصة بعد المشاكل التقنية التي واجهتها بوينغ في السنوات الماضية.

كما أن إيرباص تعمل على زيادة إنتاجها تدريجيًا للوصول إلى معدلات ما قبل الجائحة، مما يجعلها قادرة على تلبية الطلبات المتزايدة من شركات الطيران، لا سيما في الأسواق الآسيوية والشرق الأوسط.

المنافسة مستمرة: بوينغ vs إيرباص

المقارنة بين الشركتين لم تعد تقتصر على الأرقام الشهرية فقط، بل تشمل أيضًا:

هذه الأرقام تُظهر مدى التقارب الكبير في الأداء بين الشركتين، مع تفوق طفيف لإيرباص في الوقت الحالي.

بوينغ.. آفاق مستقبلية وتحسينات منتظرة

على الرغم من أن بوينغ لا تزال تواجه عدة تحديات، إلا أن المؤشرات الحالية تُظهر نية الشركة تسريع عمليات الإنتاج وتسليم الطائرات، خاصةً مع تحسن الأوضاع في سلاسل التوريد، وارتفاع الطلب على الطيران التجاري عالميًا.

استثمارات في تحسين الجودة

بوينغ أعلنت مؤخرًا عن خطط لتعزيز جودة التصنيع، وتوظيف المزيد من المهندسين، بالإضافة إلى تحسين التواصل مع مورديها حول العالم، بهدف تفادي تكرار مشاكل الماضي.

دعم حكومي وسوقي

تحظى بوينغ بدعم كبير من الحكومة الأمريكية، مما يمنحها مرونة في التعامل مع المنافسة الدولية، خاصة في صفقات الطائرات العسكرية والطائرات الخاصة بالشحن الجوي.

قطاع الطيران ينتعش من جديد

تأتي هذه الأرقام في ظل انتعاش عالمي لقطاع الطيران، حيث بدأت شركات الطيران في تجديد أساطيلها بعد سنوات من الركود الناتج عن جائحة كورونا. الطلب على الطائرات الجديدة – خصوصًا الاقتصادية منها – في ازدياد، وهو ما يدفع كل من بوينغ وإيرباص لتكثيف عمليات الإنتاج.

كما أن الأسواق الناشئة في آسيا، أفريقيا، والشرق الأوسط تُشكّل فرصة ذهبية لكلا الشركتين لزيادة مبيعاتهما، ما يجعل الأشهر المقبلة حاسمة في تحديد من سيتفوق خلال عام 2025.

 إنجاز مهم لبوينغ لكن السباق لم ينتهِ

تسليم بوينغ لـ57 طائرة في أغسطس 2025 يُعد خطوة إيجابية للغاية تعكس تحسن الأداء التشغيلي والإنتاجي، ويُعتبر بمثابة عودة تدريجية إلى المنافسة الحقيقية مع إيرباص.

لكن الأرقام لا تكذب؛ فإيرباص لا تزال في موقع الريادة، وتواصل تسليم المزيد من الطائرات كل شهر، مدعومة بثقة العملاء واستقرار عملياتها.

هل تنجح بوينغ في تجاوز إيرباص قبل نهاية العام؟

يبقى هذا السؤال مفتوحًا، وستكون الأشهر القليلة القادمة حاسمة في رسم خريطة المنافسة في قطاع صناعة الطائرات التجارية.