محمود عبدالحليم يكتب: وماذا بعد صفعة قطر؟؟

تغير المشهد الإقليمي بشكل جذري، ما كان بالأمس خلافًا بين الأشقاء، تحول اليوم إلى تحدٍ وجودي يهدد سيادة كل دولة عربية، حادثة الاعتداء الإسرائيلي الغادر على الأراضي القطرية، في محاولة فاشلة لاغتيال قادة من حماس، لم تكن مجرد حادثة عابرة، لقد كانت بمثابة "صفعة مدوية" لقطر، وربما لكل الحكام العرب، تكشف عن استباحة غير مسبوقة للسيادة العربية، وتطرح تساؤلاً مصيريًا: "وماذا بعد؟؟" تداعيات الصمت العربي؟

لقد أثبت المحتل الإسرائيلي مرة أخرى أنه لا يحترم القوانين الدولية ولا السيادة العربية، هذا الهجوم، الذي استهدف دولة عربية ذات سيادة، هو مؤشر خطير على أن الصمت العربي القائم منذ عقود لم يعد مجديًا، لقد استبيحت الأراضي الفلسطينية، واليوم يتم استباحة الأراضي القطرية، إذا لم يتم الرد الآن، فإن هذا الاعتداء سيصبح سابقة خطيرة، وسوف يمهد الطريق لاستباحة أراضي كل العرب والمسلمين، لقد أدرك الاحتلال أن صمتنا هو أكبر حليف له، وأن عدم ردنا يعني موافقة ضمنية على انتهاكاته.

نداء للم الشمل: قمة عربية إسلامية في قطر

إن القمة العربية الإسلامية المرتقبة في قطر هي الفرصة الأخيرة للرد، لم تعد هناك مساحة للمجاملات أو المداهنة، لقد حان الوقت لاتخاذ قرارات حاسمة، تعكس إرادة الأمة في الدفاع عن كرامتها وسيادتها.. يجب أن تخرج القمة بقرارات لا تقبل التأويل، وأن تكون بمثابة نقطة تحول حقيقية في مسار الصراع، وهذه القرارات يجب أن تتضمن:

• وقف التطبيع: يجب سحب كافة السفراء العرب من الكيان المحتل، وطرد سفرائه من العواصم العربية والإسلامية، هذا الكيان لا يستحق أي نوع من أنواع العلاقات الطبيعية، طالما أنه يمارس الإرهاب ضد الأمة.

• وقف التعامل التجاري: يجب وقف كافة أشكال التعامل التجاري وغير التجاري مع الاحتلال، المقاطعة الاقتصادية هي سلاح فعال ومؤثر، وسوف تفرض ضغطًا حقيقيًا على الاقتصاد الإسرائيلي.

• دعم غزة: يجب الإعلان الواضح والصريح عن دعم غزة، ليس فقط بالمال والغذاء، بل بالسلاح أيضًا، لقد ضحت غزة وما زالت تضحي دفاعًا عن كرامتها وكرامة الأمة، لو تم دعم غزة، فإنها ستكون قادرة على ردع الاحتلال وتلقينه درسًا لن ينساه.

وهنا أقول وماذا بعد ؟؟

واوجه كلامي إلي الحكام العرب

إننا أمام مفترق طرق، إما أن نتحد ونرد على هذه الصفعة، ونعيد للسيادة العربية اعتبارها، أو أن نستمر في صمتنا الذي كلفنا الكثير، والذي سيقودنا إلى مستقبل مظلم، لقد دعمت أمريكا الاحتلال بالمال والسلاح، فماذا فعل العرب لدعم أنفسهم؟ إن هذه الصفعة هي دعوة لإعادة ترتيب البيت العربي، ودروسها يجب أن تكون واضحة، إذا لم يتم الرد الآن، فسوف تكون "صفعة قطر" مجرد البداية، وسوف يتم ضرب كل الدول العربية، واحتلال أراضيها من قبل إسرائيل، ولابد من دعم غزة والمقاومة بالسلاح والمسيرات وهذا السلاح سوف يغير المعادلة ويجل قادة الصهاينة المتطرفين يفكرون الف مرة قبل الاعتداء علي أي دولة عربية فمجاهدي غزة الجبارين قادرون علي التصدي لهذا المحتل والقضاء عليه فهم رجال صدقوا ما عهدوا عليه 

الشعوب تحتاج موقف عربي مزلزل يعيد للأمة العربية والإسلامية هيبتها ويلجم المحتل إلي الأبد