"حصانة الاستثمارية" و"AviLease" تطلقان منصة سعودية رائدة لتأجير الطائرات

في خطوة استراتيجية تعكس الطموح المتنامي للمملكة العربية السعودية في تعزيز دورها الريادي في قطاع الطيران العالمي، أعلنت شركة "حصانة الاستثمارية" بالتعاون مع شركة AviLease – التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي – عن إطلاق منصة مشتركة متخصصة في مجال تأجير الطائرات.

هذا المشروع المشترك يمثل نقلة نوعية في صناعة الطيران السعودية ويعزز من قدرة المملكة على المنافسة في السوق العالمي لتأجير الطائرات، من خلال تقديم حلول مبتكرة ومطابقة لأعلى معايير الكفاءة والاستدامة، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 في تطوير قطاع النقل والطيران المدني.

تفاصيل الشراكة بين AviLease و"حصانة الاستثمارية"

بموجب الاتفاقية الجديدة، ستتولى شركة "حصانة" الاستثمارية – الذراع الاستثماري للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية – ملكية حصة الأغلبية في المنصة، بينما ستقوم AviLease بإدارة عمليات تأجير الطائرات وتقديم الحلول التقنية والتشغيلية الخاصة بأسطول الطائرات.

وتشمل الاتفاقية أيضًا استحواذ AviLease على محفظة تضم 10 طائرات مؤجرة حاليًا لشركات طيران سعودية، وتتميز هذه الطائرات بأنها حديثة وموفرة لاستهلاك الوقود، ما يدعم التوجهات البيئية والاقتصادية للمملكة في تقليل البصمة الكربونية وتعزيز الاستدامة التشغيلية.

تعزيز الاستدامة والكفاءة التشغيلية

وفقًا لما نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، فإن الطائرات التي ستديرها المنصة الجديدة تتوافق مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للطيران، والتي تركز على تقنيات حديثة وصديقة للبيئة، مع تخفيض تكاليف التشغيل وزيادة العائد الاستثماري.

كما أن هذه الخطوة تأتي في ظل توجه السعودية نحو تعزيز البنية التحتية للنقل الجوي وربط المملكة بالعالم عبر شركات طيران حديثة وأساطيل متطورة، وهو ما يظهر جليًا في المشاريع الكبرى التي يرعاها صندوق الاستثمارات العامة في هذا القطاع.

تصريحات المسؤولين: رؤية استثمارية واستراتيجية واضحة

هاني الجهني – الرئيس التنفيذي المكلف ورئيس الاستثمار في "حصانة":

"هذه الشراكة تأتي في إطار التزام حصانة بالاستثمار في أصول عالية الجودة، تحقق تدفقات نقدية مستدامة وطويلة الأجل. نسعى من خلال هذه المنصة إلى توسيع محفظتنا الاستثمارية في قطاع الطيران، وتعزيز دورنا في دعم أهداف المملكة الاستراتيجية."

فهد السيف – رئيس مجلس إدارة AviLease:

"إطلاق هذه المنصة المشتركة يسلط الضوء على الدور الحيوي للمؤسسات الاستثمارية السعودية في دعم قطاع الطيران محليًا ودوليًا، وهو جزء من مساهمة القطاع الخاص في تحقيق مستهدفات رؤية 2030."

إدوارد أوبريان – الرئيس التنفيذي لشركة AviLease:

"هذه الشراكة تمثل مرحلة محورية في بناء منصة تأجير طائرات قوية ومرنة على المستوى المحلي والدولي، وسنواصل السعي لإبرام صفقات استراتيجية جديدة لتوسيع عملياتنا في مختلف الأسواق العالمية."

السوق العالمي لتأجير الطائرات: فرص وتحديات

يمثل سوق تأجير الطائرات أحد أهم القطاعات في صناعة الطيران العالمي، حيث يلجأ العديد من شركات الطيران إلى تأجير الطائرات بدلاً من شرائها كليًا، وذلك لتقليل المخاطر المالية وتحقيق مرونة تشغيلية. وتشير التوقعات إلى نمو متزايد في هذا السوق خلال السنوات القادمة، مدفوعًا بزيادة حركة السفر الجوي عالميًا.

وبفضل هذه الشراكة، تسعى المملكة إلى اقتناص حصة استراتيجية من هذا السوق العالمي، من خلال تأسيس كيان سعودي قادر على توفير خدمات تأجير الطائرات بكفاءة عالية وأسعار تنافسية، ما يعزز من مكانتها كمركز إقليمي للطيران في الشرق الأوسط.

دعم مباشر لرؤية السعودية 2030

تتسق هذه المبادرة بالكامل مع رؤية السعودية 2030، التي تركز على تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط، عبر تعزيز الاستثمار في القطاعات غير النفطية، ومن أبرزها قطاع الطيران والنقل الجوي.

كما أن تعزيز الاستثمارات في مجال تأجير الطائرات يفتح المجال أمام فرص عمل جديدة، وينمي القدرات الوطنية في مجالات هندسة الطيران، التمويل، التشغيل، والصيانة.

AviLease: من شركة ناشئة إلى لاعب إقليمي ودولي

منذ تأسيسها، أثبتت شركة AviLease قدرتها على التحول إلى أحد اللاعبين الرئيسيين في قطاع تأجير الطائرات بالمنطقة، مستفيدة من الدعم القوي الذي يقدمه صندوق الاستثمارات العامة السعودي لمشاريع الطيران، والتزامها بتقديم خدمات تتماشى مع أفضل المعايير الدولية.

وتسعى AviLease من خلال هذه المنصة الجديدة إلى توسيع نطاق عملياتها، واستهداف أسواق في أوروبا وآسيا وأفريقيا، مما يجعلها شركة سعودية ذات بعد عالمي في مجال الطيران.

 مستقبل مشرق لقطاع الطيران السعودي

يمثل إطلاق هذه المنصة المشتركة بين AviLease و"حصانة الاستثمارية" نقطة انطلاق جديدة نحو بناء منظومة طيران متكاملة داخل المملكة، تدعمها الكفاءات الوطنية والاستثمارات الاستراتيجية، وتعزز من حضور السعودية على خريطة الطيران العالمية.

وتبقى الاستدامة، الكفاءة، والابتكار هي الركائز الأساسية التي تقوم عليها هذه المبادرة، في إطار سعي المملكة للتحول إلى مركز إقليمي لتمويل وتشغيل الطائرات، وتقديم حلول منافسة في السوق الدولي لتأجير الطائرات.