رئيس سنغافورة يزور المتحف المصري الكبير ويُشيد بعظمة الحضارة المصرية

شهدت القاهرة اليوم، الاثنين 22 سبتمبر 2025، حدثاً دبلوماسياً وسياحياً بارزاً باستقبال المتحف المصري الكبير ومنطقة أهرامات الجيزة لرئيس جمهورية سنغافورة ثارمان شانموجاراتنام وحرمه، والوفد الرسمي المرافق لهما، وذلك ضمن جدول زيارته الرسمية الحالية لمصر. 

وهذه الزيارة تعكس عمق العلاقات بين البلدين، كما تسلط الضوء على المكانة العالمية التي يحظى بها المتحف المصري الكبير وأهرامات الجيزة كأحد أهم معالم السياحة الثقافية والأثرية في العالم.

استقبال رسمي بالمتحف المصري الكبير

في مستهل الزيارة، كان في استقبال الضيف الكبير الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، الذي رحب بالرئيس السنغافوري وحرمه والوفد المرافق لهم، مؤكداً على اعتزاز مصر باستقبال شخصيات رفيعة المستوى في صرح حضاري يعد الأضخم من نوعه عالميًا.

وحرص الدكتور غنيم على إهداء الرئيس السنغافوري مستنسخًا فنيًا مصغرًا من قناع الملك توت عنخ آمون، باعتباره رمزًا خالداً للحضارة المصرية القديمة، ورسالة صداقة وتقدير من الشعب المصري إلى الشعب السنغافوري.

جولة داخل المتحف المصري الكبير

اصطحبت بسمة يوسف من إدارة العلاقات العامة والمراسم بالمتحف، الضيوف في جولة مميزة شملت أبرز معالم المتحف، بداية من الساحة الخارجية التي تتميز بتصميمها العصري الممزوج بروح الحضارة الفرعونية، مروراً بـ البهو الرئيس الذي يضم تمثال الملك رمسيس الثاني وعدداً من أضخم القطع الأثرية.

كما تضمنت الجولة زيارة الدرج العظيم الذي يُعد تحفة معمارية فريدة، يزينه عشرات القطع الأثرية التي تعكس عظمة التاريخ المصري القديم. وتواصلت الجولة داخل القاعات الرئيسية وعددها 12 قاعة عرض، حيث استعرض الضيوف مقتنيات نادرة تحكي تطور الحضارة المصرية عبر العصور، بداية من عصر البدايات والأسرات الأولى، مروراً بالدولة القديمة والوسطى والحديثة، وصولاً إلى العصرين اليوناني والروماني.

وأشاد الرئيس السنغافوري بما شهده من مقتنيات أثرية، مؤكداً أن المعروضات لا تُبرز فقط عظمة مصر القديمة، بل تجسد أيضاً فلسفة إنسانية وفكرية عميقة انعكست على الفنون والهندسة والعلوم.

انطباعات الوفد السنغافوري

أعرب رئيس جمهورية سنغافورة وحرمه والوفد المرافق عن إعجابهم الشديد بما يحتويه المتحف المصري الكبير من آثار باهرة ومقتنيات فريدة.

 وأكدوا أن سيناريو العرض المتحفي جاء على درجة عالية من الإبداع والاحترافية، مما يعزز تجربة الزائر ويمكّنه من التفاعل مع التاريخ المصري القديم بشكل عصري وحديث.

كما ثمّن الوفد الجهود المصرية المبذولة في إخراج المتحف بصورة عالمية تضاهي أكبر المتاحف في أوروبا وآسيا، مشيرين إلى أن المتحف المصري الكبير سيكون وجهة رئيسية للسياح من مختلف أنحاء العالم.

جولة في منطقة أهرامات الجيزة

عقب انتهاء الجولة في المتحف، توجه الرئيس السنغافوري وحرمه إلى منطقة أهرامات الجيزة، حيث كان في استقبالهم الدكتور أشرف محيي الدين، مدير عام آثار الجيزة. وبدأت الجولة بزيارة الهرم الأكبر "خوفو"، كما قدم لهم شرحاً وافياً حول تاريخه وعدد الأحجار التي بُني منها، بالإضافة إلى أسرار الهندسة المعمارية الفريدة التي جعلته إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة.

كما شملت الزيارة التوقف عند تمثال أبو الهول، الرمز الأسطوري للحكمة والقوة في الحضارة المصرية القديمة، حيث استعرض الدكتور محيي الدين تاريخ نحته ودوره الرمزي في حماية الهضبة.

 وتوجه الضيوف بعد ذلك إلى منطقة البانوراما التي تتيح إطلالة شاملة على الأهرامات الثلاثة، حيث جرى استعراض أبرز معالم المنطقة الأثرية وتاريخها العريق.

انبهار رئيس سنغافورة بعظمة الأهرامات

أبدى الرئيس السنغافوري انبهاره الشديد بعظمة الأهرامات وضخامتها، مؤكداً أن ما رآه يفوق التوقعات ويعكس عبقرية المصريين القدماء في التخطيط والبناء. وأشار إلى أن هذه المعجزة الهندسية تمثل مصدر إلهام للعالم بأسره، وتجعل من مصر وجهة لا مثيل لها في مجال السياحة الثقافية والأثرية.

التقاط الصور التذكارية

في ختام الجولة، حرص الرئيس السنغافوري وحرمه والوفد المرافق على التقاط الصور التذكارية أمام الأهرامات وتمثال أبو الهول، لتوثيق هذه الزيارة التاريخية. 

وأكدوا أن هذه التجربة ستبقى محفورة في ذاكرتهم، وأنهم سيحرصون على نقل انطباعاتهم الإيجابية إلى شعب سنغافورة، بما يسهم في تعزيز حركة السياحة الوافدة إلى مصر.

دلالات وأبعاد الزيارة

تعكس هذه الزيارة رفيعة المستوى المكانة العالمية التي تحتلها مصر بفضل المتحف المصري الكبير وأهرامات الجيزة، باعتبارهما من أبرز المقاصد السياحية والثقافية على مستوى العالم،  كما تعكس حرص الدولة المصرية على توظيف قوتها الناعمة من خلال الترويج للحضارة المصرية القديمة كجسر للتواصل بين الشعوب.

وتؤكد الزيارة كذلك على الاهتمام الدولي المتزايد بالمشروعات الثقافية والسياحية المصرية، بما يعزز من مكانة مصر كوجهة مفضلة للسياحة التاريخية، حيث من المتوقع أن تساهم هذه الزيارة في دفع العلاقات الثنائية بين مصر وسنغافورة، خاصة في مجالات التعاون الثقافي والسياحي.