رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

الالتزام الدراسي يساوي التفوق الرياضي طوال الموسم

الخميس 25/سبتمبر/2025 - 01:10 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة


يظن الكثير من أولياء الأمور والمتابعين أن فترة الأجازة الصيفية هي المرحلة الأكثر صعوبة في حياة الرياضيين الصغار والناشئين، لكونها تتطلب التزامًا بالتمارين والمعسكرات الطويلة بعيدًا عن الدراسة والالتزامات اليومية. 

لكن الحقيقة أن الأجازة غالبًا ما تكون هي الفترة التي يرتفع فيها مستوى اللاعب بشكل ملحوظ، بينما أصعب وأخطر فترة في حياة أي رياضي هي بلا شك فترة الدراسة، حيث يواجه اللاعب مزيجًا معقدًا من الضغوط والتحديات المتشابكة.

الأجازة.. راحة ذهنية وفرصة للتطور

خلال الأجازة، تكون الأمور أكثر مرونة بالنسبة للاعب:

  • التمرين مريح لغياب التزاحم بين الدراسة والرياضة.
  • التركيز أكبر على تطوير الجانب الفني والبدني.
  • الضغوط أقل لأن اللاعب لا يوازن بين المذاكرة والامتحانات وبين البطولات.

هذه الفترة تسمح للرياضي بتجربة أنظمة تدريبية مكثفة، وتحسين الأداء البدني، وصقل المهارات الفردية، وهو ما يفسر لماذا يظهر الكثير من اللاعبين بمستوى أفضل في البطولات الصيفية.

الدراسة.. اختبار حقيقي لمعدن الرياضي

لكن عند بدء العام الدراسي، تتغير المعادلة تمامًا.
فاللاعب لا يواجه فقط ضغط التمارين والمباريات، بل يُضاف إليها:

  • مذاكرة دروس يومية.
  • اختبارات مدرسية دورية.
  • التزامات أسرية واجتماعية.
  • تصفيات وبطولات رياضية رسمية.

وهنا يظهر ما يمكن تسميته بـ "الاختبار الحقيقي لمعدن الرياضي". فإدارة الوقت والقدرة على تحمل الضغوط النفسية والجسدية تصبح عوامل فاصلة تحدد مستقبل اللاعب.

معادلة التوازن بين التعليم والرياضة

الرياضي الناجح ليس هو من يتألق فقط خلال الأجازة حين تكون الأجواء مهيأة، بل هو من يستطيع أن يثبت نفسه وقت الزحمة والضغوط.
فالقدرة على التوازن بين الدراسة والرياضة هي العامل الأهم الذي يحدد من يصعد إلى القمة ومن يظل ثابتًا في مكانه.

كثير من المدربين يؤكدون أن اللاعبين الذين ينجحون في تنظيم وقتهم خلال فترة الدراسة هم أنفسهم الذين يحققون البطولات ويستمرون في مسيرتهم الرياضية، لأنهم يملكون الانضباط العقلي والقدرة على التحكم في أعصابهم حتى تحت أقسى الظروف.

دور الأسرة والمدرسة

نجاح الرياضي في هذه المرحلة لا يعتمد عليه وحده فقط، بل يحتاج إلى دعم أساسي من:

  • الأسرة: من خلال توفير بيئة مشجعة، وتفهم لمتطلبات التمرين، وتقديم الدعم النفسي.
  • المدرسة: عبر المرونة في مواعيد الامتحانات أحيانًا، أو توفير برامج خاصة للطلاب الرياضيين المتميزين.
  • المدرب: الذي يراعي ضغط الدراسة ويوازن بين شدة التمارين ومتطلبات البطولات.

فبدون هذا التكامل بين المدرسة والأسرة والنادي، يتعرض اللاعب لضغوط مضاعفة قد تؤثر سلبًا على مسيرته الأكاديمية والرياضية.

أمثلة من الواقع

في كرة القدم والألعاب الفردية مثل السباحة والتنس والجمباز، هناك مئات الحالات التي تؤكد أن اللاعب الذي يجيد التوازن بين المذاكرة والتمرين هو من يحقق النجاح.
بينما آخرون يضيع مستقبلهم الرياضي بسبب عدم القدرة على التوفيق بين الجانبين، أو بسبب الاستسلام للضغوط.

الدروس المستفادة للرياضيين الناشئين

  1. التخطيط المسبق: وضع جدول يومي يشمل المذاكرة والتمارين والراحة.
  2. إدارة الوقت: تخصيص وقت كافٍ لكل جانب دون إهمال أي منهما.
  3. الالتزام والانضباط: عدم السماح للتعب أو الضغوط أن تكون ذريعة للتقصير.
  4. طلب المساعدة: من المعلمين أو الأسرة عند الحاجة إلى دعم إضافي.

فالنجاح الرياضي لا ينفصل عن النجاح الأكاديمي، بل هما جناحان للطائر الذي يريد التحليق نحو القمة.

هذا وإن أخطر مرحلة في حياة الرياضي ليست الأجازة، بل فترة الدراسة، لأنها تمثل التحدي الحقيقي الذي يكشف شخصية الرياضي وقدرته على التوازن بين الجهد البدني والعقلي.
الرياضي الذي يلتزم خلال هذه المرحلة هو من يضمن التفوق طوال الموسم، ويضع قدمه على الطريق الصحيح نحو الاحتراف والبطولات.

فالالتزام وقت الدراسة ليس مجرد واجب، بل هو السر الحقيقي لصناعة الأبطال.


الكلمات المفتاحية

                                           
ads
ads
ads