رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

بوينج تبدأ تطوير جيل جديد من الطائرات ليحل محل 737 ماكس في سباق عالمي مع إيرباص

الثلاثاء 30/سبتمبر/2025 - 10:47 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

في خطوة استراتيجية كبرى تسعى شركة بوينغ الأمريكية لاستعادة مكانتها في سوق الطيران المدني العالمي، كشفت تقارير صحفية، أبرزها من صحيفة وول ستريت جورنال، عن أن الشركة بدأت بالفعل خطوات أولية لتطوير جيل جديد من الطائرات التجارية ليحل محل الطراز الأشهر في تاريخها، بوينغ 737 ماكس

ويأتي هذا التوجه في ظل التحديات الكبيرة التي واجهتها الشركة خلال السنوات الأخيرة على خلفية مشكلات السلامة والجودة، فضلاً عن المنافسة القوية من العملاق الأوروبي إيرباص.

737 ماكس.. من النجاح التجاري إلى أزمة عالمية

دخلت بوينغ 737 ماكس الخدمة لأول مرة في عام 2017، واعتُبرت حينها امتداداً لسلسلة طائرات 737 التي بدأت رحلتها منذ أكثر من 60 عاماً لتصبح الأكثر مبيعاً في العالم. لكن سرعان ما تحولت الطائرة من قصة نجاح إلى أحد أكبر التحديات في تاريخ بوينغ، بعد حادثين مأساويين وقعا في إندونيسيا وإثيوبيا خلال عامي 2018 و2019 وأسفرا عن وفاة 346 شخصاً.

هذه الحوادث دفعت سلطات الطيران المدني حول العالم إلى منع الطائرة من التحليق في مارس 2019، وهو حظر استمر نحو 20 شهراً. ومع نهاية عام 2020، وفي خضم جائحة "كوفيد-19"، رُفع الحظر بعد إدخال تحديثات تقنية على أنظمة الطائرة، لكن سمعة الشركة تعرضت لهزة قوية وأثرت على حصتها السوقية.

بوينغ تبحث عن بداية جديدة

بحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الرئيس التنفيذي الجديد لشركة بوينغ، كيلي أورتبيرج، بدأ بالفعل في اتخاذ خطوات عملية لتطوير طائرة بديلة. فقد التقى بمسؤولين من شركة رولز رويس البريطانية لمناقشة إمكانية تزويد الطراز الجديد بمحرك حديث أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وأعلى في مستويات السلامة.

ويُتوقع أن يكون المشروع في مراحله الأولية، ما يعني أن الطائرة الجديدة لن ترى النور قبل عدة سنوات، لكن مجرد الإعلان عن نية التطوير يمثل نقطة تحول استراتيجية لبوينغ التي تسعى لإعادة بناء الثقة مع شركات الطيران والركاب على حد سواء.

المنافسة مع إيرباص.. سباق متجدد

في الوقت الذي تحاول فيه بوينغ التعافي من أزماتها، تواصل منافستها الأوروبية إيرباص تعزيز هيمنتها على سوق الطائرات متوسطة المدى من خلال طراز A320neo، الذي يحظى بشعبية كبيرة بين شركات الطيران حول العالم بفضل كفاءته التشغيلية وتقدمه التكنولوجي.

تشير التقديرات إلى أن إيرباص تمكنت من التفوق على بوينغ في مبيعات الطائرات للعام السادس على التوالي، وهو ما يضع المزيد من الضغط على الشركة الأمريكية لتقديم طراز جديد قادر على المنافسة.

إرث 737.. ستة عقود من الريادة

منذ أول رحلة لطائرة بوينغ 737 عام 1967، أصبح هذا الطراز رمزاً للنجاح في عالم الطيران. فقد باعت الشركة أكثر من 11 ألف طائرة من هذا النوع، لتصبح الطائرة التجارية الأكثر مبيعاً على الإطلاق.
ويُنظر إلى تطوير طائرة بديلة الآن باعتباره قراراً تاريخياً، إذ سيكون بمثابة إنهاء لعصر طويل من الاعتماد على هذا الطراز، وفتح صفحة جديدة في مسيرة بوينغ.

تحديات أمام الطائرة الجديدة

رغم الطموحات الكبيرة، إلا أن أمام بوينغ عدة تحديات، أبرزها:

  • استعادة ثقة شركات الطيران والركاب بعد أزمات "737 ماكس".
  • ضمان مستويات أعلى من السلامة لتفادي تكرار الكوارث السابقة.
  • التفوق التكنولوجي والاقتصادي على إيرباص التي تتقدم في السوق حالياً.
  • التمويل والاستثمار، خاصة في ظل الأعباء المالية الضخمة التي واجهتها الشركة خلال السنوات الأخيرة.

مستقبل الطيران التجاري مع بوينغ

يرى محللون أن بوينغ أمام فرصة ذهبية لإعادة رسم مستقبلها من خلال هذا المشروع، حيث يتوقع أن تركز الطائرة الجديدة على:

  • تقليل استهلاك الوقود بما يصل إلى 20%.
  • تقليل الانبعاثات الكربونية تماشياً مع أهداف الاستدامة العالمية.
  • تعزيز أنظمة الأمان عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي والرقمنة.
  • تحسين تجربة الركاب عبر مقصورات أوسع وأكثر راحة.

مع دخول مشروع تطوير الجيل الجديد من الطائرات حيز التنفيذ، تبدو بوينغ عازمة على طي صفحة الماضي وفتح أخرى جديدة عنوانها الابتكار والأمان، وإذا نجحت الشركة في تحقيق أهدافها، فقد نشهد خلال العقد المقبل طائرة جديدة تعيد للشركة هيبتها التاريخية، وتعيد رسم موازين القوى في سوق الطيران العالمي بين بوينغ وإيرباص.

ويبقى السؤال الأهم: هل تستطيع بوينغ تجاوز إخفاقات الماضي وبناء طائرة قادرة على استعادة ثقة العالم؟ الإجابة ستكشفها السنوات القادمة.


                                           
ads
ads
ads