تُولي تركيا أهمية قصوى لحماية مؤسسة الأسرة، وتعمل على تعزيزها اجتماعيًا واقتصاديًا وتعليميًا، خاصةً أن عدد سكانها يتجاوز 85 مليون نسمة، وتتميز بتركيبتها الشابة والمتنوعة. وبهدف إبطاء النمو السكاني وتعزيز الزواج المستدام، تبنت تركيا مؤخرًا سياسات تشجع على إنجاب ثلاثة أطفال على الأقل.
وفي هذا الإطار، تُنفذ تركيا العديد من برامج الدعم الاجتماعي والمالي والإداري، مثل دعم الأمهات العاملات وتوفير الإسكان الاجتماعي، في سياسة تتفق مع الرؤى المصرية في هذا المجال. وتتخذ تركيا موقفًا واضحًا ضد التهديدات التي تواجه مؤسسة الأسرة في الدول الغربية، وتنظر إليها كوحدة متكاملة تتكون من رجال ونساء.
بمناسبة "عام الأسرة 2025"، نظمت السفارة التركية في القاهرة فعالية لتقديم الدعم الاجتماعي والمالي للأسر الفلسطينية التي تواجه صعوبات اقتصادية ونفسية بسبب ظروف الحرب.
وحضر الفعالية السفير التركي صالح موطلو شن، الذي أكد أن تنظيم هذا الحدث جاء بإرادة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ودعم من وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية ماهينور أوزدمير.
وأوضح السفير شن أن الهدف الأساسي هو تقديم الدعم المادي والمعنوي للأسر الفلسطينية التي فقدت أحباءها وتشتت شملها نتيجة العدوان على غزة.
وأشار إلى أن تركيا ومصر تعملان بشكل وثيق لدعم هذه العائلات، مؤكدًا استمرار هذا التعاون.
وشهدت الفعالية تقديم دعم مالي وغذائي للأسر الفلسطينية المقيمة في مصر.
وفي كلمته، أعرب السفير شن عن أمله في أن تعود هذه العائلات إلى وطنها يومًا ما فور التوصل إلى وقف إطلاق النار وبدء جهود إعادة الإعمار، مشددًا على أن هذه العملية ستكون صعبة، وأن هذه العائلات تستحق الدعم من العالم العربي والإسلامي.
من جانبه، عبر السفير الفلسطيني دياب اللوح عن امتنانه لتركيا ومصر، مؤكدًا أن البلدين في طليعة الدول التي تقدم المساعدات لغزة.
تضمنت الفعالية فقرات فنية وتلاوة للقرآن الكريم، حيث شارك المطرب المصري مصطفى قمر بتقديم بعض الأغاني تطوعًا، كما تلا القارئ طارق عبد الباسط عبد الصمد، نجل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، آيات من القرآن الكريم.
إلى جانب هذه الفعالية، تواصل تركيا، بالتعاون مع مصر، تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لأهالي غزة من خلال مؤسسات مثل الهلال الأحمر.
كما تُقدم وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية الدعم النفسي والاجتماعي للفلسطينيين الذين سافروا إلى تركيا لتلقي العلاج.
وأعربت الأسر الفلسطينية عن امتنانها العميق لتركيا وقيادتها على تعاطفهم ودعمهم المستمر.
