رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

طيار يونايتد إيرلاينز يطلب 30 بيتزا لركاب طائرته بعد هبوط اضطراري.. موقف إنساني يُلهب مواقع التواصل

الخميس 09/أكتوبر/2025 - 09:58 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة


في مشهد إنساني نادر يجسد أسمى معاني الرحمة والمهنية، تحوّل هبوط اضطراري لطائرة تابعة لشركة "يونايتد إيرلاينز" (United Airlines) إلى قصة ملهمة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعدما أقدم قائد الطائرة على طلب 30 بيتزا كبيرة لجميع الركاب الذين كانوا عالقين في المطار بسبب التأخير المفاجئ.

القصة بدأت حين أقلعت الرحلة رقم (UA 2830) من مدينة سان فرانسيسكو (San Francisco) متجهة إلى هيوستن (Houston)، وعلى متنها نحو 150 راكبًا، إلا أن قائد الطائرة اضطر إلى الهبوط اضطراريًا في مطار ألبوكيركي (Albuquerque) بولاية نيو مكسيكو بعد تعرض أحد الركاب لحالة طبية طارئة أثناء الطيران.

 لحظة طارئة تتحول إلى موقف بطولي

بعد الهبوط الآمن في ألبوكيركي، تم نقل الراكب المريض لتلقي العلاج، لكن المفاجأة كانت في تأخر استئناف الرحلة لساعات طويلة، بسبب إجراءات الصيانة والفحص الفني المعتاد للطائرة.
وبينما كان الركاب ينتظرون في المطار وقد بدأ الجوع والتعب يسيطر عليهم، أغلقت معظم المطاعم والمقاهي أبوابها بسبب الوقت المتأخر من الليل، لتزداد حالة التوتر والاستياء داخل صالة الانتظار.

حاولت شركة الطيران التخفيف عن الركاب بتوزيع قسائم طعام بقيمة 15 دولارًا، لكن مع إغلاق معظم الأماكن لم تكن تلك القسائم ذات جدوى. هنا قرر قائد الرحلة أن يتصرف خارج المألوف ويعيد البسمة إلى وجوه الركاب.

 30 بيتزا تغيّر الأجواء

أمسك الطيار هاتفه الشخصي واتصل بمطعم محلي قريب من المطار، وطلب 30 بيتزا كبيرة متنوعة لتوزيعها على جميع الركاب وطاقم الطائرة.
وفي مشهد مؤثر، شوهد الطيار بنفسه ينقل صناديق البيتزا بمساعدة بعض الركاب إلى داخل صالة المطار، وسط تصفيق حار وضحكات ممتنة من المسافرين الذين لم يصدقوا ما يرونه.

تقول إحدى الراكبات في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقًا):

“لم أكن أصدق أن الطيار بنفسه يتصل بالمطعم ويدفع الفاتورة ليطعمنا جميعًا. لقد أنقذ الليلة من الانهيار الكامل. شكراً له من القلب.”

تحوّلت القصة سريعًا إلى ترند عالمي بعد أن انتشرت صور الطيار والركاب وهم يتناولون البيتزا على الأرض داخل المطار، وسط أجواء من الفرح والتصفيق.

قيادة إنسانية قبل أن تكون مهنية

بقي القائد في صالة الانتظار حتى تأكد بنفسه أن كل راكب قد تناول طعامه، ثم مرّ على الجميع ليشكرهم على صبرهم وتفهمهم قبل أن يصعد إلى مقعد القيادة مجددًا لاستكمال الرحلة نحو الساعة الحادية عشرة مساءً.

وفي بيان رسمي، أشادت شركة "يونايتد إيرلاينز" بموقف الطيار البطولي، وقالت:

“نفخر بطيارينا الذين يتجاوزون التوقعات، ويجعلون تجربة السفر أكثر إنسانية ودفئًا. هذه القصة تذكير بأننا في United نضع الإنسان أولاً.”

البيان لاقى تفاعلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أن تصرف القبطان يعكس روح القيادة الحقيقية والرحمة الإنسانية، في وقتٍ تزداد فيه شكاوى المسافرين من تجارب السفر المتوترة.

دروس من قلب الموقف

رأى محللون في مجال الطيران أن مثل هذه المواقف تعزز من صورة شركات الطيران أمام عملائها، وتُعيد الثقة بين المسافر والناقل الجوي.
كما اعتبر آخرون أن ما فعله القبطان يعبّر عن القيادة القيمية التي لا تقتصر على إدارة الطائرة فقط، بل تمتد إلى إدارة المشاعر والإنسانية داخل الرحلة.

وتعليقًا على القصة، كتب أحد الطيارين المتقاعدين على “لينكدإن”:

“القيادة ليست فقط عن الأزرار والسرعة والمسار الجوي، بل عن كيفية التعامل مع البشر في لحظات الشدة.”

 من أزمة إلى ذكرى لا تُنسى

لم تكن هذه الحادثة مجرد “تأخير في الرحلة”، بل تحولت إلى قصة تروى عن الطيار الذي أطفأ غضب الركاب ببيتزا ومشاعر صادقة.
ولم يكن الركاب وحدهم من تأثروا بالموقف، بل آلاف المتابعين الذين تناقلوا الصور والفيديوهات، مشيدين بروح التعاطف والمبادرة التي أظهرها القائد.

قصة الطيار الأمريكي مع الركاب أصبحت مثالًا يُحتذى به في عالم الطيران، ورسالة إنسانية مفادها أن الاحترام واللطف لا يحتاجان إلى بروتوكولات، بل إلى قلبٍ نبيل وقرارٍ بسيط.


                                           
ads
ads
ads