خبير الطيران والسياحة يسري عبد الوهاب: مصر لم تتأثر بالحرب.. والمطارات شهدت زيادة في الرحلات الدولية

في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة، أكد الخبير في قطاعي السياحة والطيران المدني، يسري عبد الوهاب، والرئيس التنفيذي الأسبق لشركة النيل للطيران، أن إيقاف حرب غزة سيمثل نقطة تحول كبيرة في دعم حركة الطيران والسياحة الوافدة إلى المقاصد المصرية خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن مصر ظلت على مدار الأشهر الماضية نقطة جذب آمنة ومستقرة وسط منطقة تموج بالأزمات، وهو ما عزز مكانتها كوجهة رئيسية للسياحة والاستثمار والطيران في الشرق الأوسط.
مصر لم تتأثر بالحرب.. والمطارات المصرية تشهد زيادة في الرحلات الدولية
قال عبد الوهاب إن الحرب في غزة لم تُحدث تأثيرًا مباشرًا على الحركة الجوية في مصر، موضحًا أن المطارات المصرية شهدت زيادة ملحوظة في أعداد الرحلات الجوية والسياحية الدولية القادمة من أوروبا وآسيا والشرق الأوسط خلال الأشهر الماضية، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة التي تتمتع بها مصر كوجهة مستقرة وآمنة.
وأشار إلى أن الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي الذي تشهده الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة كان له أثر مباشر في حماية قطاعي السياحة والطيران المدني من أي اضطرابات خارجية، لافتًا إلى أن القيادة السياسية في مصر لعبت دورًا محوريًا في وقف الحرب عبر تحركات دبلوماسية مكثفة ومبادرات إنسانية تهدف إلى تحقيق السلام في المنطقة.
الاستقرار السياسي يعزز مكانة مصر كمحور للحركة الجوية والتجارية
وأضاف يسري عبد الوهاب، أن مصر أصبحت قبلة الحركة التجارية والاستثمارية في المنطقة، نتيجة للاستقرار الكبير الذي تشهده الدولة المصرية في عهد القيادة السياسية الحالية، موضحًا أن العديد من الشركات العالمية زادت من استثماراتها في السوق المصري، خاصة في مجالات الطيران، والسياحة، والنقل اللوجستي.
وأشار إلى أن مصر تمتلك موقعًا جغرافيًا فريدًا يجعلها مركزًا محوريًا لحركة الطيران بين القارات الثلاث آسيا، إفريقيا، وأوروبا ، مؤكدًا أن هذا الموقع يمنحها ميزة استراتيجية كبيرة في جذب الاستثمارات والشركات العالمية التي تبحث عن ممرات آمنة ومراكز تشغيل مستقرة في الشرق الأوسط.
زيادة ملحوظة في الاستثمارات القادمة من شرق آسيا
كشف عبد الوهاب أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في الاستثمارات القادمة من دول شرق آسيا، خاصة من الصين، وكوريا الجنوبية، واليابان، مشيرًا إلى أن هذه الاستثمارات تتنوع بين مجالات السياحة، والبنية التحتية، والخدمات الجوية.
وأضاف أن شركات الطيران الآسيوية بدأت في تعزيز رحلاتها إلى المقاصد المصرية، سواء إلى مطار القاهرة الدولي أو المطارات السياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ والعلمين، وهو ما يعكس تنامي الثقة الدولية في السوق المصري، وقدرته على استيعاب المزيد من الرحلات والمسافرين.
السياحة الدينية والطبية والرياضية تدعم الحركة الجوية إلى مصر
وأوضح عبد الوهاب أن تنوع المنتج السياحي المصري بين السياحة العلاجية، والدينية، والرياضية، والمهرجانات، والفنون، والمؤتمرات ساهم بشكل كبير في زيادة الحركة الجوية الوافدة إلى مصر خلال الفترة الأخيرة.
وأشار إلى أن السياحة الدينية تمثل أحد المحاور الرئيسية التي تراهن عليها الدولة المصرية في جذب مزيد من الزوار من مختلف دول العالم، خاصة مع مشروع تطوير “مسار العائلة المقدسة” الذي يُعد من أهم المسارات التاريخية والدينية في العالم، موضحًا أن عمليات التطوير الجارية في جميع النقاط الواقعة على المسار — من سيناء إلى القاهرة والصعيد — ستُحدث طفرة كبيرة في هذا النوع من السياحة خلال الأعوام المقبلة.
وأكد أن السياحة العلاجية في مصر تشهد أيضًا نموًا متسارعًا، خاصة في مناطق مثل سيوة، وسانت كاترين، وعين السخنة، والغردقة، التي تتميز بمقومات طبيعية وعلاجية نادرة. كما أشار إلى أن السياحة الرياضية وسياحة المؤتمرات والفنون والمهرجانات أصبحت تشكل عنصر جذب جديد يدعم الرحلات الجوية الدولية إلى المطارات المصرية.
شركات الطيران الخاصة المصرية.. شريك أساسي في تعزيز الحركة الجوية
وأشار الخبير في الطيران المدني إلى أن شركات الطيران الخاصة المصرية لعبت دورًا محوريًا في تعزيز الحركة الجوية الركابية والسياحية الوافدة إلى مصر، حيث تمكنت خلال السنوات الماضية من فتح وجهات جديدة والوصول إلى مطارات إقليمية عديدة في أوروبا والعالم العربي، ما ساعد على زيادة التدفقات السياحية وتوسيع قاعدة المسافرين.
وأوضح أن دخول شركات مثل النيل للطيران، والعربية مصر، وإير كايرو، والنسمة للطيران، وغيرها من الشركات الخاصة ساهم في دعم استراتيجية الدولة لتوسيع شبكة الخطوط الجوية المصرية وربط المقاصد السياحية بالمطارات الإقليمية والدولية.
وأشار عبد الوهاب إلى أن سوق النقل الجوي المصري ما زال بحاجة إلى دخول مزيد من شركات الطيران الخاصة المصرية الجديدة، مؤكدًا أن ذلك سيسهم في تحقيق التوازن في السوق، وتعزيز المنافسة، ورفع جودة الخدمات المقدمة للمسافرين، خاصة في ظل الزيادة المستمرة في الطلب على السفر من وإلى مصر.
ضرورة دخول شركات طيران جديدة لدعم استراتيجية 2030
وأكد يسري عبد الوهاب أن رؤية مصر 2030 تستهدف الوصول إلى 30 مليون راكب سنويًا، وهو ما يتطلب توسعًا كبيرًا في أسطول النقل الجوي المصري وزيادة عدد الشركات العاملة في السوق، سواء من القطاع العام أو الخاص.
وأضاف أن دخول شركات جديدة سيُسهم في زيادة الطاقة الاستيعابية للرحلات الجوية، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب في قطاعات الطيران والخدمات الأرضية والصيانة والتموين، إلى جانب رفع معدلات التنافسية وتحسين جودة الخدمات الجوية.
وأشار إلى أن وزارة الطيران المدني بقيادة الوزير الطيار الدكتور سامح الحفني، ونائبه اللواء طيار أ.ح منتصر مناع، تسعيان إلى تطوير منظومة النقل الجوي المصري وفتح الباب أمام الشركات الخاصة للاستثمار في هذا القطاع الحيوي، مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة والجودة العالمية.
مصر مركز إقليمي للطيران والسياحة والخدمات اللوجستية
وشدد عبد الوهاب على أن مصر تسير بخطى واثقة نحو التحول إلى مركز إقليمي للطيران والسياحة والخدمات اللوجستية في إفريقيا والشرق الأوسط، بفضل تحديث المطارات، وتوسيع شبكة الطيران، وزيادة عدد الرحلات المباشرة بين مصر والعواصم العالمية.
وأوضح أن التكامل بين شركات الطيران الوطنية والخاصة أصبح ضرورة استراتيجية لتحقيق هذا الهدف، مؤكدًا أن القطاع الخاص يمتلك المرونة والقدرة على فتح أسواق جديدة، في حين توفر الدولة البيئة التشريعية والتنظيمية الداعمة.
توقعات بطفرة سياحية بعد استقرار الأوضاع الإقليمية
وتوقع عبد الوهاب أن يشهد القطاع السياحي المصري طفرة كبيرة بعد وقف الحرب في غزة، موضحًا أن عودة الاستقرار الإقليمي ستشجع شركات السياحة والطيران العالمية على توسيع برامجها تجاه المقاصد المصرية.
وأكد أن الوجهات السياحية مثل الغردقة، وشرم الشيخ، ومرسى علم، والأقصر، وأسوان، والعلمين الجديدة ستشهد زيادة كبيرة في معدلات الإشغال الفندقي وحركة الطيران المباشر من الأسواق الأوروبية والعربية والآسيوية.
اختتم يسري عبد الوهاب تصريحاته بالتأكيد على أن مصر اليوم تمتلك كل المقومات لتكون من أكبر المراكز الجوية والسياحية في المنطقة، مشيرًا إلى أن الدعم الحكومي المستمر، والاستقرار السياسي، والتنمية المتسارعة في البنية التحتية للمطارات، جميعها عوامل تجعل من سماء مصر وجهة آمنة وجاذبة للطيران الدولي والسياحة العالمية.