سامح سالم: سيناء قبلة السياحة العالمية.. ومؤتمر السلام في شرم الشيخ يؤكد ريادة مصر للأمن والاستقرار

توقع الخبير السياحي سامح سالم زيادة كبيرة في أعداد الرحلات الجوية الدولية والسياح الوافدين إلى المقاصد المصرية خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن قطاع السياحة في مصر ما زال يحافظ على استقراره وتدفقه القوي رغم التحديات الجيوسياسية الراهنة، سواء الحرب الروسية الأوكرانية أو أحداث غزة، مشيرًا إلى أن القيادة السياسية المصرية نجحت في تثبيت صورة مصر كبلد الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
وقال سالم في تصريحات خاصة، إن مؤشرات الأداء الحالية تعكس حالة من المرونة الكبيرة في القطاع السياحي المصري، حيث لم تتأثر الحركة الوافدة رغم الأزمات العالمية، بل شهدت بعض المقاصد السياحية مثل شرم الشيخ، الغردقة، مرسى علم، والأقصر وأسوان زيادة تدريجية في نسب الإشغال وعودة قوية للرحلات من الأسواق الأوروبية.
مصر تواصل جذب أنظار العالم رغم التحديات
وأضاف الخبير السياحي، أن مصر نجحت في تقديم نفسها كنموذج ناجح للدولة الآمنة القادرة على استضافة كبرى الفعاليات الدولية، وهو ما ظهر جليًا في استضافة مؤتمر السلام بمدينة شرم الشيخ الذي حمل رسالة واضحة إلى العالم بأن مصر بلد الأمن والأمان والاستقرار.
وأشار إلى أن هذه الخطوة أعادت إلى الأذهان الدور الريادي لمصر في دعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الجهود السياسية التي قادتها القيادة المصرية في وقف حرب غزة ساهمت في تعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية، وطمأنت الأسواق السياحية العالمية تجاه المقصد المصري.
وأوضح سالم أن قطاع السياحة المصري لطالما كان من أكثر القطاعات قدرة على التعافي السريع بعد الأزمات، بفضل تنوع المنتج السياحي المصري ووجود بنية تحتية فندقية متطورة وشبكة مطارات حديثة تمتد إلى جميع المقاصد السياحية.
زيادة متوقعة في الرحلات الجوية الدولية
وأكد سامح سالم أن هناك توقعات بزيادة عدد الرحلات الجوية الدولية المباشرة إلى مصر خلال الأشهر القادمة، مع بداية موسم الشتاء السياحي الذي يُعد من أهم المواسم لجذب السائحين من أوروبا وروسيا ودول الخليج العربي.
وأوضح أن شركات الطيران العالمية بدأت بالفعل في توسيع رحلاتها إلى المدن السياحية المصرية نظرًا للطلب المتزايد، مشيرًا إلى أن هذا الاتجاه يأتي نتيجة ثقة المسافرين في المقصد المصري كمكان آمن ومتنوع يجمع بين السياحة الشاطئية والثقافية والترفيهية.
ولفت إلى أن المطارات المصرية شهدت مؤخرًا تطورًا كبيرًا في الخدمات والبنية التحتية، بما يتماشى مع المعايير الدولية، مما يسهم في تعزيز تجربة المسافر ويزيد من القدرة الاستيعابية لاستقبال المزيد من الرحلات.
مصر تعود بقوة إلى خريطة السياحة العالمية
وأشار الخبير السياحي إلى أن عودة مصر إلى صدارة المشهد السياحي العالمي باتت واضحة من خلال ارتفاع معدلات الحجوزات من الأسواق الأوروبية والآسيوية، وخاصة من ألمانيا، إيطاليا، بولندا، التشيك، إنجلترا، وروسيا، إلى جانب انتعاش السوق العربي والخليجي بشكل لافت.
وأكد أن سيناء باتت قبلة السياحة العالمية، حيث تمثل منطقة جذب رئيسية للسائحين لما تتمتع به من مقومات طبيعية فريدة وشواطئ ساحرة وبنية فندقية متطورة، إلى جانب كونها من أكثر المناطق أمنًا على مستوى الشرق الأوسط.
وأضاف سالم أن مدينة شرم الشيخ تحديدًا أصبحت من أهم مراكز السياحة المستدامة في المنطقة، خاصة بعد النجاحات المتتالية التي حققتها في استضافة الفعاليات الدولية مثل مؤتمر المناخ COP27 ومؤتمر السلام الأخير، مشيرًا إلى أن هذه الفعاليات تضع مصر في بؤرة الاهتمام العالمي.
موسم شتاء مبشّر ومقاصد سياحية واعدة
أعرب سامح سالم عن تفاؤله الكبير بموسم الشتاء الحالي، مؤكدًا أن مصر تمتلك جميع المقومات لجذب السياح من مختلف دول العالم، سواء الباحثين عن الدفء في شتاء أوروبا أو عشاق الغوص في البحر الأحمر أو المهتمين بالآثار والحضارة في صعيد مصر.
وأوضح أن استقرار سعر الصرف وتنوع البرامج السياحية بين الشواطئ والرحلات النيلية والسياحة العلاجية والدينية يجعل من مصر وجهة مثالية للسائحين خلال موسم الشتاء.
وأضاف أن الأسواق الأوروبية تنتظر بشغف عودة الرحلات الروسية المنتظمة إلى مصر، وأن وقف الحرب الروسية الأوكرانية سيؤدي إلى قفزة غير مسبوقة في أعداد السياح الوافدين من القارة الأوروبية، متوقعًا أن تشهد مصر “زيارة هائلة” من الأسواق العالمية خلال العام المقبل إذا استقرت الأوضاع الدولية.
أكد الخبير السياحي سامح سالم أن استمرار الاستقرار السياسي والأمني في مصر، ونجاح القيادة في استعادة مكانتها الإقليمية والدولية، يعززان الثقة العالمية في المقصد السياحي المصري، مشيرًا إلى أن القطاع يستعد لمرحلة جديدة من النمو والانتعاش السياحي خلال عام 2026.
وقال إن مصر تمتلك اليوم فرصة ذهبية لتصبح ضمن أكبر 10 وجهات سياحية على مستوى العالم، بفضل ما تتمتع به من تنوع فريد في المنتج السياحي، وموقع استراتيجي يجمع بين الشرق والغرب، وتاريخ حضاري لا مثيل له.
واختتم سالم تصريحاته قائلاً:
“مصر كانت وستظل قلب السياحة في الشرق الأوسط، وسيناء هي وجهة العالم الأولى في الجمال والسلام والاستقرار.”