مطار الغردقة الدولي يستقبل 18 ألف سائح على متن 101 رحلة دولية.. البحر الأحمر يواصل الانتعاش السياحي
يشهد مطار الغردقة الدولي اليوم، الثلاثاء، حركة سياحية نشطة واستثنائية، حيث يستقبل أكثر من 18 ألف سائح أجنبي من مختلف دول العالم على متن 101 رحلة دولية، في مشهد يعكس الحيوية التي تشهدها السياحة المصرية خلال موسم الشتاء لعام 2025، خصوصًا في مدن البحر الأحمر.
وتأتي هذه الأرقام ضمن المعدلات المرتفعة التي يحققها المطار يوميًا، مما يعزز مكانته كأحد أكثر المطارات المصرية نشاطًا واستقبالًا للسياح في الفترة الأخيرة، بفضل تنوع الرحلات الوافدة وتزايد الثقة العالمية في المقاصد السياحية المصرية.
ألمانيا وبولندا وإنجلترا والتشيك تتصدر قائمة الدول المصدّرة للسياح
ووفقًا لتقارير شركات الطيران والرحلات السياحية، فقد تصدرت ألمانيا وبولندا وإنجلترا والتشيك قائمة الدول الأكثر إرسالًا للسياح إلى الغردقة اليوم، حيث تمثل هذه الأسواق الأوروبية العمود الفقري للسياحة الوافدة إلى مصر خلال الموسم الشتوي.
وتُعد الرحلات القادمة من ألمانيا على وجه الخصوص الأكثر انتظامًا، بفضل الشراكات الممتدة بين شركات الطيران الألمانية والمصرية، إضافة إلى برامج السياحة المشتركة التي تجمع بين الغردقة ومرسى علم وسفاجا.
كما تشهد السوق البولندية تزايدًا كبيرًا في أعداد السائحين القادمين إلى البحر الأحمر، مدفوعةً ببرامج “العطلات الاقتصادية” التي تقدمها شركات السياحة هناك، فيما تستمر الرحلات القادمة من إنجلترا والتشيك في تسجيل معدلات إشغال مرتفعة، ما يعكس الطلب الأوروبي القوي على الوجهات السياحية المصرية.
الغردقة.. جوهرة البحر الأحمر ووجهة الشتاء المفضّلة عالميًا
تُعد مدينة الغردقة واحدة من أبرز الوجهات السياحية في مصر والعالم، لما تتمتع به من شواطئ خلابة، ومياه صافية، وشعاب مرجانية من بين الأجمل في العالم. وتجمع المدينة بين الأصالة المصرية والتطور الحديث في الخدمات الفندقية والترفيهية، ما يجعلها الوجهة الأولى للسياحة الأوروبية خلال فصلي الخريف والشتاء.
وتشهد المدينة حاليًا طفرة في البنية التحتية السياحية، بفضل جهود وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الطيران المدني ومحافظة البحر الأحمر، حيث تم تطوير المناطق السياحية الجنوبية وتوسيع الطاقة الاستيعابية للفنادق والمنتجعات، إلى جانب تحسين جودة الخدمات وتنوع الأنشطة البحرية والترفيهية.
مطار الغردقة.. نموذج للتنمية والتشغيل السياحي
يُعتبر مطار الغردقة الدولي من أكثر المطارات المصرية نشاطًا خلال الموسم الشتوي، إذ يستقبل يوميًا عشرات الرحلات المباشرة من العواصم والمدن الأوروبية، بفضل موقعه الجغرافي المتميز والبنية التحتية الحديثة التي يتمتع بها.
مشروعات جديدة لتعزيز التجربة السياحية
وفي سياق متصل، تعمل وزارة السياحة والآثار بالتنسيق مع محافظة البحر الأحمر على إطلاق مشروعات سياحية وترفيهية جديدة تهدف إلى رفع مستوى الخدمات المقدمة للسائحين، حيث تشمل هذه المشروعات تطوير الكورنيش الشمالي والجنوبي، وإنشاء ممشى سياحي جديد على طول الشاطئ، وإضافة مرافق ترفيهية متكاملة في الميناء السياحي ومنطقة المارينا.
كما تم خلال العام الجاري افتتاح عدد من الفنادق والمنتجعات الجديدة من فئة الخمس نجوم، إلى جانب توسعة الطاقة الفندقية في مناطق الجونة وسهل حشيش ومكادي باي، لتلبية الطلب المتزايد على الإقامة الفاخرة في البحر الأحمر.
السياحة المستدامة في الغردقة.. نموذج مصري يحتذى به
تولي الحكومة المصرية اهتمامًا خاصًا بمفهوم السياحة المستدامة، من خلال تشجيع المنتجعات على تطبيق معايير الحفاظ على البيئة وتقليل البصمة الكربونية، حيث حصل عدد من الفنادق في الغردقة مؤخرًا على شهادات دولية للبيئة الخضراء، تقديرًا لالتزامها باستخدام الطاقة النظيفة وإعادة تدوير المخلفات.
كما تشارك الغردقة ضمن مشروع "السياحة الخضراء في البحر الأحمر" الذي أطلقته وزارة البيئة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، ما يعزز من سمعة المدينة عالميًا كوجهة آمنة وصديقة للبيئة.
إشادة عالمية بجمال الشواطئ المصرية وجودة الخدمات
وحظيت مدينة الغردقة خلال العام الجاري بتغطية إعلامية واسعة في كبرى الصحف والمجلات السياحية الأوروبية، مثل Travel Weekly وThe Telegraph وCondé Nast Traveler، التي أشادت بجمال الشواطئ المصرية، ومستوى الخدمة في الفنادق، والأسعار التنافسية التي تقدمها مقارنة بالوجهات العالمية الأخرى.
وأكدت التقارير أن الغردقة تنافس بقوة وجهات مثل جزر الكناري ومالديف وتايلاند، بفضل توافر كل مقومات السياحة الحديثة من فنادق فاخرة وأنشطة بحرية متنوعة وثقافة ضيافة متميزة.
هذا وإن الأرقام القياسية التي يحققها مطار الغردقة الدولي اليوم باستقباله أكثر من 18 ألف سائح من 101 رحلة دولية تمثل رسالة واضحة بأن السياحة المصرية تواصل انتعاشها بقوة، كما أن مدينة الغردقة لا تكتفي بجذب الزوار، بل تمنحهم تجربة متكاملة من الرفاهية والجمال والأمان، تجعلها بحق عروس البحر الأحمر ووجهة الشتاء الأولى في الشرق الأوسط والعالم.
