لوفتهانزا.. إمبراطورية الطيران الألمانية التي تربط العالم بالجودة والانضباط والابتكار

تعد شركة لوفتهانزا (Lufthansa Group) واحدة من أعرق وأقوى شركات الطيران في العالم، ورمزًا للجودة الألمانية والانضباط الدقيق في صناعة الطيران، فهي ليست مجرد ناقل وطني، بل إمبراطورية متكاملة للطيران والخدمات الجوية تمتد جذورها إلى قرن من الزمن وتُحلق اليوم نحو مستقبل أكثر استدامة وابتكارًا.

النشأة والتاريخ العريق

تأسست لوفتهانزا لأول مرة عام 1926 تحت اسم Deutsche Luft Hansa AG، قبل أن تُعاد ولادتها رسميًا في عام 1953 بعد الحرب العالمية الثانية. وفي 1955 أقلعت أولى رحلاتها التجارية، لتبدأ حقبة جديدة من الريادة الألمانية في عالم الطيران المدني.

ومع مرور العقود، توسعت الشركة لتصبح مجموعة ضخمة تضم أكثر من 10 شركات طيران منها:

• SWISS (الخطوط السويسرية) 
• Austrian Airlines 
• Brussels Airlines 🇧🇪
• Eurowings وDiscover Airlines 
• بالإضافة إلى Lufthansa Cargo المتخصصة في الشحن الجوي 

هذه الشبكة العملاقة جعلت من المجموعة الناقل الأوروبي الأكبر من حيث الإيرادات وعدد الرحلات الدولية.

 أسطول جوي ضخم ومتطور

يمتلك أسطول لوفتهانزا أكثر من 710 طائرة حديثة من طرازي إيرباص وبوينغ، لتصبح واحدة من أكبر المجموعات الجوية في العالم.
ومن أبرز طرازاتها:

• Airbus A320neo وA321neo للرحلات القصيرة والمتوسطة 
• Airbus A330 وA350 للرحلات الطويلة 
• Boeing 747-8 ملكة السماء 

أما في مجال الشحن، فتُشغّل Lufthansa Cargo أسطولًا من طائرات Boeing 777F لنقل البضائع إلى أكثر من 350 وجهة في 100 دولة حول العالم، مما يجعلها من أبرز الشركات العالمية في النقل الجوي للبضائع.

شبكة الوجهات وعدد المسافرين

تُسيّر مجموعة لوفتهانزا رحلاتها إلى أكثر من 220 وجهة دولية عبر مراكزها الرئيسية في فرانكفورت وميونيخ، إلى جانب قواعدها الإقليمية في زيوريخ (سويسرا)، فيينا (النمسا)، وبروكسل (بلجيكا).

في عام 2024، نقلت المجموعة أكثر من 131 مليون مسافر، لتُسجّل أحد أعلى معدلات النمو بعد التعافي من جائحة كورونا، وتُعزّز موقعها كأكبر ناقل في أوروبا من حيث عدد الركاب والإيرادات. 

أداء مالي قياسي في 2024

سجّلت Lufthansa Group إيرادات تجاوزت 37.6 مليار يورو خلال عام 2024، بفضل الانتعاش القوي في الطلب على السفر وازدهار قطاع الشحن.
وجاءت الأرباح التشغيلية من أقسام الركاب، الشحن، الصيانة، والدعم الفني، فيما لعبت Lufthansa Technik دورًا محوريًا بتحقيق عائدات كبيرة من عقود الصيانة العالمية مع شركات طيران أخرى.

وتُعد خطوط أمريكا الشمالية والشرق الأوسط وآسيا من أكثر الوجهات ربحية للمجموعة، بفضل الإقبال القوي من المسافرين والسياح ورجال الأعمال. 

أنشطة المجموعة خارج النقل الجوي

تتميز لوفتهانزا بتنوّع مجالات أعمالها لتشمل:

• Lufthansa Technik: أكبر مركز صيانة وإصلاح للطائرات في العالم، يقدم خدمات لأكثر من 800 عميل دولي.
• Lufthansa Systems: شركة متخصصة في تطوير تكنولوجيا الطيران والأنظمة الرقمية لإدارة العمليات الجوية.
• Lufthansa Cargo: رائدة عالميًا في مجال الشحن الجوي والنقل اللوجستي المتكامل.
• LSG Sky Chefs: الذراع المسؤولة عن تقديم الوجبات الفاخرة والضيافة الجوية للمسافرين. 🍽️

 الكوادر البشرية والمبادرات الإنسانية

تضم مجموعة لوفتهانزا أكثر من 100 ألف موظف من مختلف أنحاء العالم، وتُعتبر من أكثر الشركات اهتمامًا برعاية موظفيها من خلال برامج التدريب، الدعم المالي، والرعاية الصحية.
وبعد أزمة الجائحة، أطلقت الشركة برامج لإعادة توظيف آلاف العاملين، إلى جانب خطط لتوظيف 10 آلاف موظف جديد حتى عام 2025، مما يعكس ثقتها بعودة النمو المستدام لقطاع الطيران. 

القيادة والإدارة العليا

يقود المجموعة كارستن سبور (Carsten Spohr) منذ عام 2014، وهو أحد أبرز القادة في صناعة الطيران العالمية.
ويضم مجلس الإدارة التنفيذي نخبة من الخبراء الذين يشرفون على قطاعات الشحن، التمويل، التسويق، والتقنية، ومن بينهم Ashwin Bhat الرئيس التنفيذي لـ Lufthansa Cargo.
تركز الإدارة على الاستدامة البيئية وتقليل الانبعاثات الكربونية من خلال إدخال طائرات الجيل الجديد والاستثمار في الوقود المستدام (SAF). 

نحو مستقبل مستدام وذكي

تطمح لوفتهانزا لأن تكون أول شركة طيران أوروبية محايدة كربونيًا بحلول عام 2050، عبر تحديث أسطولها واستخدام الوقود الحيوي، بالإضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات والخدمة الذاتية للمسافرين.
كما تخطط لإطلاق جيل جديد من الخدمات الرقمية التي تشمل الترفيه الشخصي، التتبع اللحظي للأمتعة، والمقعد الذكي المتصل بالإنترنت. 

 لوفتهانزا.. أكثر من شركة طيران

اليوم، تُجسّد Lufthansa Group قصة نجاح أوروبية متكاملة، تربط القارات بثقة وجودة لا مثيل لهما،فهى ليست مجرد ناقل جوي، بل نظام متكامل للطيران الحديث يجمع بين التكنولوجيا، الخدمة، والاستدامة، ومع استمرارها في التوسع والابتكار، تظل لوفتهانزا رمزًا للجودة الألمانية والريادة العالمية في سماء الطيران المدني.