Delta Air Lines تواجه تحديات ضخمة بعد تأخير تشغيل طائرات Airbus A321neo

شركة Delta Air Lines تواجه أزمة حقيقية بعد تأخر تسلم وتشغيل طائراتها الحديثة من طراز Airbus A321neo، التي كان من المفترض أن تُحدث نقلة نوعية في أسطولها الجوي وتُحل محل طائرات Boeing 757 القديمة.
هذه الطائرات الحديثة كانت ضمن خطة التحديث التي كانت تأمل الشركة أن تكتمل بحلول عام 2024، حيث كان من المقرر أن يُستخدم 21 طائرة من طراز A321neo على الخطوط الجوية المميزة بين السواحل الأمريكية، مثل JFK-LAX وJFK-SFO، ومع ذلك، تأخرَت عمليات الاعتماد من قبل إدارة الطيران الفيدرالية FAA، مما عطّل الخطط تمامًا.
ما هي أسباب التأخير في تشغيل الطائرات؟
التأخير الذي تواجهه Delta ليس بسبب مشاكل في الطائرات نفسها أو فنيًا في تكنولوجيا الطيران الحديثة التي تتمتع بها، بل بسبب مشكلة تتعلق بمقاعد درجة رجال الأعمال. الطائرات الجديدة تم تجهيزها بمقاعد lie-flat (المقاعد المسطحة القابلة للتمدد)، والتي تعتبر من أبرز ميزات الطراز الجديد. ولكن، لم تحصل هذه المقاعد بعد على الموافقة الرسمية من إدارة الطيران الفيدرالية (FAA).
ولذلك، فإن خمسة طائرات من Airbus A321neo، والتي كانت جاهزة تمامًا للتشغيل، ما تزال متوقفة في Victorville (كاليفورنيا) وToulouse (فرنسا) في انتظار الضوء الأخضر من الهيئة التنظيمية. التوقعات الحالية تشير إلى أن الموافقة لن تأتي إلا في عام 2026، مما يعني تأخيرًا إضافيًا لخطط الشركة.
الحلول المؤقتة: كيف تتعامل Delta مع الوضع الحالي؟
في ظل هذه العقبات، قررت Delta Air Lines تنفيذ حل مؤقت يسمح لها بتشغيل الطائرات بشكل جزئي. حيث قامت الشركة بإزالة مقاعد درجة رجال الأعمال الفاخرة (lie-flat seats) مؤقتًا واستبدالها بـ 44 مقعدًا من درجة رجال الأعمال المحلية، أي ضعف العدد المعتاد في طراز A321neo، حيث أن هذا الحل المؤقت يتيح للشركة البدء في تشغيل الطائرات وتحقيق العائدات التشغيلية المطلوبة.
على الرغم من أن هذا القرار يعد حلًا مؤقتًا، فإنه يمثل خطوة هامة في محاولة Delta للحفاظ على استمرارية تشغيل الأسطول الحديث وتحقيق بعض الإيرادات في الوقت الذي تنتظر فيه الموافقة النهائية على المقعد المميز.
أزمة طائرات Boeing 757 وتأثيرها على Delta
تواصل Delta Air Lines الاعتماد على أسطولها القديم من طائرات Boeing 757، التي يبلغ عددها 99 طائرة، ويبلغ متوسط عمرها حوالي 23.6 سنة. على الرغم من أن هذه الطائرات قد أثبتت كفاءتها التشغيلية على مدار السنوات، إلا أن مقاعدها القديمة لا تستطيع المنافسة مع الراحة والكفاءة التي تقدمها الطائرات الأحدث.
لا شك أن طائرات Boeing 757 تعد محورية في الخطوط الطويلة المدى وبعض الرحلات عبر الأطلسي، ولكن في ظل تزايد الطلب على راحة المسافرين وكفاءة استهلاك الوقود، أصبحت الحاجة الماسة للتحديث أمرًا لا بد منه. إذ أن A321neo توفر العديد من المزايا مقارنة بـ 757، مثل كفاءة أعلى في استهلاك الوقود، و تشغيل أكثر هدوءًا، بالإضافة إلى تحسين تجربة الركاب.
مزايا طائرات A321neo: الجيل الجديد من الطيران التجاري
تُعد طائرات Airbus A321neo بمثابة المستقبل لطيران Delta، حيث تأتي مع مجموعة من التحسينات التي تجعلها أكثر كفاءة وراحة. ومن أبرز هذه المزايا:
-
كفاءة الوقود: A321neo أكثر كفاءة في استهلاك الوقود مقارنة بالطائرات القديمة مثل Boeing 757. هذا يمكن أن يُحسن من أداء الشركة ويقلل من التكاليف التشغيلية على المدى الطويل.
-
الراحة للمسافرين: توفر الطائرات الجديدة راحة أكبر للمسافرين، مع تحسينات في تصميم المقاعد والمساحات الداخلية.
-
أداء عالٍ: تتميز A321neo بأداء ممتاز على خطوط الطيران الطويلة، ما يجعلها الخيار المثالي للرحلات بين السواحل الأمريكية.
كيف ستؤثر هذه التحديات على خطط Delta المستقبلية؟
على الرغم من التحديات الحالية، لا تزال Delta Air Lines ماضية في خطط تحديث أسطولها وتنويع خدماتها. فقد أظهرت الشركة في الماضي قدرة كبيرة على التكيف مع التغيرات والمتطلبات المستقبلية، ومن المتوقع أن تتعامل مع هذه التحديات بنفس الروح من الابتكار.
لا شك أن التأخيرات الحالية قد تؤثر على الجدول الزمني المخطط له، ولكنها قد تفتح أيضًا المجال لشركة Delta للعمل بشكل وثيق مع إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) لإيجاد حلول فنية وموثوقة تسمح للطائرات الجديدة بالعمل بأمان وكفاءة.
في النهاية، سيظل أسطول A321neo هو الوريث الطبيعي لـ Boeing 757 في Delta، حيث سيعمل على تحسين تجربة الركاب وزيادة الكفاءة التشغيلية للشركة في المستقبل القريب.
هذا وإن تأخير تشغيل طائرات Airbus A321neo من Delta Air Lines يعد تحديًا مهمًا يواجه الشركة في المرحلة الحالية، لكن الحلول المؤقتة التي تعتمدها الشركة، مثل تعديل المقاعد، تُظهر مدى مرونتها في مواجهة هذه التحديات.
كما أن هذا التأخير لا يُغني عن حقيقة أن A321neo ستظل الطراز المستقبلي بالنسبة لـ Delta في توفير كفاءة الوقود وراحة الركاب، ومع استمرار البحث عن موافقة FAA على المقاعد الجديدة، ستظل دلتا في سباق مع الزمن لتقديم طائراتها الجديدة وتحقيق قفزة نوعية في قطاع الطيران.