رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

الصين تكشف عن مشروع طائرة فرط صوتية تقطع العالم في 7 ساعات فقط

الإثنين 20/أكتوبر/2025 - 12:41 ص
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

في خطوة تُجسّد طموحها في ريادة تكنولوجيا الطيران العالمية، أعلنت جمهورية الصين الشعبية عن بدء تطوير طائرة ركاب فرط صوتية (Hypersonic Passenger Plane) قادرة على الدوران حول الكرة الأرضية في سبع ساعات فقط، بسرعة تفوق خمسة أضعاف سرعة الصوت (ماخ 5).

هذا المشروع العملاق يمثل نقطة تحول في مستقبل النقل الجوي العالمي، ويضع الصين في مقدمة سباق الابتكار الفضائي والطيران فائق السرعة، لتنافس بقوة الولايات المتحدة وأوروبا في هذا المجال الذي يُعد من أعقد التقنيات الحديثة.

 حلم السفر عبر العالم في ساعات قليلة

تُشير الدراسات الأولية إلى أن الطائرة الجديدة ستمكّن الركاب من السفر من بكين إلى نيويورك في أقل من ساعتين ونصف، مقارنة بأكثر من 12 ساعة في الرحلات التقليدية.


وتعتمد الطائرة على أحدث أنظمة الدفع النفاث فائق السرعة باستخدام محركات Ramjet وScramjet، وهي نفس الأنظمة التي تُستخدم في الطائرات العسكرية المتقدمة، ولكن مع تكنولوجيا أكثر أمانًا وكفاءة لتناسب الاستخدام المدني.

ويؤكد الخبراء أن نجاح الصين في هذا المشروع سيقلب مفاهيم السفر الجوي رأسًا على عقب، إذ لن يكون التنقل بين القارات مسألة وقت طويلة، بل تجربة فائقة السرعة تجمع بين الراحة والابتكار.

 ثورة في عالم الطيران المدني والعسكري

المشروع الجديد يُعد جزءًا من الاستراتيجية الوطنية الصينية لتطوير قدراتها في مجالات الفضاء والطيران المتطور.
وتعمل شركة AVIC الصينية (Aviation Industry Corporation of China) بالتعاون مع معاهد أبحاث متخصصة في المواد والفيزياء الجوية، على تصميم هيكل الطائرة باستخدام مواد فائقة المقاومة للحرارة والضغط، لضمان قدرتها على التحليق بسرعات تفوق 6,000 كيلومتر في الساعة دون تأثر أو تآكل في الهيكل الخارجي.

كما أن تصميم الطائرة يعتمد على شكل ديناميكي انسيابي يُقلل مقاومة الهواء إلى الحد الأدنى، ما يسمح لها بالحفاظ على ثباتها واستقرارها أثناء الطيران بسرعات هائلة، حتى على ارتفاعات تتجاوز 35 كيلومترًا فوق سطح الأرض.

 التكنولوجيا الصينية تتحدى العالم

الطائرات الفرط صوتية ليست فكرة جديدة، فقد سبق وأن أجرت وكالة ناسا (NASA) والولايات المتحدة تجارب مماثلة منذ عقود، إلا أن الصين باتت اليوم الدولة الوحيدة التي تعمل على تطبيق التقنية في مجال الطيران التجاري.
ويرى محللون أن هذا المشروع سيجعل الصين أول دولة تضع طائرة ركاب من هذا النوع قيد التشغيل الفعلي خلال العقد المقبل، ما يمنحها ميزة تنافسية استراتيجية في مجالات الدفاع والاقتصاد والطيران المدني.

وتقول التقارير إن الطائرة الصينية ستستخدم مزيجًا من الوقود السائل عالي الكفاءة وأنظمة تبريد متطورة للحفاظ على استقرار المحركات عند سرعات تفوق ماخ 5، كما تم تطوير نظام تحكم آلي متقدم يستخدم الذكاء الاصطناعي لضبط الأداء والتوازن أثناء الطيران عبر طبقات الغلاف الجوي المختلفة.

 الفوائد المحتملة للسفر الفرط صوتي

سيمثل المشروع نقلة نوعية في عالم السفر الدولي؛ فبدلاً من الرحلات الطويلة المرهقة التي تستمر لساعات، يمكن للمسافر أن يقطع المسافة بين القاهرة ولوس أنجلوس في أقل من ثلاث ساعات.
كما سيسهم ذلك في تعزيز التجارة العالمية والسياحة، ويفتح الباب أمام جيل جديد من النقل السريع بين القارات.

الطائرات الفرط صوتية لا تقتصر على السرعة فقط، بل تَعِدُ أيضًا بتقليل استهلاك الوقود مقارنة بالطائرات النفاثة التقليدية بفضل تقنيات الدفع الذكية، ما يجعلها أكثر صداقة للبيئة واستدامة للطيران المدني.

 منافسة عالمية محتدمة

في الوقت الذي تسعى فيه الصين لتطوير هذه الطائرة العملاقة، تعمل شركات أخرى مثل بوينج الأمريكية وإيرباص الأوروبية على مشاريع مشابهة في مراحل مبكرة.
لكن بحسب تقارير مؤسسات الأبحاث الجوية، تتفوق الصين حاليًا في التطبيق العملي والتجريبي، خاصة بعد نجاحها في اختبار طائرات فرط صوتية بدون طيار منذ عام 2023.

ويشير الخبراء إلى أن المشروع قد يُحدث تغييرًا جذريًا في قواعد النقل العالمي خلال العقد القادم، حيث يمكن للدول التي تمتلك هذه التكنولوجيا أن تسيطر على جزء كبير من حركة الطيران الدولي المستقبلية.

الطيران نحو المستقبل

تسعى الصين من خلال هذا المشروع إلى ترسيخ مكانتها كقوة علمية وتكنولوجية قادرة على قيادة العالم في مجالات الفضاء والطيران المتقدم.
وإذا نجحت في تشغيل أول طائرة ركاب فرط صوتية بحلول عام 2035 كما تخطط، فسيكون ذلك حدثًا تاريخيًا يعيد تعريف مفهوم السفر الجوي بالكامل، ويدخل البشرية رسميًا في عصر “الانتقال الفوري بين القارات”.


الكلمات المفتاحية

                                           
ads
ads
ads