رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

خط جوي جديد بين إيران والكويت.. فرص سياحية وتجارية متزايدة

السبت 25/أكتوبر/2025 - 07:31 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

في خطوة جديدة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والسياحي بين إيران والكويت، أعلن السفير الإيراني لدى دولة الكويت عن تدشين خط جوي مباشر جديد يربط بين مدينة لامرد الإيرانية والعاصمة الكويت، وذلك ابتداءً من 28 نوفمبر 2025، عبر شركة خطوط آتا للطيران (ATA Airlines).

يأتي هذا القرار ضمن خطة أوسع لتقوية العلاقات الثنائية وتسهيل حركة النقل الجوي بين البلدين، بما يخدم المسافرين ورجال الأعمال والقطاع اللوجستي على حد سواء.

تفاصيل الخط الجوي الجديد بين لامرد والكويت

أكد السفير الإيراني خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر السفارة الإيرانية بالكويت، أن الخط الجوي الجديد لامرد – الكويت يمثل خطوة استراتيجية في توسيع شبكة الرحلات الجوية بين البلدين، ويهدف إلى تسهيل تنقل المواطنين الإيرانيين والمقيمين في دول الخليج، فضلًا عن دعم التبادل التجاري والسياحي.

وأوضح أن الرحلات ستبدأ بواقع رحلتين أسبوعيًا قابلة للزيادة مستقبلًا، بحسب حجم الطلب وإقبال المسافرين، مشيرًا إلى أن شركة خطوط آتا للطيران ستتولى تشغيل هذا المسار باستخدام طائراتها الحديثة من طراز Airbus A320 المجهزة بخدمات متكاملة للمسافرين.

وأضاف السفير أن الخط الجوي الجديد سيختصر زمن السفر بين جنوب إيران والكويت إلى أقل من ساعة، ما سيجعل لامرد محطة رئيسية جديدة في حركة النقل الجوي الإقليمي بين الخليج العربي والساحل الجنوبي لإيران.

 أهمية الخط الجديد في دعم التعاون الاقتصادي واللوجستي

يرى مراقبون في قطاع الطيران أن تدشين هذا الخط يأتي في إطار ما يُعرف بـ"النافذة اللوجستية الخليجية"، التي تستهدف تعزيز الترابط بين الموانئ والمطارات في دول الخليج وإيران.
إذ يُتوقع أن يُسهم الخط الجديد في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، خاصة في مجالات السلع الغذائية والمواد الإنشائية وقطع الغيار الصناعية، التي تنقل عادة عبر رحلات الشحن الجوي السريع.

كما يُنتظر أن يشجع هذا المسار شركات النقل والسياحة في البلدين على فتح قنوات جديدة للسفر والاستثمار، خصوصًا مع ارتفاع الطلب على الرحلات القصيرة بين الكويت ومدن إيران الجنوبية مثل شيراز، بندر عباس، وبوشهر.

وأشار خبراء الطيران إلى أن تشغيل الخط الجديد في هذا التوقيت يعكس استقرار العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، بعد فترة من التباطؤ في خطوط الطيران المشتركة، مؤكدين أن هذه الخطوة قد تكون مقدمة لتوسيع التعاون ليشمل وجهات أخرى مستقبلًا مثل طهران وأصفهان ومشهد.

  شركة خطوط آتا للطيران ATA Airlines

تأسست شركة آتا للطيران عام 2008 ومقرها في مدينة تبريز الإيرانية، وتعد من أبرز شركات الطيران الخاصة في إيران.
تشغل الشركة أسطولًا يضم أكثر من 15 طائرة من طرازات Boeing 737 وAirbus A320، وتُسيّر رحلات إلى مختلف الوجهات الإقليمية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، إضافة إلى عدد من المدن الأوروبية.

تشتهر آتا بتقديم أسعار تنافسية وخدمات مريحة، وهو ما يجعلها خيارًا مناسبًا للمسافرين بين دول الخليج وإيران، خصوصًا في الرحلات القصيرة والمتوسطة.
ويُتوقع أن يلقى الخط الجديد بين لامرد والكويت رواجًا سريعًا بين المسافرين لأغراض السياحة والعلاج والتجارة، بالنظر إلى تقارب المسافة الجغرافية وسهولة الوصول.

 تصريحات رسمية كويتية

من جانبها، رحبت مصادر في هيئة الطيران المدني الكويتية بإطلاق هذا الخط، مؤكدة أن الربط الجوي المباشر مع المدن الإيرانية يعزز من انفتاح الكويت على أسواق جديدة، ويُسهم في تنشيط السياحة الطبية وسياحة التسوق.
وأوضحت المصادر أن هذا النوع من الخطوط يعزز قدرة مطار الكويت الدولي على أن يكون محورًا للنقل الجوي في الخليج، خصوصًا مع ازدياد عدد شركات الطيران التي تسير رحلات مباشرة إلى الكويت في عام 2025.

 البعد الاقتصادي والاستثماري للمشروع

يُتوقع أن تكون الرحلات الجوية بين لامرد والكويت رافدًا مهمًا لحركة رجال الأعمال والمستثمرين من كلا البلدين، لا سيما في ظل توجه البلدين نحو تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة في قطاعات الطاقة والنقل والسياحة.

كما يفتح هذا المسار المجال أمام شركات الطيران والشحن للتعاون في إنشاء خطوط جديدة لنقل البضائع والمنتجات عبر ممرات جوية مباشرة، ما يُعزز من مفهوم "النافذة اللوجستية الخليجية" التي تهدف إلى تحويل الخليج إلى مركز نقل إقليمي متكامل.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن الخط الجديد قد يخدم أكثر من 50 ألف مسافر سنويًا في مرحلته الأولى، مع إمكانية مضاعفة العدد خلال السنوات الثلاث المقبلة مع زيادة عدد الرحلات.

نحو مستقبل منفتح في الطيران الخليجي

يمثل تدشين الخط الجوي بين لامرد والكويت جزءًا من خطة متكاملة لتوسيع شبكات الطيران في المنطقة، وتسهيل التواصل بين شعوب الخليج وإيران.
ففي الوقت الذي تعمل فيه دول الخليج على تطوير مطاراتها وشركاتها الوطنية، تأتي هذه الخطوة لتؤكد أهمية التعاون الإقليمي في مجال الطيران المدني والنقل الجوي.

ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من الاتفاقيات الجوية الثنائية بين الكويت وإيران لتسيير خطوط إضافية، خاصة بعد النجاح المتوقع لهذا المسار الذي يبدأ رسميًا في 28 نوفمبر 2025.


                                           
ads
ads
ads