طيران الهند تطلق الرحلة الرابعة يوميًا بين دلهي ولندن

أعلنت شركة طيران الهند (Air India) رسميًا عن تشغيل رحلة رابعة يوميًا بين العاصمة دلهي ومطار لندن هيثرو الدولي ابتداءً من 26 أكتوبر 2025، ضمن جدول التشغيل الشتوي الحالي، لترتفع وتيرة الرحلات بين المدينتين من 24 إلى 28 رحلة أسبوعيًا.

ويضيف هذا القرار 1,196 مقعدًا إضافيًا في كل اتجاه أسبوعيًا، مما يعزز السعة المقعدية المتاحة على أحد أكثر الخطوط ازدحامًا بين آسيا وأوروبا خلال موسم السفر الشتوي.

دعم استراتيجية النمو الدولي لطيران الهند

تأتي هذه الخطوة في إطار خطة التوسع الدولي الكبرى التي تنفذها شركة طيران الهند بعد تحديث أسطولها الجوي بطائرات حديثة من طراز بوينغ 777 و787 دريملاينر، ضمن برنامجها الاستثماري طويل المدى الذي أطلقته بعد انتقال ملكيتها إلى مجموعة “تاتا” الهندية.

ويهدف هذا التوسع إلى تعزيز مكانة طيران الهند كمنافس قوي في أسواق الطيران الأوروبية واستعادة موقعها التاريخي كواحدة من أبرز شركات الطيران في القارة الآسيوية، مع التركيز على تحسين تجربة المسافرين وتوفير خيارات سفر أكثر مرونة.

وقال متحدث رسمي باسم الشركة:

"تشغيل الرحلة الرابعة اليومية إلى لندن هيثرو يعكس التزامنا بتلبية الطلب المتزايد على السفر بين الهند والمملكة المتحدة، ويوفر لمسافرينا خيارات زمنية أكثر وراحة أكبر، خاصة خلال موسم الشتاء المزدحم."

لندن – الوجهة الأوروبية الأهم لطيران الهند

تُعد لندن واحدة من أهم وجهات طيران الهند في أوروبا منذ عقود، حيث تمثل محورًا رئيسيًا لحركة السفر بين الهند والمملكة المتحدة، سواء لأغراض العمل أو السياحة أو الزيارات العائلية.

وبحسب بيانات الشركة، فإن الرحلات الأربع اليومية من دلهي إلى لندن ستوفر جدولًا متنوعًا يناسب مختلف شرائح المسافرين، من رجال الأعمال إلى السياح والطلاب، مع ربط سلس مع وجهات أخرى في أوروبا عبر شبكة شركاء طيران الهند.

كما تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع زيادة رحلات الشركة إلى مطارات مانشستر وبرمنغهام، ما يعزز حضور طيران الهند في السوق البريطاني الذي يُعد ثاني أكبر سوق دولي للشركة بعد أمريكا الشمالية.

طائرات بوينغ 777 و787 دريملاينر في قلب التوسّع

يعتمد هذا التوسع التشغيلي على الأسطول الجديد لطيران الهند الذي تم تحديثه ضمن خطة استثمارية طموحة بقيمة تتجاوز 70 مليار دولار لتجديد الطائرات وتحسين الخدمة الجوية.

وتستخدم الشركة على خط دلهي – لندن طائرات بوينغ 777-300ER وبوينغ 787-9 دريملاينر، وهما من أكثر الطرازات كفاءة في استهلاك الوقود وراحة الركاب.
تتميز هذه الطائرات بمقاعد مريحة، وأنظمة ترفيه متطورة، وشبكة واي فاي على متن الطائرة، وخدمة ضيافة محسنة تُقدم الطابع الهندي الأصيل.

ويؤكد مسؤولو الشركة أن تحديث الأسطول يشكل ركيزة أساسية لاستراتيجية Air India Vision 2040، التي تستهدف تعزيز شبكة الشركة لتغطي أكثر من 100 وجهة دولية خلال العقد المقبل.

تعزيز الربط بين آسيا وأوروبا

يُعتبر الخط الجوي بين دلهي ولندن أحد أكثر المسارات حيوية في حركة الطيران العالمية، حيث تربط الرحلات بين قارتين رئيسيتين – آسيا وأوروبا، وتشهد سنويًا ملايين المسافرين من الهنود والبريطانيين والجاليات الآسيوية المقيمة في أوروبا.

وسيسهم تشغيل الرحلة الرابعة في زيادة الطاقة الاستيعابية وتحسين جدول الرحلات لتلبية احتياجات الركاب الذين يفضلون السفر في أوقات الصباح أو المساء، مما يمنحهم مرونة أكبر في خططهم.

كما أن زيادة الرحلات تدعم جهود الحكومة الهندية لتعزيز الربط الجوي الدولي ضمن مبادرة “Viksit Bharat 2047”، التي تهدف إلى جعل الهند مركزًا إقليميًا للطيران في جنوب آسيا.

تحسين تجربة الركاب وخدمات ما قبل السفر

ضمن التحسينات الجديدة، توفر طيران الهند خدمات رقمية محدثة تشمل إمكانية اختيار المقاعد مسبقًا، وإدارة الحجز إلكترونيًا، وخدمة تسجيل الدخول الذكي عبر تطبيق الهاتف، إلى جانب دعم العملاء بلغات متعددة.

كما تم تحديث صالات المسافرين في مطار إنديرا غاندي الدولي بدلهي ومطار هيثرو بلندن لتوفير بيئة أكثر راحة للركاب، بما في ذلك مناطق راحة، وشبكات إنترنت سريعة، ومراكز أعمال.

تأثير اقتصادي وسياحي متبادل

تشكل الرحلات الإضافية بين دلهي ولندن دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية والسياحية بين الهند والمملكة المتحدة، إذ تُعد بريطانيا من أكبر الشركاء التجاريين للهند، كما تستقبل سنويًا مئات الآلاف من السياح الهنود والطلاب والمستثمرين.

وتشير بيانات منظمة السياحة الهندية إلى أن عدد الزوار البريطانيين إلى الهند ارتفع بنسبة 18% في عام 2024، وهو ما يعزز الطلب على الرحلات الجوية المباشرة.

من جهة أخرى، من المتوقع أن تسهم زيادة الرحلات في تعزيز حركة الشحن الجوي بين البلدين، خاصة في قطاع الأدوية والتكنولوجيا والهندسة، ما يدعم سلاسل الإمداد بين الأسواق الآسيوية والأوروبية.

نحو مستقبل أكثر تنافسية

تأتي هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه المنافسة بين شركات الطيران الآسيوية على الخطوط العابرة للقارات، خصوصًا بعد دخول لاعبين إقليميين مثل الخطوط القطرية والإماراتية والسنغافورية في سباق لتوسيع حضورهم في السوق الأوروبية.

وتسعى طيران الهند من خلال هذه التحركات إلى استعادة مكانتها التاريخية كممثل رئيسي للطيران الهندي على الساحة العالمية، وتأكيد قدرتها على تقديم منتج جوي عالي الجودة يضاهي الشركات العالمية الكبرى.