الخطوط الجوية الأفريقية تسدد ديونها وتعيد طائراتها إلى الخدمة

في تطور إيجابي يُعد من أبرز أخبار الطيران في ليبيا والمنطقة، أعلنت شركة الخطوط الجوية الأفريقية (Afriqiyah Airways) عن نجاحها في سداد نحو 280 مليون دينار ليبي من الديون المتراكمة عليها خلال الفترة الممتدة بين 2011 و2022، في خطوة تُجسد بداية مرحلة جديدة من الاستقرار المالي والتشغيلي للشركة بعد سنوات من التحديات.

 تسوية الديون واستعادة الثقة

بحسب البيان الرسمي، تمكنت الشركة من إغلاق ملف الديون المتراكمة التي أثّرت على عملياتها لسنوات طويلة، وذلك ضمن خطة مالية دقيقة تهدف إلى إعادة التوازن إلى ميزانيتها وتعزيز الثقة بين الشركة وشركائها الإقليميين والدوليين.
وتأتي هذه التسوية كجزء من برنامج إصلاح شامل أطلقته إدارة الشركة الجديدة لإعادة بناء أسس التشغيل وضمان استدامة الخدمات الجوية وفق المعايير الدولية.

 إعادة الطائرات إلى الخدمة

من أبرز نتائج هذه الخطوة، إعادة عدد من الطائرات إلى الخدمة بعد تسوية الديون المستحقة في بلغاريا، الأردن، تركيا، ومصر، حيث كانت بعض الطائرات متوقفة عن العمل بسبب نزاعات مالية أو عقود صيانة غير مسددة.
عودة هذه الطائرات إلى التشغيل تمثل قفزة نوعية في جهود إعادة هيكلة الأسطول ورفع القدرة التشغيلية للناقل الوطني الليبي، ما سيتيح له توسيع شبكة رحلاته الإقليمية والدولية خلال الفترة القادمة.

نقل قطع الغيار وإعادة تنظيم الصيانة

وفي خطوة موازية، أعلنت الشركة عن نقل جميع قطع الغيار العالقة في مطار طرابلس الدولي منذ عام 2011 إلى مخازنها الرسمية، وذلك بهدف الحفاظ عليها وضمان استخدامها في أعمال الصيانة والتشغيل المستقبلية.
هذا الإجراء يرمز إلى عودة الانضباط الإداري والفني داخل الشركة، ويعكس حرص الإدارة الجديدة على استعادة الكفاءة التشغيلية بأفضل المعايير الممكنة.

 نحو إحياء الطيران الليبي

تُعد هذه الخطوات المتتابعة مؤشرًا واضحًا على نهوض قطاع الطيران المدني الليبي بعد سنوات من الركود. فالخطوط الجوية الأفريقية، التي كانت من أبرز شركات الطيران في شمال أفريقيا قبل عام 2011، تسعى اليوم إلى استعادة مكانتها الإقليمية كمشغل موثوق في مجال النقل الجوي.

كما تعمل الشركة على تطوير خدماتها التجارية، وتحسين تجربة المسافرين، وتوسيع شبكة وجهاتها لتشمل عواصم عربية وأفريقية وأوروبية.

 مستقبل واعد للطيران الليبي

يرى خبراء الطيران أن هذه الخطوة تمثل بداية حقيقية لإعادة بناء منظومة النقل الجوي في ليبيا، خاصة مع الجهود الحكومية لإعادة تشغيل المطارات وتحديث البنية التحتية.

وفي ظل تحسن البيئة التشغيلية وعودة الطائرات إلى الخدمة، يمكن القول إن الخطوط الجوية الأفريقية تمهد الطريق نحو عودة ليبيا إلى خارطة الطيران الإقليمي والدولي.