يسري عبد الوهاب: افتتاح المتحف المصري الكبير نقطة تحول عالمية
أكد الخبير في مجالي السياحة والطيران المدني يسري عبد الوهاب، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل حدثًا تاريخيًا فريدًا يعكس ريادة الدولة المصرية عالميًا في مجالي الحضارة والثقافة، مشيرًا إلى أن هذا الصرح العملاق سيُحدث طفرة حقيقية في حركة السياحة الدولية الوافدة إلى مصر خلال المرحلة المقبلة.
وقال يسري عبد الوهاب في تصريحات صحفية خاصة، إن افتتاح المتحف المصري الكبير بحضور عالمي رفيع المستوى، يجسد جهود الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تعزيز القوة الناعمة لمصر وتوظيفها في دعم الاقتصاد الوطني، مؤكدًا أن هذا المشروع الضخم لا يقل أهمية عن قناة السويس الجديدة أو العاصمة الإدارية من حيث العائد الاقتصادي والرمزية الحضارية.
وأوضح أن المتحف المصري الكبير، الذي يُعد الأكبر من نوعه في العالم والمجاور لأهرامات الجيزة، سيكون بمثابة بوابة جديدة لاستقبال ملايين الزوار سنويًا، مما يستدعي زيادة رفع كفاءة مطار سفنكس الدولي وتوسيع طاقته الاستيعابية بما يتناسب مع حجم الحركة السياحية المتوقعة خلال الفترة المقبلة.
زيادة الرحلات الجوية إلى مطار سفنكس الدولي
وأشار يسري عبد الوهاب إلى أهمية زيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة وغير المباشرة بين مطار سفنكس الدولي ودول العالم، سواء عبر شركات الطيران المصرية أو العالمية، موضحًا أن قرب المطار من المتحف المصري الكبير يمثل ميزة تنافسية فريدة يجب استغلالها بصورة استراتيجية.
وأكد أن مطار سفنكس الدولي يجب أن يتحول إلى محور رئيسي للرحلات السياحية والثقافية القادمة إلى مصر، خاصة من الأسواق الأوروبية والآسيوية والعربية التي تبدي اهتمامًا متزايدًا بالسياحة الثقافية والتراثية.
وأضاف أن وزارة الطيران المدني تبذل جهودًا ملموسة في هذا الاتجاه من خلال التنسيق مع شركات الطيران الوطنية والعالمية، لتدشين خطوط جديدة وزيادة الطاقة التشغيلية للمطار خلال موسم الشتاء الحالي، مشددًا على ضرورة الاستمرار في هذا النهج لتحقيق أقصى استفادة من الحدث العالمي المتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير.
دعوة لتوسيع مطار سفنكس وتدشين رحلات اليوم الواحد
وفي السياق ذاته، دعا الخبير السياحي والطيران المدني يسري عبد الوهاب إلى العمل على توسيع مطار سفنكس الدولي لاستيعاب المزيد من الرحلات الجوية الدولية الوافدة من مختلف أنحاء العالم، خاصة أن المطار يتمتع بموقع استراتيجي يجعله نقطة جذب رئيسية للسياحة الثقافية والدينية والطبية في آنٍ واحد.
كما طالب بتدشين رحلات اليوم الواحد من مختلف المطارات المصرية السياحية – مثل مطار شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان إلى مطار سفنكس الدولي، لتسهيل حركة السياح الذين يرغبون في زيارة المتحف والأهرامات والعودة في نفس اليوم، وهو ما من شأنه تنشيط السياحة الداخلية وتعزيز التعاون بين المطارات المصرية.
وأشار إلى أن هذا النظام معمول به في العديد من الدول السياحية الكبرى، ويساهم في رفع نسب الإشغال الفندقي وتنويع المنتج السياحي، مؤكدًا أن مصر تمتلك كل المقومات لتطبيقه بنجاح كبير.
المتحف المصري الكبير... إنجاز وطني بامتياز
وأشاد عبد الوهاب بالدور الكبير الذي قامت به الدولة المصرية في تنفيذ هذا المشروع الحضاري العملاق، الذي يجسد عبقرية المصري القديم وقدرة المصري الحديث على الإنجاز والإبداع.
وأوضح أن المتحف المصري الكبير لم يكن مجرد مشروع أثري أو معماري، بل مشروع قومي متكامل يعكس فلسفة جديدة في إدارة التراث والتاريخ، حيث يجمع بين الأصالة والحداثة في تجربة فريدة تضع مصر على خريطة السياحة الثقافية العالمية بقوة.
وأشار إلى أن الدولة المصرية لم تدخر جهدًا في إخراج المشروع بأعلى المعايير العالمية، سواء من حيث التصميم أو التكنولوجيا أو خدمات الزوار، مؤكدًا أن المتحف سيكون واجهة حضارية مشرفة تليق باسم مصر وتاريخها العريق.
أثر اقتصادي وسياحي ضخم على مصر
وأكد الخبير السياحي يسري عبد الوهاب أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيساعد على فتح مجالات عديدة ومتنوعة للشباب المصري، مما يسهم في تقليل معدلات البطالة وزيادة تدفقات الأموال الأجنبية إلى السوق المحلي.
وأضاف أن زيادة الحركة السياحية الوافدة ستنعكس إيجابيًا على قطاعات عدة، أبرزها النقل الجوي والفندقة والتسويق السياحي والصناعات اليدوية والمشروعات الصغيرة المرتبطة بالقطاع، موضحًا أن كل فرصة عمل في قطاع السياحة تُولد أربع فرص عمل غير مباشرة في قطاعات أخرى.
ولفت إلى أن المتحف سيكون منصة للتعاون الدولي في مجالات البحث الأثري والتبادل الثقافي، كما سيجذب استثمارات جديدة في البنية التحتية والخدمات السياحية بمحيط منطقة الأهرامات وسفنكس.
رسالة مصر إلى العالم
واختتم عبد الوهاب تصريحه بالتأكيد على أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل رسالة حضارية خالدة من مصر إلى الإنسانية، تؤكد قدرة الدولة المصرية على التنظيم والريادة، وتجسد مسيرة التطوير والنهضة التي تشهدها البلاد في مختلف المجالات.
وأكد أن هذا الحدث التاريخي ليس مجرد افتتاح لمتحف، بل ميلاد جديد للسياحة المصرية، وبداية لعصر جديد من التنمية المستدامة التي تمزج بين التراث والابتكار، مشيرًا إلى أن مصر اليوم تستعيد مكانتها كأحد أهم المقاصد السياحية والثقافية في العالم.
