نشاط الشحن الجوي في آسيا والمحيط الهادئ يرتفع قبيل انتهاء التوقف المؤقت للرسوم الجمركية

يشهد الشحن الجوي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ نشاطاً مكثفاً خلال شهر نوفمبر، وسط تسابق الشركات والمصدرين لإتمام شحناتهم قبل انتهاء التوقف المؤقت للرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين في 12 نوفمبر الجاري.

وأوضح تقرير حديث صادر عن Dimerco, الشركة الرائدة في الخدمات اللوجستية، أن هذا النشاط المتزايد يعكس طلباً متصاعداً على النقل الجوي، مدفوعاً بعوامل عدة تشمل إطلاق منتجات تقنية جديدة، ازدهار التسوق الإلكتروني قبل موسم "الجمعة السوداء"، ونقص لفائف الألومنيوم في الولايات المتحدة، مما جعل هذه الفترة واحدة من أكثر مواسم الذروة ازدحاماً عبر المحيط الهادئ.

تمثل الفترة التي تسبق انتهاء التوقف المؤقت للرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين فرصة ذهبية للمصدرين والشركات لاستيراد وتصدير البضائع بأسعار تنافسية، ما يزيد من الضغط على شركات الشحن الجوي لإتمام عمليات النقل في وقت قصير.

وقال تقرير Dimerco إن العديد من الشركات تسارع لإتمام الشحنات قبل الموعد النهائي 12 نوفمبر، لتجنب أي تكاليف إضافية قد تُفرض بعد انتهاء التوقف المؤقت للرسوم الجمركية. وأضاف التقرير أن هذا النشاط يشمل منتجات التكنولوجيا الاستهلاكية، الإلكترونيات، المعدات الصناعية، والسلع المعبأة للتجزئة.

يشير التقرير إلى أن إطلاق منتجات تقنية جديدة في الأسواق الأمريكية والأوروبية خلال نوفمبر يلعب دوراً أساسياً في زيادة الطلب على الشحن الجوي. فمع ظهور أحدث الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، تسعى الشركات إلى تسليم المنتجات بسرعة لتلبية الطلب المرتفع قبل موسم العطلات.

كما يسهم ازدهار التسوق الإلكتروني، وخاصة قبيل "الجمعة السوداء" وعيد الميلاد، في زيادة حجم البضائع المشحونة عبر المطارات في آسيا والمحيط الهادئ. ويستفيد المتاجر الإلكترونية والشركات العالمية من القدرة على النقل السريع عبر الشحن الجوي لتلبية طلب المستهلكين المتزايد.

أضاف تقرير Dimerco أن نقص لفائف الألومنيوم في الولايات المتحدة ساهم في رفع الطلب على الشحن الجوي للمواد الخام والمكونات الصناعية، حيث تسعى الشركات لاستيراد المواد اللازمة للإنتاج قبل ارتفاع الأسعار أو تأخر الإمدادات.

وأكد التقرير أن ارتفاع أسعار الألومنيوم ونقص المخزون أدى إلى زيادة شحنات الطيران العاجلة، ما يضع ضغطاً إضافياً على شركات النقل الجوي والمطارات في آسيا والمحيط الهادئ، بما يتطلب تنسيقاً دقيقاً لضمان استمرارية تدفق البضائع.

تشير بيانات Dimerco إلى أن الصين، اليابان، كوريا الجنوبية، وفيتنام هي أبرز الدول التي تشهد نشاطاً كبيراً في الشحن الجوي، مع تركز حركة البضائع على المطارات الرئيسية مثل بكين، شنغهاي، هونغ كونغ، وسنغافورة.

وقال التقرير إن شركات الشحن تضطر إلى زيادة الرحلات الجوية الخاصة بالشحن وتخصيص الطائرات لتلبية الطلب المرتفع، مما يرفع من تكلفة النقل لكنه يضمن وصول البضائع في الوقت المحدد.

يعتبر نوفمبر وأوائل ديسمبر من أكثر فترات الذروة ازدحاماً في الشحن الجوي عبر المحيط الهادئ. ويؤكد تقرير Dimerco أن تنسيق النقل، التخزين، والجمارك يصبح حاسماً لضمان انسيابية الشحنات، مع ضرورة الاعتماد على نظم إدارة سلسلة الإمداد الذكية وتقنيات التتبع الحديثة.

وأضاف التقرير أن شركات الشحن اللوجستية تعتمد على خطط مسبقة لتخصيص الطائرات والطواقم والمستودعات لمواجهة الزيادة المفاجئة في الطلب، مع التركيز على تقليل التأخير والحفاظ على رضا العملاء.

يتوقع التقرير أن نشاط الشحن الجوي سيستمر بوتيرة عالية حتى منتصف نوفمبر، مع مراقبة دقيقة لتطورات الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين وتأثيرها على حركة البضائع.

كما يُتوقع أن تشهد الأسواق الإلكترونية وقطاع التكنولوجيا مزيداً من النمو في الطلب على الشحن الجوي، خاصة مع استمرار استعداد الشركات لتلبية احتياجات موسم العطلات.

وأشار التقرير إلى أن شركات النقل اللوجستي تحتاج إلى تكثيف التعاون مع العملاء لتوفير حلول نقل مرنة وفعالة، بما يضمن تغطية جميع الاحتياجات العاجلة والموسمية