كوندور تُودّع أسطول بوينج 757-300 بعد 35 عامًا من الخدمة
أعلنت شركة كوندور الألمانية رسمياً عن إيقاف آخر ثلاث طائرات من طراز بوينج 757-300 عن الخدمة، لتنهي بذلك فصلًا تاريخيًا استمر قرابة 35 عامًا من التشغيل المتواصل لهذا الطراز ضمن أسطول الشركة. وجاءت الرحلة الختامية يوم الأربعاء الموافق 2 نوفمبر 2025، حيث أقلعت الطائرات الثلاث من فرانكفورت باتجاه فويرتيفنتورا والغردقة وتينيريفي، في رحلة وداعية شهدت تفاعلًا كبيرًا من محبي الطيران وعشاق هذا الطراز الأسطوري.
وتُعد شركة كوندور واحدة من أبرز شركات الطيران التي ارتبط اسمها بطائرة Boeing 757، خاصة النسخة الطويلة 757-300، والتي اشتهرت بتصميمها الممدود وقدرتها على نقل أعداد أكبر من الركاب مع الحفاظ على كفاءة الوقود مقارنة بالطرازات السابقة. ومنذ دخولها الخدمة في أواخر الثمانينيات، لعبت هذه الطائرات دورًا محوريًا في تشغيل رحلات كوندور إلى الوجهات السياحية الأوروبية والمتوسطية.
يأتي قرار إيقاف تشغيل طائرات 757 ضمن استراتيجية تحديث أسطول كوندور وتحقيق أهداف أعلى في الكفاءة التشغيلية والحد من الانبعاثات الكربونية. حيث تعتمد الشركة بشكل متزايد على طائرات إيرباص A330-900 نيو الحديثة، والتي توفر أداءً أفضل من حيث:
- استهلاك الوقود المخفّض
- مدى الطيران الأوسع
- مقصورات أكثر راحة وحداثة
- مستويات ضوضاء أقل
ويتماشى توجه الشركة مع السياسات البيئية الأوروبية وحاجة شركات الطيران إلى خفض البصمة الكربونية وتحسين كفاءة الأسطول في ظل الارتفاع المستمر لتكاليف التشغيل والوقود.
على مدار عقود، كانت طائرات بوينج 757 جزءًا رئيسيًا من هوية كوندور التشغيلية. وارتبط بها ملايين المسافرين الذين توجهوا عبرها إلى وجهات سياحية شهيرة، خاصة في:
- جزر الكناري
- البحر الأحمر
- جنوب أوروبا
كما تمتاز هذه الطائرات بقدرتها على الإقلاع والهبوط في مطارات ذات مدارج قصيرة، ما سمح للشركة بتقديم خدمات مرنة وفعالة.
شهدت الرحلات الأخيرة احتفاءً خاصًا من قبل:
- أطقم الطائرات
- موظفي الشركة
- محبي الطيران
- مصوري الطيران (Aviation Spotters)
حيث تم توثيق اللحظات الأخيرة للطائرات وهي تغادر المدرج، في لحظات طغت عليها مشاعر الفخر والحنين.
بإنهاء تشغيل أسطول Boeing 757-300، تكون كوندور قد قطعت خطوة مهمة نحو بناء أسطول أكثر حداثة واستدامة، مع التركيز على الارتقاء بتجربة المسافرين وتقديم خدمات تلائم المعايير العالمية في الراحة والتقنيات الحديثة.