رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

أكثر من 1000 رحلة ملغاة يوميًا.. أزمة الطيران الأمريكي تتفاقم

الأحد 09/نوفمبر/2025 - 04:06 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

تتواصل الأزمة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية مع دخول الإغلاق الحكومي يومه التاسع والثلاثين، في أطول إغلاق حكومي تشهده البلاد في تاريخها المعاصر، وسط حالة من التوتر السياسي الحاد بين البيت الأبيض والكونغرس، وانعكاسات خطيرة على قطاع الطيران والسفر الجوي داخل البلاد وعبر العالم.

وقد تسبب الإغلاق في فوضى متصاعدة داخل المطارات الأمريكية، حيث اضطرت شركات الطيران إلى إلغاء أكثر من 1000 رحلة يوميًا لليوم الثاني على التوالي، مع توقعات بأن ترتفع أعداد الرحلات الملغاة خلال الأيام المقبلة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي ينهي الأزمة.

وأعلنت وزارة النقل الأمريكية أنها بدأت رسميًا تخفيض عدد الرحلات بنسبة 4% اعتبارًا من يوم الجمعة، على أن ترتفع النسبة لتصل إلى 10% خلال الأسابيع القادمة، إذا استمرت الأزمة، حيث يعتمد تشغيل الرحلات الجوية على وجود عدد كافٍ من مراقبي الحركة الجوية وفرق الأمن والصيانة، وجميعها تأثرت بالإغلاق الذي أوقف الرواتب وأجبر الآلاف على الإجازات بدون أجر.

كما حذر وزير النقل من إمكانية وصول نسبة إلغاء الرحلات إلى 20% من إجمالي حركة الطيران اليومية في حال عدم حل الأزمة، مؤكدًا أن استمرار الإغلاق «يهدد استقرار منظومة الطيران المدني الأمريكي بالكامل».

شهدت مطارات كبرى مثل مطار جون كينيدي (نيويورك) و مطار هارتسفيلد جاكسون (أتلانتا) و مطار لوس أنجلوس الدولي، ازدحامًا خانقًا وتأخيرات متفاوتة، ما أدى إلى حالة من الاستياء والغضب بين المسافرين، خصوصًا أن العديد منهم حجز مسبقًا لرحلات داخلية ودولية خلال موسم السفر الشتوي.

وتشير تقارير إلى أن كثيرًا من مراقبي الحركة الجوية تقدموا باعتذارات عن العمل بسبب الإجهاد والضغوط المعيشية الناتجة عن توقف الرواتب، الأمر الذي يقلص القدرة التشغيلية للمطارات ويؤثر على سلامة الحركة الجوية.

تستمر المفاوضات المتعثرة بين الديمقراطيين والجمهوريين دون تقدم ملموس. فالخلاف الرئيسي يدور حول الميزانية الفيدرالية وبنود التمويل المتعلقة بعدد من البرامج والمشروعات، وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين حول تعطيل مصالح الأمريكيين.

ويرفض الجمهوريون مقترحات الديمقراطيين بشأن إعادة فتح الحكومة مؤقتًا، فيما تتعثر جلسات مجلس الشيوخ دون أن تخرج بقرارات حاسمة، ما يطيل أمد الأزمة ويزيد من تداعياتها الاقتصادية.

خبراء الاقتصاد يحذرون من أن استمرار الإغلاق قد يؤدي إلى:

  • خسائر يومية تُقدّر بمئات الملايين من الدولارات
  • تراجع ثقة المستثمرين
  • تباطؤ نمو قطاع النقل الجوي
  • تعطيل سلاسل الإمداد والسفر السياحي

هذا وتبدو صناعة الطيران الأمريكية اليوم أمام واحدة من أصعب لحظاتها منذ عقود، حيث يتداخل القرار السياسي مع سلامة حركة الملاحة الجوية، فيما يستمر المواطنون والمسافرون في دفع ثمن أزمة لم يجد لها السياسيون مخرجًا حتى الآن.

                                           
ads
ads
ads