الرئيسة التنفيذية لـ"إير لينجوس": عملياتنا في مطار مانشستر لا تحقق الأداء المطلوب
حذّرت شركة "إير لينجوس" الإيرلندية من تراجع ملحوظ في مستوى الأداء التشغيلي لعملياتها داخل مطار مانشستر الدولي بالمملكة المتحدة، وذلك في ظل تصاعد التوترات العمالية وتجدد الخلافات بشأن الأجور وظروف العمل بين إدارة الشركة وأطقم الطيران. وجاء التحذير على لسان الرئيسة التنفيذية للشركة، لين إمبلتون، التي أكدت أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى اضطرابات إضافية في الرحلات، خاصة مع اقتراب موسم السفر الشتوي وتزايد الطلب على الرحلات عبر الأطلسي.
وقالت إمبلتون إن الأحداث الأخيرة تشير إلى أن الشركة تواجه تحديات مركبة تتمثل في ارتفاع تكاليف التشغيل، وضغط المنافسة، ومطالب نقابات الطيارين والطاقم الجوي بزيادة الأجور، مشيرة إلى أن المحادثات التي جرت خلال الأسابيع الماضية لم تحقق التقدم المتوقع. وأضافت أن أطقم الشركة العاملة في المملكة المتحدة تستعد لما وصفته بـ"الموجة الثانية" من الإضرابات، الأمر الذي قد يؤثر بشكل مباشر على شبكة الرحلات الدولية وخصوصًا الرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة وكندا.
ويأتي هذا التصعيد بعد سلسلة من الإجراءات الاحتجاجية التي شهدتها الشركة خلال الأشهر الماضية، حيث طالبت نقابات العاملين بزيادة عادلة للأجور وتحسين بيئة وظروف العمل، في ظل ما وصفوه بـ"تضخم مستمر" لم تُراعَه سياسة الأجور الحالية. وتشير التقارير إلى أن تأثير الإضرابات السابقة أدى إلى إلغاء وتأجيل عدد من الرحلات، ما أثار استياء الركاب وتسبب في خسائر إضافية للشركة.
وأكدت إمبلتون في تصريحاتها، أن إدارة الشركة لا تزال منفتحة على الحوار، داعية النقابات إلى العودة للمفاوضات من أجل التوصل إلى حل يوازن بين قدرات الشركة المالية وحقوق العاملين.
وأضافت أن "التحديات التي تواجه قطاع الطيران عالميًا بعد الجائحة لا تزال قائمة، بما يشمل اضطرابات سلاسل التوريد ونقص العمالة وارتفاع تكاليف الوقود"، مشددة على أن أي خطوات تصعيدية ستؤدي في النهاية إلى الإضرار بمصالح الركاب والعاملين على حد سواء.
من جانبها، ترى النقابات العمالية أن الشركة تمتلك القدرة على تحسين شروط الرواتب، خاصة بعد تحسن مؤشرات السفر الدولي وارتفاع الطلب خلال موسم السياحة الصيفي، مؤكدة أن أي تسوية يجب أن تُراعي "العدالة والأمان الوظيفي" لجميع العاملين.
وتشير التقديرات إلى أن استمرار الخلاف دون حلول قريبة قد يؤدي إلى تعطل آلاف المسافرين عبر مطار مانشستر، أحد أهم المراكز التشغيلية لرحلات "إير لينغوس" عبر الأطلسي، مع احتمالات إعادة توجيه المسارات أو تقليل السعة التشغيلية على بعض الخطوط.
ويتابع قطاع الطيران الأوروبي هذا الملف عن كثب، خاصة في ظل موجة من الإضرابات شهدتها شركات طيران أخرى في المنطقة خلال العام الجاري، مما يثير مخاوف من تكرار سيناريوهات الفوضى التشغيلية التي شهدتها المطارات الأوروبية في صيف 2022.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل المفاوضات بين الشركة والعاملين العامل الحاسم في تجنب التصعيد وضمان استقرار الرحلات خلال الفترة المقبلة.