نيخيل رافيشنكار.. من جذورٍ هندية متواضعة إلى قمة قيادة الخطوط الجوية النيوزيلندية
في قصة ملهمة تجمع بين الطموح والإصرار والتفوق المهني، أعلنت شركة Air New Zealand رسميًا في أكتوبر 2025 تعيين نيخيل رافيشنكار (Nikhil Ravishankar) رئيسًا تنفيذيًا جديدًا لها، ليصبح أحد أبرز الوجوه الشابة في عالم الطيران العالمي، ومثالًا يُحتذى به للقيادات ذات الرؤية المستقبلية والابتكار التكنولوجي.
ولد نيخيل في نيوزيلندا لأبوين من أصول هندية هاجرا من الهند بحثًا عن حياة أفضل. لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، بل بدأ من بيئة بسيطة حملت في طياتها قيم العمل الجاد والطموح اللامحدود. درس في جامعة أوكلاند، حيث حصل على درجتين في علوم الحاسوب والتجارة، ليجمع بين الفكر التقني والرؤية الاقتصادية، وهو ما شكّل لاحقًا قاعدة نجاحه المهني المميز.
قبل انضمامه إلى الخطوط الجوية النيوزيلندية عام 2021، شغل رافيشنكار مناصب قيادية في شركات كبرى مثل:
- Accenture في مجال التحول الرقمي والاستشارات التقنية.
- Spark، حيث ساهم في تطوير البنية التكنولوجية لقطاع الاتصالات.
- Vector، الشركة الرائدة في الطاقة والبنية التحتية.
في هذه المؤسسات، ترك بصمته كقائد يؤمن بقوة التكنولوجيا في تحسين حياة الناس، جامعًا بين الابتكار الإنساني والذكاء الرقمي.
منذ انضمامه إلى الشركة عام 2021 بصفته الرئيس الرقمي التنفيذي (Chief Digital Officer)، أطلق نيخيل ثورة تقنية داخل Air New Zealand، تضمنت:
- تطوير أنظمة رقمية متقدمة لإدارة العمليات التشغيلية واللوجستية.
- تعزيز الاستدامة البيئية من خلال الابتكار في كفاءة الوقود وتقليل الانبعاثات.
- تحسين تجربة المسافرين عبر حلول ذكية تجمع بين الراحة والتقنية.
- دعم مبادرات التحول الأخضر والابتكار في الخدمات الجوية.
وقد نال إشادة واسعة داخل الصناعة على أسلوبه القيادي الذي يمزج بين العقل التحليلي والقلب الإنساني.
بحسب تقارير إعلامية نيوزيلندية، فإن الحزمة المالية للمنصب التنفيذي تتراوح بين 1.8 إلى 3.96 مليون دولار نيوزيلندي (ما يعادل 9 إلى 20 كرور روبية هندية)، وهو رقم يعكس أهمية المنصب ومسؤولياته، إلا أن التأثير الحقيقي لرافيشنكار يتجاوز الأرقام إلى إلهام جيل جديد من القادة، خصوصًا من ذوي الأصول الآسيوية في الشركات العالمية الكبرى.
مع تولي نيخيل رافيشنكار منصب الرئيس التنفيذي، تدخل Air New Zealand مرحلة جديدة تقوم على:
- الابتكار المستدام في أسطول الطائرات وتقنيات الوقود الحيوي.
- التحول الرقمي الكامل في العمليات التشغيلية وتجربة العملاء.
- التمكين القيادي وبناء ثقافة مؤسسية قائمة على التنوع والمساواة.
- النهج الإنساني في الإدارة، حيث يرى رافيشنكار أن التكنولوجيا يجب أن تخدم الإنسان لا العكس.
قصة نيخيل تُثبت أن الطموح لا يعرف حدودًا جغرافية أو اجتماعية. فمن شاب درس في جامعة أوكلاند إلى قيادة واحدة من أعرق شركات الطيران في العالم، يمثل اليوم وجهًا جديدًا لصناعة الطيران العالمية التي تتجه نحو مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة وإنسانية.
ومع دخوله مقعد القيادة، ينتظر العالم ما سيقدمه من ابتكارات وتقنيات تعيد رسم ملامح السفر الجوي، وتؤكد أن السماء ليست النهاية بل البداية فقط.