الخطوط الجوية التركية تسجل أرباحًا تشغيلية قياسية بقيمة 1.1 مليار دولار خلال الربع الثالث من عام 2025
في إنجاز جديد يعكس قوة قطاع الطيران التركي واستقراره في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، أعلنت الخطوط الجوية التركية (Turkish Airlines) عن تحقيق أرباح تشغيلية بلغت 1.1 مليار دولار أمريكي خلال الربع الثالث من عام 2025، لتواصل الشركة مسارها التصاعدي نحو الريادة العالمية في مجال النقل الجوي.
ورغم التقلبات التي تشهدها أسواق الطيران العالمية وارتفاع تكاليف التشغيل والوقود، فإن الشركة التركية تمكنت من الحفاظ على أدائها المالي القوي بفضل استراتيجيتها المتنوعة في إدارة الشبكات الجوية، وتحسين كفاءة الأسطول، وتوسيع شراكاتها الدولية.
كشفت الخطوط الجوية التركية أن إجمالي إيراداتها ارتفع بنسبة 4.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ليصل إلى نحو 7 مليارات دولار أمريكي خلال الربع الثالث من 2025، مدعومًا بالطلب القوي على السفر الجوي في الأسواق الأوروبية والآسيوية والشرق الأوسط.
وتعكس هذه النتائج المرونة التشغيلية والقدرة على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية العالمية، حيث واصلت الشركة تعزيز عملياتها في الرحلات الدولية الطويلة التي تمثل حاليًا العمود الفقري لإيراداتها.
سجلت الخطوط الجوية التركية رقمًا قياسيًا هو الأعلى في تاريخها خلال هذه الفترة، إذ نقلت نحو 27.2 مليون مسافر خلال الربع الثالث من عام 2025، ما يعكس الانتعاش الكبير في الطلب على السفر الدولي، خاصة في الأسواق السياحية الأوروبية والشرق الأوسطية.
كما ساهمت الوجهات الجديدة التي أضافتها الشركة مؤخرًا في آسيا وأفريقيا في تعزيز حركة الركاب، لتواصل الشركة تحقيق هدفها بأن تصبح أكبر شركة طيران في العالم من حيث عدد الوجهات الدولية.
بلغ هامش الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والإيجار (EBITDAR) نحو 29.6%، وهو من بين أعلى المعدلات في قطاع الطيران العالمي.
ويعكس هذا المؤشر قدرة الشركة على التحكم في التكاليف التشغيلية وتحقيق أقصى كفاءة من أسطولها، في وقت تتجه فيه معظم شركات الطيران لزيادة إنفاقها بسبب تقلب أسعار الوقود والطاقة.
واصلت الخطوط الجوية التركية خططها التوسعية لتلبية الطلب المتزايد على السفر الجوي، حيث ارتفع حجم أسطولها بنسبة 8.4% على أساس سنوي ليصل إلى 506 طائرة بنهاية الربع الثالث من عام 2025.
ويضم أسطول الشركة طائرات حديثة من طراز بوينغ 787 دريملاينر وإيرباص A350 وA321neo، ما يعزز كفاءة التشغيل ويقلل استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية ضمن استراتيجية الشركة للتحول نحو الاستدامة البيئية.
كما تخطط الشركة لتسلم عدد إضافي من الطائرات خلال العامين القادمين، ضمن رؤية 2030 الهادفة إلى تحقيق أسطول يتجاوز 600 طائرة ووجهات تغطي جميع القارات.
وفي إطار توسعها العالمي، كشفت الخطوط الجوية التركية عن سعيها للحصول على حصة تبلغ 27% من شركة طيران أوروبا (Air Europa)، بهدف تعزيز حضورها في السوق اللاتينية وفتح المزيد من الوجهات في أمريكا الجنوبية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة استراتيجية لتعميق الشراكات عبر الأطلسي، وزيادة عدد الرحلات المباشرة إلى وجهات في البرازيل والأرجنتين والمكسيك، مما يمنح الشركة ميزة تنافسية قوية في الربط بين أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية عبر مركزها الرئيسي في مطار إسطنبول الدولي.
ورغم الضغوط التي تواجه صناعة الطيران نتيجة التوترات الجيوسياسية وتغير أسعار النفط، فإن الخطوط الجوية التركية تواصل تسجيل نتائج مالية قوية.
ويرى محللون أن الشركة نجحت في بناء نموذج عمل مرن يعتمد على مزيج من الوجهات السياحية والتجارية، مع تنويع مصادر الإيرادات بين نقل الركاب، الشحن الجوي، وخدمات الصيانة والتدريب.
كما ساعد موقع تركيا الجغرافي الاستراتيجي بين ثلاث قارات في تحويل إسطنبول إلى أحد أهم محاور الربط الجوي في العالم، ما يمنح الشركة أفضلية تنافسية في استقطاب حركة العبور الدولية (الترانزيت).
تتبنى الخطوط الجوية التركية خطة طموحة للسنوات القادمة تركز على:
- تعزيز الاستدامة البيئية وتقليل البصمة الكربونية بنسبة 50% بحلول عام 2035.
- الاستثمار في التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المسافر.
- زيادة عدد الوجهات إلى أكثر من 400 وجهة حول العالم.
- توسيع شبكة التحالفات الجوية، خاصة مع شركات في آسيا وأمريكا اللاتينية.
ويؤكد محللون أن الأداء المالي القوي في 2025 يعزز مكانة الشركة كواحدة من أكثر شركات الطيران ربحية في العالم، لتواصل رحلتها نحو تحقيق رؤيتها بأن تكون “الناقل العالمي المفضل للمسافرين في القرن الحادي والعشرين”.
بهذه النتائج المتميزة، تثبت الخطوط الجوية التركية قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص، وتقديم نموذج ناجح يجمع بين الكفاءة التشغيلية، الابتكار التقني، والاستدامة البيئية.
ومع استمرارها في النمو والتوسع الدولي، تترسخ مكانتها بين كبار شركات الطيران في العالم، لتؤكد أن السماء مفتوحة لمن يملك رؤية واضحة وإدارة طموحة.