وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان المبنى الجديد لأكاديمية الفنون «فرع الإسكندرية»
الأحد 16/نوفمبر/2025 - 08:28 م
نهي بدري
طباعة
افتتح الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، والفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، أكاديمية الفنون “فرع الإسكندرية”، وذلك بعد الانتهاء من أعمال الإنشاء بالمبنى الجديد، وذلك بحضور الدكتورة غادة جبارة، رئيسة أكاديمية الفنون، ومسؤولي جهاز مشروعات الخدمة الوطنية – الشركة المنفذة للمشروع – كما كرّما كذلك عددًا من خريجي معهد الفنون المسرحية، قسمي: التمثيل والإخراج، والديكور المسرحي دفعة ٢٠٢٤/٢٠٢٥.
وعقب إزاحة الستار، تفقد الوزير المبنى المُقام على مساحة 600 متر مربع، ويتكون من 10 طوابق – أرضي و9 أدوار – ويضم 28 فصلًا دراسيًا لتدريس الموسيقى العربية والموسيقى الكونسرفتوار، و3 قاعات كبرى مخصصة للأوركسترا والعزف الجماعي، إضافة إلى 8 قاعات متنوعة المساحة لتدريس فنون الرقص والباليه، و15 فصلًا متعدد الأغراض لخدمة معاهد الفنون المسرحية والسينما والنقد الفني والفنون الشعبية وغيرها من التخصصات النظرية.
كما يشمل المبنى 8 قاعات للبروفات والتدريبات، وقاعة مسرح «Black Box» متعددة الاستخدامات تتسع لـ100 متفرج، وقاعة سينما احترافية بالسعة ذاتها، فضلًا عن بلاتو للتصوير، وورشة متكاملة لتصنيع الديكور المسرحي والسينمائي، إلى جانب 15 فراغًا إداريًا، ومكتبة مركزية، وقاعة للندوات ومناقشة الرسائل العلمية، واستديو صوت، و5 مراسم لتدريس تصميم الديكور والرسوم المتحركة، مع تخصيص طابق مكوّن من 12 غرفة بالإضافة إلى مطعم وكافيتيريا لإقامة أعضاء هيئة التدريس والخبراء والوفود الفنية، مع توفير أماكن خاصة لاستراحة الطلاب، ويتميز المبنى بأحدث مواصفات الأمان ومعايير الحماية المدنية والخدمات.
واستهل الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، كلمته بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حداد على ضحايا الحادث الأليم الذي تعرّض له طلاب محافظة أسوان أثناء عودتهم من فعاليات أسبوع “أهل مصر” بالإسماعيلية.
وقال وزير الثقافة: “إن افتتاح هذا الفرع هو ترجمة مباشرة لرؤية الدولة المصرية في نشر الثقافة والتعليم المتخصص في جميع ربوع الوطن، وإتاحة الفرصة لكل موهوب ليطور مهاراته وفق استراتيجية تؤمن بأن لكل موهوب حقًا أصيلًا في أن تُحتضن موهبته لتزدهر، وأن يحظى أبناء الوطن جميعًا – دون استثناء – بالاهتمام والرعاية، وليس أبناء العاصمة فحسب. لقد جاء هذا المبنى ليكون إضافة حقيقية للبنية الثقافية والتعليمية، بما يضمّه من قاعات للتدريس والبروفات، ومسرح، وقاعات سينما، وورش للديكور، واستديوهات للصوت، وفصول للباليه والموسيقى والسينما والمسرح، كل ذلك ضمن منظومة حديثة تستوفي معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي، وهو إنجاز يُحسب لأكاديمية الفنون ولفريقها المخلص”.
مؤكدًا استمرار دعم الوزارة لكل مشروع يحمي الموهبة ويمنحها فرصة النمو والازدهار، فالعقول المبدعة هي الثروة الحقيقية التي تصنع هوية الوطن وترسم مستقبله.
كما وجّه وزير الثقافة الشكر إلى الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، على دعمه المستمر لهذا المشروع الحيوي، وإلى الدكتورة غادة جبارة، رئيسة أكاديمية الفنون، على جهودها في تطوير الأكاديمية وبرامجها، كما تقدم بالشكر لكل من أشرف على وحدة الأكاديمية بالإسكندرية وعمداء المعاهد، وأعضاء هيئة التدريس الذين أسهموا بخبراتهم وجهودهم في هذا الكيان الجديد، وكذلك لكل مهندس وفنان وعامل شارك في تنفيذ هذا المبنى وإظهاره بهذه الصورة المشرفة.
وقال وزير الثقافة موجهًا كلماته إلى أبناء الأكاديمية: “أمامكم اليوم مساحة واسعة للإبداع، وطريق جديد يحمل آمالكم وطموحاتكم، فهذه الأكاديمية بيتكم؛ هنا تتعلمون وتجرّبون وتنجحون، هنا تُصنع المواهب التي ستمثل مصر في المستقبل، فحافظوا على هذا المكان، واجعلوه منصة للإبداع والابتكار، ورسالة للفن الراقي”.
كما دعا وزير الثقافة كل الموهوبين في مصر والشرق الأوسط للانضمام إلى أكاديمية الفنون والاستفادة مما تقدمه من فرص حقيقية للتعليم والتدريب وصقل الموهبة.
وقال الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية: “إن افتتاح فرع أكاديمية الفنون بالإسكندرية يُمثل إضافة حقيقية للبنية الثقافية والتعليمية بالمحافظة، ويؤكد اهتمام الدولة بتعزيز دور الإسكندرية كمركز للفنون والإبداع، حيث إن وجود هذا الصرح الأكاديمي المتخصص سيمنح أبناء المحافظة فرصة ذهبية للحصول على تعليم متخصص رفيع المستوى داخل مدينتهم دون الحاجة للانتقال إلى القاهرة. فإن هذا المشروع سيُساهم في إعادة تشكيل الخريطة الفنية في الإسكندرية، وسيمنح أبناءها منصة أكاديمية رصينة تُعيد للمدينة مكانتها الطبيعية كإحدى أهم مراكز الفنون في مصر والمنطقة”.
وثمّن محافظ الإسكندرية جهود وزارة الثقافة وأكاديمية الفنون في بناء هذا الصرح العريق، وثمّن كذلك فكرة إطلاق أسماء رموز الفن والثقافة المصريين على قاعات الأكاديمية المتعددة بما يُجسد احتفاء الدولة برموزها وأبنائها المبدعين في المجالات الثقافية والفنية وغيرها.
وأكد محافظ الإسكندرية أن المبنى الجديد بما يتضمنه من إمكانات حديثة يعكس رؤية الدولة في تطوير التعليم ونشر الثقافة والفنون وإتاحة الفرص المتكافئة للشباب، وأن الدولة تمضي بخطوات ثابتة نحو دعم البنية الثقافية في المحافظات، وأن ما نشهده اليوم هو نموذج واضح لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة تعزيز الخدمات التعليمية والفنية خارج نطاق العاصمة.
وأوضح محافظ الإسكندرية أن المحافظة تضع دعم الفنون والثقافة في مقدمة أولوياتها لما تمثله من قوة ناعمة تُساهم في تشكيل الوعي وبناء الإنسان، موجّهًا الشكر لوزارة الثقافة وأكاديمية الفنون على الجهد المبذول في خروج المشروع بهذه الصورة المشرّفة، مشيرًا إلى أن الإسكندرية كانت وما زالت مدينة قادرة بطبيعتها على استقبال المشروعات الإبداعية الكبرى لما تمتلكه من تاريخ ثقافي عريق وطاقات شبابية تستحق الاستثمار فيها، كما أن وجود كيان أكاديمي بهذا الحجم داخل المحافظة يفتح آفاقًا واسعة أمام شباب الإسكندرية الذين يمتلكون مواهب فنية واعدة، ويتيح لهم بيئة تعليمية متخصصة تُصقل مهاراتهم وتمنحهم فرصًا أكبر للانطلاق نحو الاحتراف.
وقالت الدكتورة غادة جبارة: “يضم هذا الصرح العظيم في جنباته مجموعة من معاهدنا العريقة، ليكون قبلة للطلاب الموهوبين في الإسكندرية والمحافظات المجاورة، وليوفر لهم بيئة فنية راقية تساهم في تنمية الموهبة وصقل الخبرة. والإسكندرية، التي كانت على الدوام مرسى الثقافة العالمية، تستحق اليوم أن يكون لديها هذا المركز الأكاديمي المتخصص الذي يثري الساحة الغنائية والموسيقية بعقول وقلوب شابة مدربة ومؤهلة”.
ووجّهت الشكر إلى وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية على دعمهما المستمر لافتتاح الأكاديمية، مثمنة دعم الدولة اللامحدود للحركة التنويرية، والشراكة الفاعلة مع المحافظة لمد جسور الفن والمعرفة.
وتضمّن حفل الافتتاح – الذي أخرجه الفنان إسلام علي – عرض فيلم تسجيلي عن مراحل المشروع ومشتملاته، بالإضافة إلى عدد من العروض الفنية لطلاب الأكاديمية، حيث الباليه، والغناء، والعزف الموسيقي، والمسرح، والسينما، وحرفية الممثل، وغيرها، والتي جسدت جميعها المستوى المتميز لطلاب الأكاديمية ومدى ما يتمتعون به من مواهب واعدة على الصعيدين الإبداعي والأكاديمي