الخطوط الجوية السودانية تستهدف العودة إلى التحليق قبل نهاية 2025
تسعى الخطوط الجوية السودانية Sudan Airways، أقدم ناقل وطني في أفريقيا والعالم العربي، إلى تنفيذ خطة واسعة لإعادة إطلاق عملياتها التجارية قبل نهاية عام 2025، في خطوة تُعد الأكثر طموحًا للشركة منذ سنوات طويلة من التحديات التشغيلية والمالية والصعوبات السياسية التي أثّرت على قطاع الطيران في البلاد.
وبحسب مصادر مطلعة داخل قطاع الطيران السوداني، تعمل إدارة الناقل الوطني على وضع خارطة طريق واضحة تتضمن تحديث الأسطول، وإعادة تأهيل الكوادر، والتوصل إلى شراكات استراتيجية مع جهات إقليمية ودولية قادرة على دعم العودة التدريجية للرحلات المنتظمة.
وتأتي هذه التحركات في وقت يشهد فيه السودان مرحلة حساسة نتيجة الظروف الأمنية والاقتصادية، ما يجعل عملية إعادة الإطلاق خطوة حاسمة لإعادة ربط البلاد جويًا وتحقيق استقرار أكبر في منظومة النقل.
تشير المعلومات المتداولة إلى أن Sudan Airways تدرس عدة خيارات لتحديث أسطولها، الذي يعاني من تقادم كبير منذ سنوات. وتشمل الخيارات المحتملة:
-
استئجار طائرات متوسطة المدى من طرازات مثل A320 أو B737 الجيل الجديد، بهدف تشغيل شبكات إقليمية في مرحلة أولى.
-
إبرام اتفاقيات قصيرة الأمد (Wet Lease) مع شركات طيران أخرى لضمان استمرارية العمليات إلى حين تسلم طائرات حديثة.
-
البحث عن طائرات عريضة البدن لدعم الوجهات البعيدة مستقبلاً، مثل لندن أو الخليج، خاصة بعد عودة الاستقرار في البلاد.
ويرجّح محللون أن اعتماد طائرات مستأجرة سيكون الحل الأسرع لعودة الشركة إلى العمل قبل نهاية 2025، بينما سيتم تأجيل خطط شراء الطائرات الجديدة إلى مرحلة لاحقة.
تركّز Sudan Airways على ثلاث مراحل لإعادة تشغيل شبكتها:
-
المرحلة الأولى: تشغيل رحلات إقليمية إلى مصر والسعودية وتشاد وإثيوبيا، نظرًا لقرب المسافات وارتفاع الطلب.
-
المرحلة الثانية: استعادة الوجهات التقليدية للشركة مثل دبي وجدة والدوحة، في ظل العلاقات الاقتصادية القوية مع هذه الأسواق.
-
المرحلة الثالثة: العودة إلى أوروبا عبر خطوط تاريخية كـ لندن وفرانكفورت، والتي كانت تربط السودان بالعالم لسنوات.
وتعد إعادة تشغيل خط القاهرة – الخرطوم واحدًا من أبرز الأهداف لما يمثله من أهم خط دولي للركاب السودانيين.
تدرس الشركة عقد شراكات تقنية وتشغيلية مع شركات طيران في المنطقة تُقدّم الدعم في عمليات الصيانة والتدريب وخدمات المناولة الأرضية. وقد تشمل الشراكات المحتملة شركات خليجية أو أفريقية تمتلك خبرة في إعادة تشغيل الناقلات الوطنية.
كما تعمل Sudan Airways على تحديث نظام الحجز والتسويق الإلكتروني وتطوير قنوات البيع الرقمية، في إطار التحول نحو نموذج أكثر حداثة واستدامة.
على الرغم من الطموحات الكبيرة، تواجه الشركة عدة عراقيل، أبرزها:
-
الوضع الأمني في السودان وتأثيره على الحركة الجوية.
-
الحاجة إلى تمويل كبير لتجديد الأسطول والبنية التحتية.
-
إعادة بناء ثقة المسافرين بعد سنوات من توقف التشغيل غير المنتظم.
ومع ذلك، يؤكد مسؤولو الطيران أن عودة الناقل الوطني قبل نهاية 2025 ممكنة إذا تم الالتزام بخطة إعادة الهيكلة وتوفير الاستثمارات اللازمة.
يمثل مشروع إعادة إطلاق Sudan Airways خطوة محورية في مسار استعادة السودان دوره الجوي الإقليمي وربط البلاد بالعالم من جديد. ومع تسارع التجهيزات والاستعدادات، ينتظر السودانيون بفارغ الصبر عودة الطائر الأزرق إلى الأجواء بعد غياب طويل.