رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

إيرباص تقترب من إطلاق A350-2000 لمنافسة بوينج 777-9 في فئة العمالقة

الأحد 07/ديسمبر/2025 - 04:26 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

تواصل شركة إيرباص دراسة توسيع عائلة A350 من خلال نموذج جديد يحمل اسمًا مبدئيًا A350-2000، في خطوة تعكس اهتمام شركات الطيران العالمية المتزايد بالحصول على طائرات ذات سعة أكبر في حقبة ما بعد خروج طائرة A380 من خطوط الإنتاج. 

هذا الاهتمام يأتي في ظل احتياجات تشغيلية جديدة ظهرت بعد جائحة كورونا وعودة الطلب القوي على السفر، خصوصًا في المسارات الطويلة وعالية الكثافة، حيث تبحث الشركات عن حلول أكثر كفاءة وأقل استهلاكًا للوقود مقارنة بالعملاق ذي الطابقين.

تشير المناقشات الأولية داخل إيرباص إلى أن A350-2000 ستعتمد على هيكل أطول من النسخة الحالية A350-1000، إلى جانب رفع الحد الأقصى لوزن الإقلاع، وإضافة نسخة مطورة من محركات Rolls-Royce Trent XWB ذات قوة دفع أعلى.

كما أن  الهدف من هذه الحزمة التطويرية هو تمكين النموذج الجديد من توفير سعة ركابية وشحنية مشابهة لما تقدمه بوينج 777-9، والتي أصبحت اللاعب الأكبر في فئة الطائرات العريضة طويلة المدى بعد توقف إنتاج A380.

وتقود شركة طيران الإمارات الكثير من الزخم حول هذا المشروع، إذ أبدت اهتمامًا واضحًا بالحصول على طراز A350 أكبر حجماً ليناسب بعض خطوطها المحظورة ذات الطلب المرتفع.

 وتبحث الناقلة الإماراتية عن بدائل استراتيجية لتعزيز أسطولها، خاصة مع الاعتماد الكبير على طائرات 777 وA380، وتوجهها المستقبلي نحو مزيج أكثر تنوعًا مع طائرات A350-900 وA350-1000 التي سبق أن قدمت عليها طلبات مؤكدة. ومن شأن نسخة ممتدة مثل A350-2000 أن تمنح الشركة مرونة أكبر على خطوط مثل سيدني، لوس أنجلوس، غرب أوروبا، وغيرها من الوجهات طويلة المدى.

ورغم أن الإمارات تعد صوتًا مؤثرًا في دفع المشروع إلى الأمام، تؤكد إيرباص أن الاهتمام بهذه الفئة من الطائرات لا يقتصر على منطقة الخليج فقط، بل يأتي أيضًا من شركات في آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا، حيث يتزايد التوجه نحو تشغيل طائرات ذات سعة أعلى مع اقتصاد تشغيل أفضل مقارنة بالطائرات ذات الأربعة محركات مثل A380 أو 747-8.

ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات رئيسية قد تعيق إطلاق النموذج الجديد، أبرزها تكلفة تطوير محرك Trent XWB جديد أو محسّن يضمن الأداء المطلوب للطائرة الأطول والأثقل. كما أن إضافة تعديل كبير على تصميم الهيكل، وزيادة مدى الحمولة، ورفع حدود الوزن سيستلزم استثمارات ضخمة، في وقت تحاول فيه شركات تصنيع الطائرات موازنة الإنفاق التطويري مع واقع السوق الذي يشهد تباطؤًا في نمو الأساطيل بسبب تأخر عمليات التسليم من بوينج وإيرباص على حد سواء.

لكن إذا قررت إيرباص المضي قدمًا في المشروع، فإن A350-2000 ستفتح فصلًا جديدًا في المنافسة بين الطائرات ذات الجسم العريض، لتصبح مواجهة مباشرة بين بوينج 777-9 ونسخة A350 الممتدة، فبينما تعتمد بوينج على سعة كبيرة وجناح متطور بآلية طي فريدة، تراهن إيرباص على الوزن الأخف، والكفاءة الهوائية العالية، واستهلاك الوقود المنخفض لعائلة A350.

وفي حال إطلاقها بنجاح، يمكن أن تمثل A350-2000 خيارًا استراتيجيًا لشركات الطيران التي تسعى لتعويض الفجوة التي تركتها الطائرات العملاقة ذات الأربعة محركات، وتلبية الطلب المتزايد على الرحلات الطويلة دون التضحية بالكفاءة التشغيلية، وبذلك، قد تكون النسخة الجديدة بداية فصل جديد في مستقبل الطائرات العريضة بسعة كبيرة، وتعيد تشكيل خريطة المنافسة بين بوينج وإيرباص لسنوات قادمة.

                                           
ads
ads
ads