طيران أستانا تتوقع تسلم أول طائرة بوينج 787 في 2027 وتأجيل الرحلات المباشرة إلى الولايات المتحدة
أعلنت طيران أستانا، الناقلة الوطنية لجمهورية كازاخستان ، عن تحديث جديد في خططها الخاصة بتوسيع أسطولها طويل المدى، حيث تتوقع الآن تسلّم أول طائرة من طراز Boeing 787 Dreamliner في عام 2027، بعد أن كان مقررًا سابقًا في عام 2026، في تأجيل يعكس التحديات المستمرة التي تواجه سلاسل توريد الطائرات عالميًا.
ويمثل هذا التأجيل انعكاسًا مباشرًا على خطط الشركة التوسعية، خاصة فيما يتعلق بإطلاق رحلات مباشرة بين كازاخستان والولايات المتحدة ، والتي كانت تُعد من أبرز المشاريع الاستراتيجية لطيران أستانا خلال النصف الثاني من العقد الحالي. ونتيجة لذلك، ستضطر الشركة في المرحلة الحالية إلى تشغيل الرحلات إلى الولايات المتحدة عبر لندن باستخدام أسطولها الحالي، بدلًا من تشغيل رحلات مباشرة دون توقف.
وتعتمد طيران أستانا حاليًا على طائرات ذات مدى أقل مقارنة بطراز 787، ما يجعل التشغيل المباشر بين كازاخستان والمدن الأمريكية تحديًا فنيًا واقتصاديًا.
كما ويُعد بوينج 787 دريملاينر عنصرًا محوريًا في استراتيجية الشركة المستقبلية، نظرًا لما يوفره من مدى طيران طويل، وكفاءة عالية في استهلاك الوقود، وانخفاض في التكاليف التشغيلية، إضافة إلى قدرته على فتح مسارات جديدة طويلة المدى بشكل مستدام.
ويرى محللون في صناعة الطيران أن تأجيل تسليم طائرات البدن العريض أصبح ظاهرة عالمية، نتيجة تراكم الطلبات لدى شركات تصنيع الطائرات، والتعقيدات المرتبطة بالإنتاج والاعتماد الفني، حيث إنه وعلى الرغم من ذلك، تؤكد طيران أستانا أن هذا التغيير الزمني لن يؤثر على رؤيتها طويلة المدى، بل سيؤدي فقط إلى تعديل مرحلي في شبكة الرحلات وخطط التوسع.
وفي هذا السياق، ستواصل الشركة الاعتماد على لندن كمحطة عبور رئيسية لربط كازاخستان بالولايات المتحدة، مستفيدة من الطلب القائم على السفر بين آسيا الوسطى وأمريكا الشمالية، سواء لأغراض الأعمال أو الدراسة أو السياحة، كما ستتيح هذه الاستراتيجية الحفاظ على حضور الشركة في السوق الأمريكية، ولو بشكل غير مباشر، إلى حين دخول طائرات 787 الخدمة.
وتُعد الرحلات طويلة المدى جزءًا أساسيًا من خطة طيران أستانا لتعزيز مكانتها كناقل دولي يربط آسيا الوسطى بأوروبا وأمريكا الشمالية. ومع دخول طائرات بوينج 787 الخدمة في عام 2027، تتوقع الشركة إعادة تقييم شبكة وجهاتها، وإطلاق مسارات مباشرة جديدة، على رأسها الرحلات دون توقف إلى الولايات المتحدة، والتي ستشكل نقلة نوعية في تاريخ الناقلة.
كما يُنتظر أن تسهم طائرات 787 في تحسين تجربة الركاب، بفضل مقصوراتها الحديثة، وانخفاض مستويات الضجيج، وتحسين جودة الهواء داخل الطائرة، وهي عوامل باتت تحظى بأهمية متزايدة لدى المسافرين على الرحلات الطويلة.
وفي المجمل، يعكس إعلان طيران أستانا مرونة تشغيلية وتخطيطًا استراتيجيًا واقعيًا في التعامل مع المتغيرات العالمية، مع الحفاظ على طموحها في التوسع عبر القارات، كما وبينما يبقى عام 2027 محطة مفصلية في مسيرة الشركة، تترقب أسواق الطيران في آسيا الوسطى دخول الدريملاينر إلى أسطول طيران أستانا، وما سيحمله ذلك من فرص جديدة للربط الجوي والتنمية الاقتصادية.